أحدث إعلام مكتوب الآن هو (الصحافة الإلكترونية) حيث يمكنك قراءة جريدة بأكملها أو حتى موسوعة شاملة على الإنترنت، كما أن أحدث استثمارات فاقت الخيال هي التجارة الإلكترونية! الأمر ليس بغريب.. فالعالم كله (يلهث) وراء كل ما هو جديد ومبتكر والتقنيات الحديثة في كل مجالات العلم والطباعة والثقافة والإعلام تتسابق في سباق ليس له نهاية إلا مع نهاية الحياة على كوكب الأرض. السماوات أصبحت مفتوحة من أقصى العالم إلى أقصاه وأصبحت (كلمة العالم قرية صغيرة) تعبير قديم.. ذلك أن كل الأمور تجاوزت الحدود، وبشكل لم يعد مبهراً أو مستحدثاً.. وبعد أن كان هناك كل يوم يوجد شيء جديد أو غريب أصبحنا مع كل ثانية أو دقيقة نجد هناك الجديد والملاحقة للحدث عن بعد وعن قرب.. والاختراق لكل ما هو متاح وغير متاح، وكشف للزيف أو الخديعة أو الإعلام المضلل. وهذا يدعونا للحديث عن أول جريدة إلكترونية يومية للكاتبة السعودية الصحفية هداية درويش سلمان، التي صفق لها الوسط الصحفي، فقد حققت في عام واحد وهو عمر الموقع ما لم تحققه في عشرين عاماً في الصحافة الورقية! إن جريدة (هداية نت) وإن كانت تعد رمزاً للصحافة السعودية الإلكترونية الجديدة، وهو ما نعنى به الآن، خاصة نحن الكُتاب والإعلاميين، وأصحاب الأقلام إلا أن ظهور الصحف والمواقع الإعلامية الإلكترونية، أصبح يشغلنا، ويشغل بعض رؤساء تحرير الصحف الذين توقفوا للعلم والتقنية انبهاراً، والذعر من أن يتجاوزهم الزمن بالوقوف في صفوف المتفرجين فحسب، وإن راح البعض منهم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بفتح مواقع إلكترونية لصحفهم وإدخال هذه الخدمة الإعلامية في صحفنا المحلية، ذلك بأننا لسنا بأقل ممن سبقونا إليها في شيء، لا من بعيد ولا من قريب! لا بد أيضاً من سرعة انضمام صحافتنا إلى الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية، والذي تشرفت أنا كإعلامي سعودي بالانضمام إليه، فكل الظروف مهيأة لنا ومواتية لأن تعمم تجربة الصحافة الإلكترونية على مستوى المملكة، وحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ولا تبخل بشيء ولا بجهد تجاه ما فيه تقدم وازدهار المملكة على الصعيد الإعلامي كيف لا وقد تشرفت وزارة الثقافة والإعلام بمرسوم ملكي بتنصيب معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني وزيراً للثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية، وهو بلا شك يعد اختياراً أصاب الحق والحقيقة، واستبشر الوسط الإعلامي بمقدمه كل الخير والإيجابية على الوسائل الإعلامية المسموعة والمنظورة والمقروءة.. فلا تنقصنا سوى إشارة معاليه بالبدء.. ودعمه لكل عمل متطور، لما عرف عنه من الانفتاح والحركة والمرونة.. فللإعلام في المملكة دور جديد وإعادة النظر في الخطاب الإعلامي السعودي الذي يتمشى مع العصر وتحولاته مع الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارة السعودية، ويقيني أن الوزير إياد بن أمين مدني ليس في حاجة لمثل هذا الإطراء ولكن لتعاملي الشخصي مع معاليه لسنوات طويلة إبان توليه المدير العام لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر التي كنا نراها شامخة، فكوني من الصحفيين أؤمن تماماً بكفاءته العليا في إعلام متطور.. لعالم متغير.. وإياد مدني قادر على تحمل هذه المسؤوليات الجسام.. وعلى تصحيح صورة المملكة التي أخذت بكل متطلبات العصر والتي نمت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. المهمة كبيرة والعبء ثقيل واللغة الإعلامية ذات شقين محلي وعالمي لإعطاء الصورة الواقعية عن المجتمع السعودي المعاصر في نظر العالم، كما يوضح حقيقة العقيدة الإسلامية وقيمتها وسماحتها، وأن ما ينقص المسلمين اليوم هو الإعلام العالمي فقط بوسائل متعددة أبرزها الحوار الحضاري والديني والثقافي، وبخاصة لدى غير المسلمين في العالم وكذلك لدى الأقليات الإسلامية التي يبلغ تعدادها في العالم ثلث عدد المسلمين البالغ عددهم حوالي مليار و200 مليون نسمة. وطالما أن القلم علم الله به الإنسان ما لم يكن يعلم، فإن مهمة إياد مدني الصعبة في (عصر المعلومات) أن يكون القلم السعودي والشاشة السعودية والأثير السعودي والفضائية السعودية والأقمار الصناعية هي الوسائل لنقل المعلومات الحقيقية عن المملكة العربية السعودية، راعية الإسلام والمسلمين وتوضيح الصورة التي تعمدت فئة قليلة غير واعية بتشويشها بتطرفها البغيض وعقليتها المقيتة في نشر ثقافة العنف المسلح أو ما يسمى بالإرهاب. كان الله في عون وزير الثقافة والإعلام السعودي الجديد، ليصعد بنا إلى عصر الإعلام الإلكتروني بجدارة واقتدار.