المسلسل الجديد (عجيب أفندي) الذي عرض مساء الثلاثاء الماضي خلفاً لمسلسل (الجنة العذراء) لم يكن في تصور العديد من المشاهدين وممن يعجبون بإسماعيل ياسين بالذات - لم يكن في تصورهم ان يكون الغرض من اشتراك إسماعيل ياسين في المسلسل هو بقصد إنجاح المسلسل على أكتاف سمعة إسماعيل ياسين فقط.! فالأغاني محشورة في المواقف بشكل نافر ناشز.. فلا يمكن أن يتوقع المشاهد - أي مشاهد - المتتبع لمشاهد وحوار المسلسل.. ان يؤشر إسماعيل بيده على الفرقة الموسيقية والمطربة داخل (دار للنشر) لتسمعه إحدى الأغاني..! تصور فرقة موسيقية ومطربة (مايسة قد) داخل (دار للنشر)..! صحيح ان المسلسل لا يخلو من مواقف كوميدية ضاحكة - ولكن هذه المواقف في تسلسلها عديمة الارتباط والسلاسة خصوصا مع الأغاني.. إضافة إلى هذا.. فدفتر المذكرات.. وتقليب الصفحات خلق الملل في الحلقة الأولى فما بالك بما يلي من حلقات..! * * الممثل تصنعه بيئته! إلى أي مدى تصدق هذه الجملة..؟! إسماعيل ياسين قدم بمشاركة فطين عبدالوهاب حصيلة هائلة من الأفلام الكوميدية (مسلسل إسماعيل ياسين) ولا نقول: إنها قمم، ولكنه عندما جاء إلى بيروت.. وبالذات تعاونه مع الشركات التلفزيونية المنتجة للمسلسلات - ضاع في حيص بيص.. بل هم ضيعوه.. أصبحوا يستغلون تاريخه السابق.. وفي سبيل لقمة العيش لم يتورع عن تقديم أي شيء.. والاشتراك في أي شيء! والسوق على المحطات التلفزيونية مفتوح، فألوف العملات الخليجية تحول لمنتجي المسلسلات التلفزيونية في بيروت ب.. الزنابيل..!.. وهذا إغراء..! ولكن هل أثرت بيئة منتجي المسلسلات التلفزيونية في بيروت بعقليتهم التجارية - على إسماعيل ياسين..؟! فأذابت قيمه الفنية..؟! أم هل بعده عن فطين عبدالوهاب أثر عليه.. ورماه في دوامة ضياع..؟! الأنباء التي وردت إلينا قبل وفاته من جراء تأثره بفقدانه لصديقه ومخرجه المفضل فطين عبدالوهاب - هذه الأنباء تقول: ان إسماعيل يعاني في أيامه الأخيرة من أزمات مالية.. وهو في شيخوخة منكهة.. والحياة لا ترحم.. بل المجتمع لا يرحم.. وقد لا يلام ان ارتجل في سبيل أن يعيش.. فالروح غالية، وعندما تعيش في بيئة تهيئ لك الارتجال.. بل وتجبرك أحيانا في سبيل أن تعيش.. فلن تلقى ممن يعرفون واقعك وظروفك ملامة..!