كان لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الدور الكبير في التخفيف من معاناة المبتلين ومسح دمعة اليتيم وإيواء المحتاجين ومد يد العون لهم وأنا لا أضيف شيئا لما عرفه القاصي والداني عن المواقف المشرفة لابن سلطان بن عبدالعزيز مواقف الرجولة والشهامة.. قبل أيام وفي موقف الإنسان المسلم الذي يبتغي الأجر والمثوبة من الله عندما شملت رعايته طفلة صغيرة لم تتجاوز الخمسة أعوام فقدت أسرتها بأكملها في حادث مروري مروع ولم ينجُ من الحادث سوى هذه الطفلة التي فقدت الأب والأم وأشقاءها حيث تكفل بها سموه مدى الحياة وقدم لها دعما ماليا كبيرا كما قدم مبلغاً مالياً مجزياً لجدها وجدتها وهذه الطفلة هي من جمهورية مصر العربية الشقيقة، فكم كانت الفرحة في عيني هذه الطفلة عندما وجدت من يقف بجانبها ويواسيها ويعوضها حنان الأب والأهل ويغدق عليها بعطاء الإنسان المسلم ويتابع حالتها الصحية منذ لحظة دخولها المستشفى وحتى خروجها.. وهذا يعود بنا إلى الوقفة التي يسجلها التاريخ بمداد من ذهب لسموه مع أطفال وأسرة الرقيب علي آل سريع الذي توفي بعد أن أنقذ محطة وقود من كارثة عظيمة والهروب بالشاحنة المحملة بالوقود والنيران تلتهمها من وسط المحطة التي كانت تكتظ بالبشر وقت الحادث ويهرب بها وهو لا يجيد قيادة هذه الشاحنة التي تركها قائدها وهرب عنها ليلقى آل سريع حتفه في هذا الموقف البطولي وتكون الوقفة التي تناقلها وقت حدوثها كافة وسائل الإعلام وحتى وسائل الإعلام الخارجية حيث تكفل سموه بأسرة هذا الرجل واستقبل أطفاله استقبال الأب لأبنائه وأمر بتسمية الشارع الذي سلكه وهو يقود الشاحنة باسم الشهيد الرقيب علي آل سريع وفاءً لهذا المواطن المخلص. وقفات علمها الناس وأخرى لم يعلموها.. قدم لمنطقة تبوك برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي هذا البرنامج الذي يخدم الأسر المحتاجة وله أعماله الجليلة فسمو الأمير فهد بن سلطان يتابع وبصفة مستمرة ما يقدمه هذا البرنامج الذي يقدمه سموه لأجل شريحة معينة من الناس فهو يتكفل برعاية أكثر من خمسة آلاف أسرة ويساعد الكثير من الأسر في دفع إيجارات مساكنهم وسداد فواتير الكهرباء والهاتف وتقديم الأراضي للأرامل والأيتام وإيجاد الفرص الوظيفية لأبناء الأسر المحتاجة وبناء الوحدات السكنية في منطقة تبوك وقبل عدة أيام سلم سموه الكريم وحدات سكنية مؤقتة بالكامل لأسر محتاجة جلها من الأرامل والأيتام والمعاقين واطلع بنفسه على هذه المنازل وسلم بيده استمارات المنازل لمستحقيها وإنهاء معاناة هذه الأسر من الإيجارات وفواتير الكهرباء والهاتف وكم كانت الفرحة ظاهرة في وجوه هؤلاء وقد التقينا بهم في صحيفة الجزيرة وعبروا عن مشاعرهم وفرحتهم بهذه الوحدات ورفعوا أكف الضراعة لله للدعاء لسموه على هذه الأعمال الغير مستغربة منه، كما أن سموه يتابع ما يقدم رجال الوطن من مدنيين وعسكريين لخدمة وطنهم وشعبهم وقد كان للوقفة التي حدثت قبل أيام مع أحد أفراد الدفاع المدني بتبوك وهو الرقيب عتيق العطوي الذي قدم عملاً بطولياً ووطنياً عند مباشرة حادث مروري فيه محتجزون وعند قص الحديد في إحدى السيارات تفاجأ أن من بداخل السيارة هو ابنه الذي كان في حالة حرجة وينزف فلم يترك عمله الرسمي واستمر في ممارسة عمله وقص الحديد رغم محاولة زملائه منعه وأن يرافق ابنه للمستشفى مع سيارة الإسعاف إلا أنه استمر ولم يغادر موقع الحادث إلا بعد انتهاء عمله مع زملائه وكتابة محضر الحادث وإبعاد السيارات عن الطريق وبعد ما يقارب الساعة ذهب للاطمئنان على ابنه في المستشفى فهنا كان لسمو الأمير وقفة من وقفاته المشرفة حيث كرم هذا الرقيب واستقبله في مكتبه وقدم له مكافأة مالية كبيرة وأشاد بما قدمه وقال: إنك خير مثال للمواطن السعودي سواء كان عسكرياً أو مدنياً والذي يظهر معدنه في المواقف الحرجة كما أن سموه وما يحمله من قلب كبير طلب من هذا الرقيب أن يطمئنه على ابنه الذي وقع عليه الحادث. إنني مهما تحدثت فلن أصل إلى ذكر بعض من هذه المواقف المشرفة والتي لو تحدثنا عنها فلن نسطيع تسجيلها ويكفي تسجيلها في موازين حسناته.. هذا خلاف الجوامع التي أقيمت في عدد من أحياء مدينة تبوك وكافة محافظات ومركز منطقة تبوك والتي أقيمت على نفقة سموه الخاصة لتقام فيها الصلوات الخمس فهنيئاً له بهذا الأجر الكبير وهنيئاً لهذه البلاد أن هيأ الله لها رجالاً مخلصين مسلمين يحكمون شرع الله وينصرون كل مظلوم وهنيئا لأهالي منطقة تبوك وجود هذا الأمير نجل سلطان الخير وأدعو الله أن يوفقه ويسدد خطاه وأن يحفظه ويديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار.