- ترتكز قاعدة النجاح في أي منظومة على وجود التخصص حيث يسهم ذلك في تعزيز جوانب التفوق وإثراء العمل بصورة تواكب الآمال والتطلعات المنشودة. - وقطاع الرياضة بلا ضير لا يقل بأي حال من الأحوال عن القطاعات الأخرى التي تحتاج بالتأكيد لجهة علمية تكون من أهدافها إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في المجال الذي تعمل فيه. - ومن المؤكد أن وجود أكاديمية سعودية رياضية أصبح مطلبا ضروريا وملحا في ظل الوضع الراهن ليس فقط لتطوير الاحتراف وزيادة فعاليته إنما للنهوض بالرياضة السعودية بشكل عام لا سيما ونحن في زمن الاحتراف الذي يعد ركيزة مهمة في تطور الألعاب الرياضية، على اعتبار أن الاحتراف يعني التخصص فإذا نحن بحاجة إلى أكاديمية رياضية تواكب معطيات ومتطلبات هذا النظام وفق منهج علمي يؤسس الفكر الاحترافي ويهتم ببناء شخصية الرياضي ويعزز من سلوك وثقافة المنتمين للوسط الرياضي. - الجزيرة بدورها استضافت آراء المختصين.. للتعرف على وجهات نظرهم حول هذا المجال، فإلى محصلة الآراء.. *** الأكاديمية مطلب - في البداية تحدث الدكتور عبدالرزاق أبو داود رئيس النادي الأهلي سابقاً حول هذه الفكرة قائلًا: أعتقد أننا في حاجة إلى أكاديمية رياضية سعودية متخصصة يتم إنشاؤها بطرق علمية حديثة وتخصص لها الأنظمة والموارد والكوادر الكافية والمؤهلة وتكون تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على اعتبار أنها الجهة الرسمية المسؤولة عن الرياضة في بلادنا مع الاستفادة من إمكانيات وخبرات جهات أخرى. - وأضاف أن الفوائد التي ستتمخض عن إنشاء الأكاديمية الرياضية السعودية كثيرة أهمها: أنها ستوفر الفرص لتكوين وتأهيل الكوادر الرياضية السعودية سواء في حقل التحكيم والإدارة والتدريب أو اللاعبين والمراقبين الفنيين وغيرهم.. وستدعم بشكل منهجي كرة القدم السعودية بداية ويجب ألا تقتصر على كرة القدم وإنما تتوسع مستقبلاً لتشمل ألعاباً أخرى. - واختتم أبو داود رأيه حول الأكاديمية الرياضية السعودية.. مطالباً أن يصبح معهد إعداد القادة نواة جيدة لإنشاء الأكاديمية من خلال ما هو متوفر به الآن من منشآت وموارد مع تدعيمه بالخبرات والموارد والأدوات المختلفة واستيعاب الأندية من خلاله عن طريق بعض الترتيبات معها، متمنياً الاستفادة من تجارب الدول المتطورة في هذا المجال. الأكاديمية ستضاعف النجاح - ويرى الأستاذ عبدالله العجلان الكاتب الرياضي بجريدة الجزيرة أن وجود أكاديمية رياضية سعودية أمر ضروري ومهم ليس فقط لتطوير الاحتراف وزيادة فاعليته وحجم الاستفادة منه وإنما للنهوض بمكونات وممارسات وأدوات الرياضة السعودية بوجه عام لتكون قادرة على الارتقاء بذاتها ومؤهلة للانسجام مع خطوات المتغيرات والإصلاحات الإقليمية والدولية، إضافة إلى أهمية أن تكون مستعدة ومتلائمة مع مشروع (الخصخصة) للأندية السعودية في حالة إقراره.. وأضاف أن المستوى الفكري والإداري والتنظيمي الحالي للأندية بعيد كل البعد عن متطلبات وأجواء وطموحات الخصخصة حينما تصير الأندية ذات إدارة ومؤسسات ربحية استثمارية.. وأكد العجلان أن المخرجات الأكاديمية سيكون لها دور في رسم منهجية الممارسة، الأمر الذي سينعكس على سلوك وثقافة اللاعب وتعامله مع مختلف ما يجري حوله على اعتبار أنه سيمارس الكرة وفق آلية وضوابط وأجواء علمية متطورة نابعة من الأكاديمية وعبر ما تم استيعابه منها على يد الإداري والمدرب، وأيضاً المشرف الاجتماعي والأخصائي النفسي وكذلك السكرتير وأمين