حين يتغنى بعضنا بالرياض (العاصمة) بأنها أجمل المدن وأنظف العواصم! عدا المشاعر العاطفية التي ينزفها البعض بتأوه! تشعر وكأنك إزاء مدينة فاتنة! بنايات متناسقة ومنتزهات في كل حي، وشوارع فسيحة ومريحة وأرصفة جميلة وإشارات مرورية متزامنة! بينما لو أمعنت النظر (بتجرد وموضوعية) لوجدت أن مدينتنا الفاتنة لا تعدو عن مبان ذات ألوان متنافرة لا تناسب البيئة ولا تتماشى مع الذوق العام! فهذا منزل لونه أصفر وبلاطه أحمر، وأبوابه سوداء، وحديد النوافذ يحمل ألواناً غير متجانسة! أما المنزل المجاور فتجد ألوانه لا تمت لطابع الحي بصلة!. وإن حدثتكم عن الشوارع فذلك الهمّ اليومي الذي لا ينقطع إلا إذا وضعت جنبك على فراشك، وعندما تضعه ستفاجأ بآلام في الأضلاع، وفي الركب أوجاع، وشد في العضلات، وفي المفاصل التواءات، وحرارة في المواطي!. ولا أبالغ إذا ذكرت أن المطبات الصناعية التي يعمد بعض السكان لوضعها بطريقة انتقامية للمفحطين ومتهوري القيادة، تكاد تصل إلى خمسة في شارع لا يزيد طوله على 500 متر!! فمن المسؤول عن ذلك؟! وتتفاجأ بأن شارعاً بعرض ثلاثين متراً يوجد به مطبات صناعية لا يبعد أحدها عن الآخر عشرة أمتار، كما في شارع النسائي بحي السلام وغيره كثير وكثير جداً! حيث يعاني أصحاب السيارات من صعوبة المرور في هذه الشوارع! وما يزيد الأمر بؤساً أن تلك المطبات وضعت بطريقة عشوائية سواء مكانها أو شكلها أو ارتفاعها! فيكفي أن يحضر أحدهم كمية هائلة من الإسفلت ويمرر (الرصّاصة) عليها عدة مرات وإن تعذر وجود رصّاصة يقوم برصها أحد أبنائه (المستصحين) حتى تصبح مرصوصة بارتفاع يصل إلى ربع متر تقريباً، ويمكنه إضافة كميات أخرى حسب الارتفاع المرضي له! ويزداد صاحب المطب اغتباطاً حين (تعلق) سيارة صغيرة في هذا المطب فيبذل جهده لمساعدة قائدها على تخطي المطب شريطة ألا يمر من هذا الشارع مرة أخرى، وليبحث عن شارع آخر يسلكه وكل الطرق تؤدي إلى (مطب)!!. وعندئذ - وبعد فترة وجيزة - يستخرج صك ملكية لهذا الشارع، وينظر لأصحاب السيارات الفارين من المرور بشارعه بكثير من الفرح وقليل من المروءة، ويهز رأسه ويحرك حاجبيه جذلاً بالنتيجة التي توصل إليها دون أدنى مسؤولية أو تعب. وقد يتحول هذا الشخص إلى مرجع (مطباتي) لسكان الأحياء المجاورة والشوارع الأخرى. ويتقاعد إن كان موظفاً وينشئ شركة مهمتها (تملك الشوارع دون مقابل!!) فيتهافت الناس عليه فيعمد إلى فتح شركة مساهمة ويطرحها للاكتتاب العام ويدخل في اختصاصها شراء سيارات شراعية ذات محركين أو ثلاثة أو أربعة (حسب الوجاهة) حتى يمكنهم الاكتتاب في شركته عند البنوك دون إحداث زحمة كما جرت العادة! لتتحول الطرقات بمطباتها إلى ممرات للمشاة ولأصحاب السياكل والدبابات!!. ولتعيش رياضنا الجميلة الفاتنة الرائعة التي توقظنا شمسها كل يوم على صرير السيارات المتفاجئة بالمطبات! وتؤلمنا كثرة مستشفياتها المتخصصة بعلاج أضلاع العجائز والمسنات! وعظام الأولاد والبنات! ولا مانع من افتتاح مستشفيات خاصة للروعات والشهقات!!. وإني لأتساءل: أليس من حقنا أن ننعم بطرق مريحة وقيادة هادئة سواء ونحن متجهون إلى أعمالنا أو زياراتنا؟!. ألا ترون أنه أصبح يتساوى بالطريق من يقود سيارة صغيرة مريحة ومن يقود شاحنة نقل ثقيل؟! فكلاهما، مع الركاب، تجده في حالة كرب. *** ** صورة مع التحية لإدارة المرور التي تركت للسكان حل مشكلة التفحيط بوضع المطبات، بدلاً من إيجاد حل جذري للمشكلة!!. * وصورة أخرى لأمانة مدينة الرياض والبلديات الفرعية مع عبارة (الله الله.. مزيد من المطبات وكثير من ورش السيارات لتغيير الكفرات والفحمات والقماشات) وبالتالي تقصير العمر الافتراضي للمركبات.. * وباقي الصور لقائد السيارة والركاب مع الدعاء لهم بالصبر على تحمل الآلام والمفاجآت!!. * ص.ب 260564 الرياض 11342