في مجلة - الجزيرة - الأسبوعية، قرأت في العدد (121) الصادر بتاريخ 26-2-1426ه، يوم الثلاثاء، موضوعاً عنوانه: (دوريات الأطفال - الخطوة الأولى للقراءة الحرة).. وهو موضوع اتفق عليه رجال التربية وعلماء النفس والإعلاميون.. وأهل الرأي يؤكدون على القراءة الحرة للأطفال ومختلف التعليم العام! * ونحن نفتقد هذا التوجه المجدي ولاسيما في المرحلة الابتدائية بل منذ البدء فيها.. وقد رأيت هذا النهج في سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكما أكد موضوع مجلة الجزيرة، فإن تلك القراءة الحرة تدفع إلى نضوج الطفل مبكراً.. ولعلي وغيري نسأل كيف؟ * إن دعم القراءة الحرة المفيدة ليس مستحيلاً، إلا أن أثقال التلميذ والتلميذة من كثرة مقررات المنهج الذي يصب في كميات من المقرر تنوء بها قدرة ذلك الكيان الغض، وكثيره حشو، ولو اختصر في صفحات لكان في ذلك خير كثير وجدوى، وأتيح للتلميذ والتلميذة أن ينجزا أداء الواجبات المنزلية بمعاونة المدرس والمدرسة في المدارس، ويتاح له في المنزل إذا كان الآباء واعين، أن يشجعوه على القراءة الحرة فيما يفيده..! * وهممت أن أقول: ينبغي أن نوفر في كل مدرسة - مكتبة -، على قدر مستويات الطلاب، ليقرؤوا فيها ويستعيروا ما يتاح لهم ليطالعوه في بيوتهم.. غير أني نسيت أن أقول إن علاقة أبنائنا وبناتنا بالكتاب المقرر، علاقة صامتة، وأعني المطالعة وكتب الأدب من شعر ونثر المقررة عليهم، فكيف إذاً يفهمون ويدركون ما قرر عليهم وآذانهم لا تسمع شيئاً من خلال هذه العلاقة الصامتة؟! فلا التلاميذ يُسمعون أنفسهم، ولا المدرسون يترنمون بالأبيات الشعرية الجميلة والمقطوعات النثرية الأخاذة.. دراسة أوشك أن أسميها صمتاً في صمت، وإن قيل إن ثم كتباً ومقررات إلخ، لكن أين الجدوى من إشاعة القراءة، وإن قالت وزارة التربية والتعليم من باب المجاز، إن هناك قراءة أسبوعية أو نحو ذلك، لكنها حال كرشح القرب كما يقال! * من المؤسف أن لغتنا العربية وكل وطن يعتز بلغته، لكننا لا نحفل بها، وكأنها مادة غريبة مكروهون على إدراجها في المناهج، وكأنها لا سمح الله كريهة.. فهل على وجه الأرض يمكن العثور على أمة لا تهتم ولا تحتفي بلغتها، وما أقدرنا على ترديد أنها لغة كتابنا العزيز وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -!؟ فهل هذا يكفي، وأنا لا أبرح أردد قول خاتم الرسل - صلى الله عليه وسلم -: (لا قول إلا بعمل) فهل نحن بحق نقول ونفعل في تعليمنا أم نقول ما لا نفعل؟! * لا يمكن أن يتحقق عندنا تعليم عام، يفضي إلى الجامعة بنتائجه السالبة والموجبة، ما لم نصلح مناهجنا لتكون فاعلة في الحياة بعامة، نافعة لدنيانا وأخرانا.. وما أكثر ما نسمع أن الإصلاح آت، لكن هذا الآتي حبر على ورق، أما ميدانياً، الساحة، الواقع، فإنها في محصلتها: مكانك قف.. فهل المسؤولون عن التعليم راضون عن حالنا التعليمية دون حراك، لذلك فهم صامتون؟! إذا كان هذا هو تصورهم فإنهم مخطئون وغير فاعلين!