الصندوق ومسؤول الاحتراف وهؤلاء جميعاً من المفترض أن يكونوا من خريجي الأكاديمية في حالة إنشائها مستقبلاً. مشيراً بأن الفوائد ستكون عديدة ولا يمكن حصرها في حالة إنشاء الأكاديمية السعودية وستتضح مع مرور الوقت بعد أن يبدأ خريجو الأكاديمية بمزاولة أعمالهم في الأندية. أهمية المنهج العلمي - أما الدكتور صلاح السقا عضو مجلس إدارة نادي الرياض فيعتبر أن نظام الاحتراف نظام جميل يدعو للتطور والتقدم، ولمواكبة معطيات هذا النظام لا بد من إدخال المنهج العلمي بدلاً من المنهج العاطفي الذي تسير عليه الأندية وأضر بالاحتراف، ولكن كجزء من التطور لا بد أن نفكر بالأكاديمية الرياضية أو المعاهد المتطورة في إعداد الرياضي بشكل سليم، فالرياضة صارت مهنة وصناعة قابلة للتطوير. وأضاف أننا بحاجة لنقل الرياضة السعودية إلى مرحلة جديدة تحقق ما نطمح إليه وتكون متماشية مع روح ومتطلبات العصر الحديث. - وأكد السقا أن الدورات القصيرة التي يعدها معهد إعداد القادة لا يمكن أن تعد الرياضي بصورة تواكب متطلبات العصر الحديث لقصر الفترة، مشيراً إلى أن في الدول المتقدمة تقدم دورات تمتد لسنة أو سنة ونصف السنة، وتقدم برامج في العلوم الرياضية.. علوم لها علاقة بالإصابات، وعلوم لها علاقة بطرق التدريب، وعلوم لها علاقة بالتحكيم، وعلوم لها علاقة بالنواحي النفسية والاجتماعية، دراسات شاملة وهذه الدراسات لا يمكن أن تقدم في سنة أو شهور بل في فترة لا تقل عن سنتين. - وشدد السقا قائلاً إن اللاعب يتأثر سلوكياً بالإداري أو المدرب الذي يتواجد معه فإذا كان هذا الإداري أو المدرب على مستوى من التأهيل فثق تمام الثقة أن اللاعب سيتأثر به لأن الأداء عبارة عن عملية تكاملية، جزء منها تربوي وجزء منها تعليمي.. ومن هنا أرى أن وجود الأكاديمية السعودية الرياضية ظاهرة صحية ومن إيجابياتها.. إيجاد فرص عمل لتنظيم العمل الرياضي إذا أخذت بالاعتبار أن السواد الأعظم من العاملين في الأندية هم متطوعون وخبرتهم الرياضية اكتسبت بناء على جلوسهم في النادي ومعايشته للاعبين.. طبعاً الخبرة هنا غير كافية، ولكن هؤلاء المنتمين للأندية لما تزج بهم في الأكاديمية ويتعرضون للقوانين والنظريات والطرق المختلفة في التعامل والتوجيه الأمثل لإدارة الأندية والمنشآت، ثق تماماً أن العقلية بشكل كبير ستتغير، وهذه إحدى فوائد الأكاديمية. أيضاً من الفوائد رفع الأداء لأن الأداء الرياضي يتأثر بشكل مباشر بمن يدير هذه المنشأة وكلما كان هناك وضوح في هذه الأهداف ووضوح في المناهج كلما كان هذا مؤثراً إيجابياً على أداء الرياضي ورفع مستواه! التخصص ينبوع الإتقان - ويدلي الأستاذ فهد الصالح الكاتب الرياضي في جريدة الجزيرة برأيه حيث يقول: إن التخصص هو ينبوع الإتقان وروح الإبداع يسمو بنظرة مركزة ثاقبة دقيقة تحتضن المنطق وتختصر الأزمنة ويجعل القدرة مضاعفة في الإبداع. وفكرة الأكاديمية الرياضية فكرة بها الكثير من الإضافة لرياضة الوطن فلو تمت الأكاديمية الرياضية السعودية على غرار الكلية التخصصية لكان هناك اختصار لكثير من الجهود التي تضيع سدى نتيجة فقدان التخصص. وأضاف الصالح أن الحكم الأكاديمي المتخصص يكتسب الكثير من الخبرة الميدانية التي قد تنقصه في بعض الأوضاع التي قد لا يكتسبها مع الوقت، ونريد المباريات.. مشيرا إلى أنه لو نظرنا للإداري الرياضي في الملاعب السعودية لاتضح أنه في غالبية الأحيان لاعب سابق أو مهتم رياضي دون النظرة التخصصية التي تجعله يمارس الإدارة بفن العلم