تنظيم القضاء في المملكة العربية السعودية تنظيم فريد يستمد أصوله وجذوره من الشريعة الإسلامية الغراء. لقد أخذ هذا النظام الإجرائي يتطور في مختلف حقب هذه الدولة المباركة التي تطبق منهج الله وتعاليم دينه الخالد في كافة مجالات الحياة ومناحيها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى بلغت هذه الأنظمة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده مكانة مرموقة وحققت تطوراً كبيراً يتواءم مع الأهداف التي تسعى إليها المحاكم الشرعية في نشر رسالة الإسلام في العدل والحكم بما أنزل الله وإن الأنظمة العدلية التي صدرت مؤخراً تجسد وتترجم ترجمة حية لهذا الاهتمام ولهذه العناية الكبيرة من لدن ولاة الأمر أعزهم الله وهي نظام: 1- المرافعات الشرعية. 2- نظام الإجراءات الجزائية. 3- نظام السجل العيني للعقارات. 4- نظام المحاماة. وكلها منظومة تصب في خدمة المحاكم الشرعية ومراجعيها وأن التنظيم الهيكلي القضائي الجديد الذي صدر هذه الأيام وتوج بمرسومٍ ملكي كريم لهو نقلة نوعية مهمة في التنظيم القضائي ودرجاته وهو ينطلق من الحرص على مواكبة العصر في إطار الشريعة الإسلامية وتركيز وتحديد الاختصاصات كما يهدف لضمان تحقيق العدل بين الناس ودعم الضمانات الشرعية لرسالة الإسلام في هذا الميدان العظيم. إن ما حواه التنظيم وتضمنه قد أثلج الصدور وأسعد النفوس لما يحمله من معانٍ حيوية الأنظمة القضائية وقدرتها على التجديد والتحديث وتطورها المستمر في ظل الشريعة الإسلامية الخالدة. ولما يحمله في مضامينه من رؤية ثاقبة ورأي سديد لخدمة القضاء ودرجاته. وإن أبرز الجوانب وأهمها في هذا التنظيم هو فصل الجانب الإداري والتنظيمي لاختصاصات مجلس القضاء الأعلى عن الجانب القضائي الذي تقوم به اللجنة الدائمة بالمجلس وتسمية الجانب الأول بالمجلس العالي للقضاء والجانب الآخر وهو ما تقوم به اللجنة الدائمة الحالية بالمحكمة العليا ومقرها الرياض. وكذلك إنشاء محاكم للاستئناف بمختلف مناطق المملكة وعددها (13) محكمة ولا شك أن هذا يخدم المتقاضين ويسر عليهم ويضمن الدقة والعدالة في الأحكام ومن أبرز ذلك إنشاء محاكم للأحوال الشخصية وهو أمر تدعو إليه حاجة العصر وضرورته وتحويل المحاكم الجزئية إلى جزائية وسوى ذلك من الجوانب الأخرى المهمة. أدام الله على بلاد الحرمين قيادتها الرشيدة ووفق الله معالي وزير العدل الدكتور الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ لكل خير وسداد وشكر الله لمعاليه ما يبذله من جهودٍ حثيثة ومساعٍ متواصلة في تنظيم هذا المرفق المهم. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}