كتب الفتى الأسمر وصيته الاخيرة ومضى في غيبوبته داخلا بين بياض السرير والملاءة التي تغطي جسده في تلك المساحة الصامته التي لا يستطيع فيها أحد أن يتدخل ويقول الكلمة الاخيرة والقرار الفاصل ليظل أحمد زكي في انتظار إرادة الله بعد ان استسلم الفريق الطبي للأمر الواقع ولم يعد لديهم الأمل. في منتصف ليلة أمس الأول أصيب أطباء الرعاية المركزة في مستشفى دار الفؤاد بالفزع عندما تردت حالة زكي ووصلت إلى أدنى مراحلها بعد أن ضعفت عضلة القلب بشكل كبير وتحجرت الأنظار على الغرفة التي يرقد فيها (النمر الأسود) وشهدت أروقة المستشفى حالة من الهرج والمرج وانتشر خبر وفاته وتم تركيب أجهزة التنفس الصناعي له واستسلم الجميع فالحالة خرجت عن السيطرة. وكان الفتى الأسمر قبل أن يرفع الراية البيضاء معلنا استسلامه للمرض الرهيب كان يداعب كل من حوله بروح مطمئنة وأبلغ محاميه لبيب معوض بوصيته وبأشياء تتعلق بأموره المادية مع نجله هيثم وأسرته والمقربين له كما ناقش مع سمير عبد العظيم ابن خالته سيناريو جنازته وأكد عليه ضرورة أن تنطلق الجنازة من مسجد عمر مكرم وأن يكون العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية ويدفن في مقبرته ب 6 أكتوبر والتى كان قد دفن فيها صديقه الراحل الفنان ممدوح وافي وذكرت مصادر من داخل المستشفى أن أحمد زكي قبل تركيب أجهزة التنفس الصناعي له قد قرر إخراج صدقات وهبات كثيرة للفقراء وقد بلغ حداً من الشفافية لم يسبق له مثيل وكان يلتقي عمال النظافة والمصاعد ويعاملهم بعطف وحنان متناهيين وكان زكي حتى ليلة أمس الأول يتنقل على كرسي متحرك بعد أن تم تغطية جسده الذي أضعفه المرض ببطانية سميكة تحميه من تقلبات الهواء المفاجئ وكان يتمتع بحالة نادرة من الهدوء النسبي غير أن الجميع كانوا يتوقعون بين لحظة وأخرى الانهيار الأخير وإعلان الخبر المشؤوم بين لحظة وأخرى وذلك بعد أن تم منع دخول الجرائد والمجلات إليه كما تم وقف جهاز (دي في دي) الذي كان يقوم هيثم بعرض الأفلام عليها لوالده بين الحين والآخر حينما تسمح حالته المزاجيه بذلك. أما خارج أسوار المستشفى فقد أصبحت أخبار الحالة الصحية للنجم أحمد زكي مثل أخبار البورصة. وإن كانت مؤشرات البورصة إن انخفضت أو ارتفعت لا تزيد على نقاط معدودة عكس أخبار الحالة الصحية للنجم الأسمر والتي تتحرك وفق مؤشر يتغير بنسبة 180 درجة يوميا.. فمن ذهاب أحمد زكي إلى فندق مجاور للمستشفى ولقائه بالفصائل الفلسطينية إلى طلبه من نجم كوميدي شهير أن يحضر له فرخة مشوية لأنه يحبها على طريقة أحد المطاعم المعروفة!! وفجأة يتحرك المؤشر في اتجاه عكسي تماما حيث تنتشر أخبار أخرى فيها الجانب السيئ عن حالة النجم فيعلنون وفاته أو دخوله في غيبوبة طويلة أو أنها ساعات معدودة في حياة الرجل الذي يتلقى علاجه ولا يدري شيئا عن هذه البورصة خصوصا بعد أن تم فرض سياج من السرية حول حقيقة حالته الصحية وهذا سمح بالمزيد من الشائعات لدرجة أن الأطباء الذين يجلسون مع الفنان داخل الغرفة اندهشوا من الأخبار التي تنشر ولا يعلمون مصدرها ولكنهم قالوا: (إن كل شيء جايز هذه الأيام) أما المؤشرات فتقول إن أحمد زكي في حالة موت سريري الدكتور حسن البنا صديق أحمد زكي قال إنه عندما يتحدث عنه فإنه يتحدث عن الصديق وليس المريض.