أولاً.. والتخصص ثانياً والخبرة ثالثاً. ومن الجهة الأخرى نجد أن المدرب الوطني لا يملك الصفة التخصصية في هذا المجال فتجد خططه مكتسبة من مدارس أخرى لمدربين سابقين دون أن يكون هناك استقلالية في الخطط أو التدريب وعلى ذلك تسير قافلة الرياضيين دون أكاديمية تشرع له طريق النجاح والسؤال هنا هل سيأتي الوقت الذي يتخلص فيه الرياضي السعودي من العشوائية في العمل والارتكاز على المتخصص الذي تقوم عليه أغلب الدول المتقدمة.. وهل سيشمل التخصص الصحف من متعاونين ومراسلين في دبلوم معين يشمل تطوير قدرته المهنية بدلاً من التخبط في الذوق العام للمتلقي.. سؤال ينتظر الإقناع فهل نحن مستعدون؟ الشمولية أولاً - ويؤكد الحكم الدولي (سابقاً) الأستاذ عبدالرحمن الزيد أن إنشاء أكاديمية سعودية رياضية مطلوبة خاصة أن هناك من يحمل درجة البكالوريوس في تخصصات مطلوبة في العمل الرياضي ويتم تأهيل هؤلاء في الأكاديمية حتى بعد تخرجهم من الجامعة ويتم الاستفادة منهم على مستوى الأندية شريطة أن يكون ضمن التخصصات سواء في الإدارة أو التخصصات الأخرى ومن هذا المنطلق نستطيع أن نوجد الإداري الناجح والمؤهل داخل المنظومة الرياضية ونوجد العمل الناجح وكذلك في مجال التحكيم حيث يتم تأهيل الحكام وإعدادهم من خلال هذه الأكاديمية حتى يكون قادرا على فهم واستيعاب الأنظمة القانونية في شؤون التحكيم. - ونوه الزيد بأن فكرة إنشاء أكاديمية سعودية رياضية هي ظاهرة صحية وفكرة ممتازة لتأهيل الرياضيين للانخراط في العمل الرياضي وقد تحصنوا بالعلم والمعرفة. - وتمنى الزيد تحويل معهد إعداد القادة إلى أكاديمية رياضية باعتبار أنه يقدم دورات قصيرة وتدعم هذه الأكاديمية بهيئة تدريس تطور برامجها وتكون مدة الدورات سنتين إلى ثلاث تحتوي المجالات الرياضية كافة.. الإدارية.. والفنية.. والإعلامية ولا شك أن تفعيل ذلك سيسهم في الارتقاء بالفكر الرياضي ويعزز من فرص النجاح في هذه المنظومة. الصرح العلمي سينهي العشوائية - أما رئيس نادي القادسية الأستاذ جاسم الياقوت، فقد أشار في هذا الصدد إلى أن نادي القادسية بدأ في وضع الخطوط العريضة لإنشاء أكاديمية رياضية وأكد أنه تم رفع المشروع للأمير سلطان بن فهد لأخذ موافقته واعتماده.. وأضاف أنه يؤيد فكرة إنشاء أكاديمية رياضية ترتبط بالقيادة العليا وذلك لمواكبة نظام الاحتراف والتفاعل معه بصورة علمية بدلاً من الاجتهاد والفوضى وتكريس العشوائية في ظل غياب التأهيل والتخطيط والمنهجية العلمية. - وأكد الياقوت أن الدول المتقدمة أنشأت الأكاديميات الرياضية بعد تطبيق نظام الخصخصة، مشيراً إلى أنه حتى في حالة تطبيق هذا النظام لدينا ستسعى الأندية لإنشاء هذه الأكاديمية لأن العملية ستتحول إلى استثمارات مالية سيكون لها إيرادات ومداخيل تعزز من نجاح العمل الرياضي لهذه الأندية. دعم عجلة الرياضة - أما الأستاذ خالد النويصر مدير عام نادي الشباب فيلتقط خيط الحديث عن الأكاديمية الرياضية ويقول: إن إنشاءها أصبح أمراً ضرورياً بالنسبة للرياضة السعودية لأن وقت الاجتهادات والفوضى انتهى وجاء وقت التخصص.. وأشار إلى أن لدينا مواهب وقدرات جيدة ولدينا خريجين متخصصين في المجال الرياضي وهؤلاء يحتاجون فقط إلى الإعداد والتأهيل وهذا هو الدور الأساسي للأكاديمية المطبقة في الدول المتقدمة في المجال الرياضي. - وشدد أن تكون البداية صحيحة وأن يستفاد من تجارب الآخرين واستقطاب خبراء متخصصين في هذا المجال لرفع المستوى العلمي للأكاديمية في حالة إقرارها