من لطف الله بنا على وجه هذه البصيرة أن خلق لنا كل ما نحتاجه في حياتنا بل في معيشتنا لنتقوّى بها على طاعته حتى نصل إلى الغاية المنشودة التي أعدها الله لنا، ولقد وهبنا نعمة العقل لنبحث عن هذه النعم، فجعل الماء عصب الحياة لقوله تعالى:)وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَي ( ، فبالماء تحيا النفوس وتستقيم الحياة في كوكبنا الأرضي، لأن أهميته أعظم مما نتوقع، وهذا من تقدير المولى جل وعلا لتبقى الأنفاس حيّة متواصلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والنعمة الأخرى التي حبانا الله إياها هي نعمة الكهرباء التي لا تقل أهمية عن الماء في عصرنا الحاضر لما لها من فوائد عظيمة. وحكومتنا الرشيدة- أيدها الله- لم تأل جهداً في سبيل إيجاد هذين الرافدين اللذين بهما يستمر نبض الحياة، فقامت بمشاريع كبيرة عملاقة في شرق البلاد وغربها لتؤمّن لنا مصدراً آخر من مصادر المياه ألا وهي محطات التحلية، كما أوجدت مصادر للطاقة لأن حجم الصرف والاستهلاك لها أصبح كبيراً بفعل زيادة الكثافة السكانية، ومناطق المملكة كلها تحت نظر الدولة لتعمل المزيد المزيد من المشاريع في سبيل إسعاد أبنائها في جميع المجالات وهي مشكورة مأجورة بإذن الله على جهودها المتضافرة التي تقوم بها إزاء كل خير لمصلحة شعبها فهي محط أملنا ورجائنا وموضع ثقتنا بها بعد الله عز وجل، فأنشأت وزارة خاصة معنية بذلك الجانب المهم لترعى شأن كل إبداع وتطوير في هذا المجال بفروعه وأبعاده. ومن نعم الله العظيمة التي أسبغها علينا نعمة اللحمة بين الراعي والرعية موجودة ومبنية على المحبة والوئام والتواصل. وبتوجيهات سديدة من ولاة الأمر- أعزّهم الله- أن يوعزوا إلى من يهمهم الأمر أن يتفقدوا الرعية.وعلى هذا فلقد سعدت منطقتنا الجوف هذه الأيام بزيارة معالي وزير الماء والكهرباء عبدالله بن عبدالرحمن الحصين الذي منذ توليه لهذه الوزارة المهمة بدأنا نلمس أن التطور والإبداع في كل جديد بدأ يزداد يوماً إثر يوم، فالتقى بالمسؤولين في المنطقة، كما التقى معاليه أيضاً مع أهالي المنطقة والمثقفين فعرض عليه كل منهم كثيراً من الاحتياجات وخاصة في صلب البنية التحتية والمشاكل المصاحبة لها مثل مشكلة المجاري والكهرباء والماء في المنطقة عامة من خلال الحوار مع معاليه، وذلك لرؤية المسؤولين وأبناء المنطقة أن الحاجة ماسة وملحة لتعزيز وتطوير مشاريع المياه والكهرباء بهدف إيصال الخدمة للجميع أسوة بالمناطق الأخرى في ربوع بلادنا الغالية. معالي الوزير: لقد عرض عليك أبناء المنطقة كل ما بجعبتهم، فقد تجولت ورأيت بأم عينيك (حفظك الله)، والكل منا يترقب بلهفة وشوق عظيمين ما ترتب على هذه الزيارة المباركة الميمونة، فهل ننتظر من معاليكم (وفقكم الله) البشرى التي ستزفُّ إلى أهالي الجوف؟ وتكون عظيمة الصدى لتبقى ألسنتنا تلهج بذكركم؟ فيا معالي الوزير: نستميحك عذراً إن قلنا هل من جواب لهذا السؤال؟ والله أسأل وهو خير من سُئِل أن يحفظ لنا بلادنا ويديم علينا نعمه الكثيرة الظاهرة والباطنة وعلى رأسها نعمة الأمن والأمان .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،