بلغت حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب محيط جزيرة نياس الإندونيسية قبالة سواحل سومطرة ليل الاثنين الثلاثاء حوالي 1300 قتيل بحسبما أعلن مسؤول في الأممالمتحدة أمس الجمعة. وقال فرنسوا ديرويسو منسق عمليات الأممالمتحدة في مدينة غونونغ سيتولي كبرى مدن نياس (نقدر عدد القتلى الإجمالي ب1300 معظمهم قتلوا في غونونغ سيتولي، لكنها تقديرات تقريبية). وقدر نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا حصيلة الزلزال الذي بلغت قوته 8.7 درجات على سلم ريشتر (ما بين ألف وألفي) قتيل. إلى ذلك أكد الزلزال القوي الذي هز شمال إندونيسيا هذا الأسبوع مخاوف الخبراء من ان يكون الزلزال الذي وقع في ديسمبر كانون الأول قد تسبب في عدم استقرار زلزالي يمكن ان يستمر عشرات السنين ويودي بحياة الآلاف. وخبراء الزلازل متأكدون بالفعل من ان الزلزال الذي وقع يوم الاثنين وبلغت قوته 8.7 درجات قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية كان نتيجة مباشرة لزيادة مستويات الضغط في القشرة الأرضية والذي نجم عن الزلزال الذي وقع في 26 ديسمبر كانون الأول. ويقول الخبراء انه يوجد الآن خطر متزايد من حدوث زلازل قوية أخرى وليس مجرد توابع أو هزات ارتدادية فقط في المنطقة رغم ان توقعها بشكل دقيق ما زال أمرا مستحيلا. وقال البروفيسور جون مكولسكي رئيس علوم البيئة بجامعة اولستر لرويترز بالتليفون (مع الأسف فهذا احتمال حقيقي.. العالم يعمل بهذه الطريقة. الزلازل تتجه لان تثير كل منها الأخرى ومن ثم فإن زلزالا واحداً تتبعه زلازل أخرى). وفي تقرير نشر في منتصف مارس آذار ثبت دقته بشكل مخيف قال فريق الأبحاث الذي يرأسه مكولسكي ان الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات والذي أدى إلى قتل أو فقد ما يقرب من 300 ألف نسمة في المناطق الواقعة حول المحيط الهندي زاد بشكل ملحوظ مستويات الضغط في أخدود سوندا قرب الساحل الغربي من جزيرة سومطرة. وبعد اقل من أسبوعين وقع أقوى سابع زلزال شهده العالم خلال المئة عام الأخيرة بمحاذاة هذا الأخدود مما أدى إلى قتل ألفي شخص في جزيرة نياس الصغيرة والمناطق المحيطة بها. ولم يتسبب هذا الزلزال في إثارة موجات مد عملاقة على عكس زلزال ديسمبر كانون الأول والزلازل السابقة في صدع سوندا في عامي 1833 و1861م. وقال فريق مكولسكي أيضا في تقرير مارس آذار ان الزلزال الذي وقع في 26 ديسمبر كانون الأول زاد من مستويات الضغط بشكل كبير بمحاذاة صدع سومطرة قرب مدينة باندا اتشيه التي تحملت العبء الأكبر لموجات المد العملاقة. وقال مكولسكي: (لا أقول انه سيحدث اثر على غرار لعبة الدومينو بهذه الطريقة ولكن توجد أسباب مادية قوية لإمكان حدوث مثل هذا الأثر. ولن يكون من الحكمة افتراض ان هذا هو الزلزال الثاني الكبير دعونا ننسى ذلك الآن. فهذه منطقة نشطة.. إنها كذلك ربما لملايين السنين). ونجم الزلزالان عن الصفيحة التكتونية الأسترالية الموجودة اسفل الصفيحة الإندونيسية التي تؤثر على منطقة تمتد لنحو 4500 كيلومتر من ميانمار نزولا إلى جزيرة جاوة الإندونيسية. ويبحث خبراء الزلازل الآن تجربة تركيا للحصول على مفاتيح لما قد يحدث في آسيا. وشهد هذا البلد - تركيا - الواقع في مكان تتلامس فيه الصفيحتان العربية والإفريقية مع الصفيحة الاوروآسيوية 11 زلزالا ضخما القرن الماضي كان أحدثها بقوة 7.4 درجات في ازميت في عام 1990 مما أدى إلى قتل اكثر من 30 ألف شخص. وقال فيل كومينس وهو خبير زلازل في معهد العلوم الجيولوجية باستراليا (انه خطر. فهو يحدث.. فقد حدث في تركيا واليابان ولكنه لا يحدث دائما لذلك يصعب قول ذلك. بالتأكيد يوجد خطر متزايد ونحتاج لنتوخى الحذر في المستقبل).