انتقل إلى رحمة الله تعالى في مساء يوم الجمعة 1 من شهر صفر 1426ه الموافق 11 مارس 2005م علم من أعلام البلاد، ألا وهو معالي الشيخ عبدالعزيز بن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ رئيس القضاة ومفتي الديار السعودية -رحمه الله-. وفضيلة الشيخ عبدالعزيز عرفته في أول سنة التحقت فيها بكلية الشريعة بالرياض، وهو الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية ثم مديراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وبعد هذه المناصب التي تولاها عين مستشاراً بالديوان الملكي حتى انتقل إلى رحمة الله. وكان رحمه الله يحمل صفات كثيرة جمة ولعل أبرزها صفتان: الأولى : حبه لفعل الخير ومساعدة من له رغبة في الدراسة، فلا يحتاج من يطلب دخولاً إلى المعهد أو الكلية - آنذاك من يساعده أو يشفع له، ففضيلته قد فتح بابه لكل متقدم، ومن راجعه لمس فيه حبه لفعل الخير وحرصه على ذلك. الثانية : الحلم والأناة وعدم الغضب من المراجع، وذلك معروف عنه حينما كان رئيساً للكليات والمعاهد، ومن المعلوم أن من كان في هذا المنصب يراجعه أناس من مختلف الفئات. والشيخ رحمه الله قد ورث الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة من والده سماحة الشيخ محمد وأعمامه الأفاضل الشيخ عبدالله بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم والشيخ عبدالملك بن إبراهيم رحمهم الله. وليس بمستغرب تأثر الناس بمختلف فئاتهم إذا فقد مثل فضيلة الشيخ عبدالعزيز الذي كانت حياته حافلة بالعطاء والشموخ والمسؤولية زهاء خمسين عاماً، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده لأجل مسمى. أسأل الله رب العرش الكريم أن يغفر له وأن يعظم أجره، وأن يسكنه فسيح جناته.. إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وأتقدم بخالص العزاء للقيادة الرشيدة وللمجتمع السعودي ولأسرة آل الشيخ على وجه الخصوص.. وأخص بالذكر زميليّ الأستاذين في جامعة الإمام - سابقاً - أخاه معالي الشيخ د. عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل، وابنه معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، وأنجال الفقيد وإخوانه وأسرته.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون}.