* د. عبد الوهاب محمد اختصاصي طب وجراحة العيون مركز النخبة الطبي الجراحي : يعتبر مرض جفاف العين أكثر أمراض العيون انتشارا في المملكة ، حيث تعاني منه العديد من الفئات والأعمار ، ولفهم طبيعة هذا المرض والوقاية منه يتعين علينا معرفة أهم اسبابه وأعراضه التي يتعرف منها المريض اصابته بالمرض . تبدأ أعراض المرض بالاحساس بعدم الراحة أو وجود جسم غريب في العين ، أو عدم القدرة على تحمل الضوء ، وقد يحدث عدم وضوح للرؤية مؤقتا ، وتتزايد هذه الأعراض في الظروف التي تؤدي لزيادة معدل تبخر الدموع من العين مثل التعرض المباشر لمكيفات الهواء أو الرياح ، أو الأجواء الحارة ، أو العوامل التي تسبب تناقص معدل حركة الجفن الطبيعية ( الرمش ) ( مثل القراءة أو العمل أمام الكمبيوتر لفترات طويلة ) ، ومن المثير للاستغراب أن بعض المرضى قد يأتي للعيادة شاكياً من إحساسه بجفاف العين ، وقلة الدموع أثناء الانفعالات ، وآخرون يشتكون من تساقط الدموع بكثرة وذلك نظرا لعدم ثبات طبقة الدموع على العين . وأهم الأسباب التي تؤدي الى هذا المرض : أسباب تؤدي لتناقص كمية الدموع المفرزة من الغدة الدمعية نتيجة التهابات أولية أو ثانوية في الغدة الدمعية مصاحبة لبعض الأمراض الروماتيزمية أو نتيجة إصابة الغدة الدمعية ببعض الأورام . كما يصاحب التغييرات الهرمونية واستخدام بعض الادوية كحبوب منع الحمل ومشتقات الاتروبين ، والتقدم في السن بتناقص ملحوظ في افرا الدموع * أسباب تؤدي لعدم ثبات طبقة الدموع على سطح العين نتيجة اضطراب الطبقة المخاطية للدموع اللازمة لالتصاق الدموع بالعين أو اضطراب الطبقة الدهنية للدموع اللازمة لتقليل معدل التبخر أو اضطرابات حركة الجفن وامراضه والتي تسبب عدم توزيع الدموع التوزيع الأمثل على سطح القرنية والملتحمة . تعرض العين لعوامل بيئية تسبب زيادة التبخر مثل الحرارة الزائدة أو الرياح والمكيفات . ويمكن تشخيص المرض بالوسائل الآتية : أولا : الفحص الاكلينيكي : للجفون وسطح القرنية والملتحمة بواسطة جهاز المصباح الشقي ، وتحديد محتويات الدموع وسمك طبقتها على سطح العين ، وغالبا مايكون هذا كافيا لتشخيص معظم الحالات . ثانيا : إستخدام الصبغات : مثل صبغة "الفلوريسين "" والروز" بنجال لتحديد توزيع الدموع على سطح العين والأماكن التي تعاني من الجفاف نتيجة عدم التعرض للكمية المناسبة من الدموع ، وقياس وقت تكسر طبقة الدموع . ثالثا : ختبارات قياس كمية الدموع : كاختبار تشيرمر والذي يحدد كمية الدموع التي تفرزها العين في الظروف العادية والانفعالية . ويهدف العلاج إلى تخفيف أو ازالة الأعراض التي يشكو منها المريض ومنع حدوث أي أضرار لقرنية العين نتيجة الجفاف ، وتتمثل طرق العلاج في الآتي : وسائل تهدف الى تقليل تبخر الدموع من العين ، ومنها تجنب التعرض للأجواء الحارة ، وتيارات الهواء ، وحماية العين بالنظارات الواقية ، والشمسية ، واستخدام أجهزة زيادة رطوبة الجو ، وذلك للحفاظ على كمية الدموع المتاحة في العين ، خاصة لمن تضطرهم ظروف عملهم للتعرض للعوامل المسببة لجفاف العين ، كما ينصح بأخذ فترات راحة كل حين وآخر للعاملين على أجهزة الكمبيوتر . استخدام مرطبات العين ، وهي عبارة عن بدائل صناعية للدموع متوفرة في صورة قطرات وجيل ومراهم ، وتتزايد كمية وعدد مرات الاستعمال كلما كانت العين أكثر جفافا . تدخل طبي لتقليل معدل تصريف الدموع من العين وإطالة فترة تأثيرها سواء الطبيعية منها أو الصناعية ، خصوصاً في الحالات المتقدمة ، وذلك عن طريق وضع سدادات لفتحات القناة الدمعية الموجودة على الزوايا الداخلية لحواف الجفون ، أو إغلاق هذه الفتحات جراحيا أو بالليزر بصفة دائمة في الحالات الشديدة أو التي قد تعاني من حساسية للمواد الحافظة الموجودة ببعض أنواع الدموع الصناعية . وأخيرا ننصح بالتالي لمن يعاني من جفاف العين : البعد عن الأجواء الحارة والجافة ويترات الهواء ماأمكن ذلك . إستخدام النظارات الواقية والقطرات المرطبة بانتظام . على العاملين لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أخذ فترة راحة 10 دقائق كل ساعة ، مع وضع اجهزة الكمبيوتر على البعد المناسب وعلى نفس مستوى العين لتقليل معدل تبخر الدموع من العين . التعود على الرمش الارادي كلما أمكن ذلك وخاصة في الظروف الي تدعو للتحديق كمشاهدة التلفاز واعتياد أسلوب إغلاق العين وإراحتها في الأنشطة اليومية التي لاتستدعي استخدام حاسة النظر . اللجوء للطبيب عند الشعور بأي من الاعراض المذكورة وعدم إستعمال أي قطرات بدون وصفة طبية .