قسوة وفؤاد امرأة

ما زالت فتية تنبض بها دماء الحياة.. فلم تخلع رداء الشباب بعد.. غير أنها لم تعد بذلك القدر من الشموخ.. ذليلة منكسرة.. يعنون محياها الشحوب.. وتختفي بين تفاصيل وجهها حكاية الحلم القديم.. تكشف شفتيها عن ابتسامة باهتة.. تحمل قدرا من اليأس الذي أعلنه صمودها.. تحتفظ بالملف الذي يحوي أوراقاً من مذكراتها كانت تدون به مسيرتها يوماً بيوم.. وتلك الورقة التي لوثها السواد.. تضعها في المقدمة.. وتعدها إنجازاً تفخر به..تقترب حيال تمتمات أولئك البشر.. وتقرع مسامعهم بحقيقة قد لا يعيرونها شيئا من الأهمية.. غير أنها واقع مؤلم تعيش مفرداته.. فذاك الإلهام الصامت الذي يسكن ذاتها لا تستطيع أن تجبره على البوح.. كان أديبا يتحدث بكل لسان ويجيد كل لغة.. لكن ثمة غموض غيبه.. فلا تعلم..هل تعلن عن رحيله.. أم تنتظر لحين يبتسم الصباح.. كانت تظن أنه يخمد في سبات عميق.. أو أنه عارض مرضي سيتجاوزه وسيتماثل للشفاء.. لكن الأيام لم ترحم شتاتها.. أعلنت لها الحقيقة التي كان عليها أن تؤمن بها.. وترضخ للقدر الذي حتم عليها أن تعيش صامتة.. يتحدث عنها الجميع.. ويؤولون قولها.