وإنشائها.. إضافة إلى أن هناك المنشآت والمرافق الرياضية علاوة على الكوادر الرياضية الإدارية المتوفرة لدينا مما يسهل عليها الشيء الكثير إضافة إلى وجود معهد إعداد القادة الذي يعتبر نواة لهذه الأكاديمية وهذا يعني وجود القاعدة ولم يبق إلا المبادرة نحو إنشائها وإقرارها من القيادة الرياضية التي يهمها بالتأكيد مستقبل رياضتنا. إثراء العمل الرياضي - أما الأستاذ حمود السلوه المحاضر بالاتحادين السعودي والآسيوي عضو لجنة شؤون المنتخبات باتحاد كرة القدم السعودي فيقول: أنا بصراحة غير مقتنع بإنشاء أكاديمية رياضية وسط هذه الرغبة بالاحتراف.. الاحتراف في كرة القدم الذي تقصده وتعنيه يا خالد في طرحك هذا.. هو مسؤولية اتحاد القدم ولا أجد أن الخلل الذي يمر به مشروع الاحتراف يدعو إلى ضرورة إنشاء أكاديمية بهذه الضخامة.. لكنني مع وجود أكاديمية للعلوم الرياضية يرتبط دورها بالدراسات والبحوث وورش العمل وتأهيل الكوادر الإدارية بالأندية وتنظيم المؤتمرات الرياضية المحلية والعربية.. حيث إن التأسيس القوي والمتين لشراكة علمية بين هذه الأكاديمية والجامعات ومؤسسات التعليم العالي وأقسام التربية البدنية يعزز من فرص النجاح. - وأكد السلوه أنه أول من طالب بطرح تعديل مسمى معهد إعداد القادة إلى أكاديمية الأمير سلطان بن فهد للعلوم الرياضية.. وتغيير الفكر الذي يدار به المعهد لمواكبة المتغيرات الرياضية الحاصلة في المرحلة الحالية. - وشدد أن المعهد ليس من مسؤولياته واختصاصاته إعداد وتأهيل المدربين والحكام بل إنها مسؤولية الاتحادات الرياضية مشيراً إلى أنه حينما يتحول إلى أكاديمية رياضية يفترض أن يكون معنياً بعمل البحوث والدراسات وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية في قطاعات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعقد المؤتمرات والندوات كما أشرت آنفاً.. المهم وضع آلية جديدة لتفعيل هذه الأكاديمية بما ينسجم مع متطلبات واستحقاقات المرحلة الراهنة.. وفق منهج علمي يؤسس لفكر احترافي خلاق!! استيعاب الاحتراف أولاً - كما تحدث نجم الهلال الدولي سابقاً فيصل أبو اثنين عن رأيه بتنفيذ مثل هذه الفكرة قائلاً: قبل أن نطالب بإنشاء أكاديمية رياضية هل كان هناك دراسة حتى نتقبل الاحتراف علمياً؟! ما نعرف أن الاحتراف مجرد كم نأخذ مقدم العقد وكم الراتب الشهري.. للأسف هذا هو الواقع فنظام الاحتراف لم يرتق إلى مستوى آمالنا وطموحاتنا لأنه يريد كوادر إدارية وفنية متخصصة ومتفرغة أصلا للعمل الاحترافي سواء على مستوى لجنة الاحتراف ذاتها أو على مستوى التطبيق الميداني بالأندية. وأضاف: نحن قبل أن نطالب بإنشاء أكاديمية رياضية من المفترض أن نبدأ أولاً بتطبيق الاحتراف الصحيح لأن العملية الاحترافية الحالية ناقصة، فاللاعب محترف والإداري والرئيس والمشرف (متطوعين).. ونحن عندما نتكلم عن الأكاديمية وعن مستقبل الأنظمة والأهداف واللوائح لا بد أن تكون متلائمة مع كل القرارات الأخرى.. ولكن الاحتراف بوضعه الحالي كيف تنشئ أكاديمية والأنظمة هذه غير متفاعلة، وما نأمله هو إعادة تقييم مشروع الاحتراف وإعادة صياغة بنوده ولوائحه بما يوفر الضمانات للاعب المحترف واستلام مستحقاته بشكل منتظم والأهم من هذا كله هو الكوادر التي تقود وتشرف على مشروع الاحتراف لا بد أن تكون متفرغة لإثراء العمل الاحترافي بصورة أكثر فعالية.. وهنا ستكون فكرة إنشاء الأكاديمية خطوة مساعدة وفاعلة في صياغة الفكر الرياضي البعيد عن الاجتهاد الفردي والعاطفي..!