تعقيباً على ما نشرته (الجزيرة) في صفحة (شواطئ) يوم الجمعة 13-3- 1426ه تحت عنوان: تصرفاتهم تدعو إلى إحباط الشباب وزيادة البطالة (السعوديات والسعوديون يرفضون سائق الليموزين السعودي) وتحت الموضوع صورة ليموزين كتبت تحتها عبارة: سائقو الليموزين السعوديون محتارون. أشار فيه كاتبه إلى عدم رغبة السعوديين وخصوصاً النساء الركوب مع الليموزين التي يقودها سعوديون وقد ذكر قصتين كدليل على ما تألم منه الكاتب أو تألم منه أصحاب التكاسي وقد أشار الكاتب إلى اثر ذلك على الشباب الطموح للعمل وأنه تثبيط لهم وأنه يصب في زيادة البطالة لدى الشباب بل ويصب في اقتصاد الدول الأخرى وأن من الوطنية ومن الأولى أن نشجع الشباب على العمل في تلك المهنة بدلاً من أن يسلب خيراتها ذلك الوافد. انتهى.. - الحقيقة أن هذا الموضوع ذو أهمية من جانبين، أحدهما اقتصادي والآخر وطني. وابن الوطن أحق بخير وطنه من الوافد والريال الذي يدخل جيب المواطن يصرف في الوطن وبالتالي هو يصب في اقتصاد الوطن بينما الريال الذي يدخل جيب الوافد هو له يصرفه في بلاده ولكن يا ترى هل هذا الشباب الذي يمتهن تلك الحرفة على مستوى المسؤولية والكفاءة والمقدرة لدرجة أنه يستحق أن يفضل على الوافد؟. وهل هذا الشباب يستطيع أن يكسب المواطنة السعودية والتعامل معها قبل المواطن؟. هل يستطيع هذا الشباب أن يتنازل عن التصرفات الرعناء وقلة الأدب والبحث عن كشف العورات وعدم تحريك المرآة الداخلية إلى اليمين وإلى اليسار ويتركها لما خصصت من أجله؟. هل يستطيع هؤلاء الشباب الكف عن زيادة الأجرة حينما تخطئ أو يخطئ الراكب في وصف المكان المقصود أو يبدل طريق السير أو يزيد في المسافة مترات حتى ولو وصلت إلى الكيل الواحد أو الكيلين؟. هل يستطيع الشباب أن يعبر الطريق إلى المكان المقصود على رغبة الراكبة أو الراكب دون التدخل أو التعديل من نفسه؟. هل يستطيع الشباب أن يطفئ بل يغمد السيجارة حينما يحمل راكباً بدون أن يطلب منه ذلك؟. هل يستطيع الشباب أن يكف يده عن تناول البكت والولاعة لإشعال السيجارة حينما يكون معه راكب؟. هل يستطيع الشباب أن يقفل فمه من ساعة ركوب الزبون معه إلى أن ينزله مكانه وخصوصاً إذا كانت زبونة إلا عند الضرورة القصوى؟. هل يستطيع الشباب ألا يفتعل التوقفات مرتين وثلاث قبل الوصول إلى الهدف؟. وهل يستطيع الشباب ألا يتكلم في الجوال بل ولا يرد على أي متكلم ما دام الراكب معه وخصوصاً إذا كانت راكبة لأن الأمر فيه ريبة ويسبب الخوف؟. وأخيراً على كل شاب يقود تاكسي أن يسأل نفسه تلك الأسئلة فمتى ما رأى أنه يستطيع الوفاء بها فليبشر بالركاب السعوديين يتسابقون عليه، النساء قبل الرجال. ولكن أليس من الأفضل ترك هذه المهنة أو الحرفة لكبار السن والمتقاعدين المحتاجين لزيادة دخلهم لحاجتهم لذلك وأليس من الأولى للشباب البحث عن عمل يتناسب مع أفكارهم وتفكيرهم ومع عضلاتهم وقوتهم وأبواب الرزق مفتوحة فلا أرى قيادة التاكسي تصلح للشباب إلا للكسالى منهم. صالح العبدالرحمن التويجري