ذكر تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي حول ملابسات مقتل ثلاثة فتية فلسطينيين في التاسع من الشهر الحالي في رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عليهم (بهدف قتلهم). وأفادت صحيفة هآرتس أمس الاثنين بأن التحقيق أظهر أن (الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار بهدف القتل ولم يوجهوا نيرانهم باتجاه القسم السفلي من أجساد الفتية مثلما ادعى الجيش بداية). وفيما ادعى الجيش الإسرائيلي بعد مقتل الفتية بأنهم كانوا يقومون بعملية تهريب سلاح قالت هآرتس أمس إن قيادة الجيش الإسرائيلي في منطقة الجنوب (لم تنجح بعد في التحديد بدقة ماذا كان الفتية يفعلون قرب الحدود المصرية). الجدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية أكدت أن الفتية كانوا يلعبون كرة القدم ولم يقتربوا من الجدار الأمني أو من الموقع العسكري الإسرائيلي في المكان. يشار إلى أن مقتل الفتية الثلاثة الذي وقع في التاسع من نيسان - أبريل الجاري أدى إلى خرق التهدئة حيث رد الفلسطينيون على ذلك بإطلاق نحو مائة قذيفة هاون على المستوطنات ومواقع الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصدر في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله إن (قائد الدورية أخطأ عندما أطلق النار وكان عليه الاكتفاء بإطلاق النار على أرجل الفتية كونهم غير مسلحين). وأضاف المصدر أن (الجنود تصرفوا وكأنهم يواجهون خلية مسلحة وهذا التصرف لم يكن مبررا وليس هناك أي سبب يجعل هذا الحادث ينتهي بقتل ثلاثة فتية). ولفتت هآرتس إلى انه لم تتخذ إجراءات حتى الآن بحق الجنود الذين قتلوا الفتية الفلسطينيين وان التحقيق مستمر. ومن جانب آخر ذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) أمس الاثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لا يستبعد أرجاء الانسحاب من قطاع غزة المقرر مبدئياً اعتباراً من 20 تموز - يوليو، إلى منتصف آب - أغسطس لأسباب دينية. واقترح إرجاء الانسحاب يوناتان باسي الذي كلفه شارون الإعداد لإجلاء حوالي ثمانية آلاف مستوطن يهودي من قطاع غزة. وبعد مشاورات مع حاخامات، رأى باسي أن الانسحاب سيجري خلال فترة حداد تستمر ثلاثة أسابيع لمن أسماهم رجال الدين اليهود أحياء لما يقول اليهود انه ذكرى تدمير الهيكل. وخلال هذه الفترة التي تمتد من 24 تموز - يوليو إلى 14 آب - أغسطس هذه السنة، لا يحق لليهود الانتقال من مكان إلى آخر أو الزواج أو الذهاب إلى مصفف الشعر أو الحلاق أو الاستماع للموسيقى أو المشاركة في حفلات. وقالت الصحيفة إن شارون لم يرفض مقترحات باسي مع انه رفض من قبل كل طلبات تأجيل الانسحاب التي تقدم بها مسؤولون عسكريون لأسباب لوجستية أو وزراء أو نواب. وفي ذات السياق المتعلق بالانسحاب أفادت تقارير صحفية إسرائيلية، أنه وفقاً لأحدث نسخة صدرت بشأن خطة الانسحاب من قطاع غزة أن ثلاث مستوطنات تقع في شمال القطاع وهي عالي سيناي ودوجيت ونيسانيت ستكون أولى المستوطنات التي ستخليها قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية تنفيذاً لخطة الانسحاب من غزة.