عندما نهضت من النوم سحبت شريط الفيديو كالعادة لأشاهد بعض المسرحيات التي لم أشاهدها من قبل ومرت مدة من الزمن وأنا أشاهد هذه المسرحية بدون مردود انفعالي طيب ينعكس على وجهي فنزعت الشريط لأضع شريطاً آخر فكانت النتيجة كالشريط السابق فنزعته طبعاً ووضعت شريطاً لأضع شريطاً آخر فشاهدته بكل انسجام فرأيت فيه بعض المشاهد المضحكة وأثناء مشاهدتي له تعجبت كثيراً لما يحدث في المسرح العربي وأسلوب السخرية والتهكم المتداول بينهم.. فهل هذا من فنون المسرح العربي؟ هل السخرية وأسلوب السب والتعليق المتكلف من فنون المسرح العربي؟. فإذا وافقتموني وقلتم نعم فسأرد عليكم وأقول إذا كان هذا الأسلوب يخدم المجتمع ويعالج مشكلات اجتماعية ألقت صدى وترحيباً بين جوانب المجتمع العربي فإني سأقول يا حبذا لو نشرت واتسعت أكثر وأكثر. لكن هذا الأسلوب أسلوب متكلف لا يخلو من التجريح والسخرية والجارحة، فأصبح كل فنان يقف على خشبة المسرح وكل كاتب مسرحي يكفي برموز تسيء لبلده وسمعة وطنه ومجتمع وبعضهم يلقي بأسلوب سخرية وتجريح صريح استهزاء بعادات وتقاليد ونساء مجتمعه. والغريب أنه يقال بأسلوب صريح خروجاً عن النص أو تقيداً به دون مراعاة احترام للحاضرين. لماذا يتنافس الممثلون في سب وشتم مجتمعاتهم وعادات وسياسة بلادهم وربَّما تصل إلى المجتمعات المجاورة؟. لماذا يتنافس أصحاب القلم والكلمة والشهرة بتداول هذا الأسلوب وهم ليسوا من المدينة الفاضلة. فأقول ألا يرتقي المسرح عن هذه الأساليب؟.