كان للتبرع السخي من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله - لأسرة الرقيب علي حمود آل سريع أحد منسوبي القوات المسلحة بالشمالية الغربية الذي ضحى بحياته وهو ينقذ حياً بأكمله وعدداً من الأنفس التي كانت تكتظ بها إحدى محطات الوقود البترولية بتبوك وقاد شاحنة مليئة بالوقود والنار مشتعلة فيها بعد أن هرب قائدها من ألسنة النيران معرضاً حياة عدد كبير من الأنفس للخطر وقادها وهو لا يجيد قيادة مثل هذه الشاحنة العملاقة وترك ما حضر من أجله وهو شراء الخبز لأطفاله من السوبرماركت التي تقع ضمن محيط محطة الوقود وصار بها والنيران تتصاعد في السماء والكل يهرب بمسافات كبيرة من هذه الناقلة وأخرجها من عنق الزجاجة في أرض فضاء وانقلبت ومات بها محترقاً لأجل انقاذ الأنفس والممتلكات.. أقول كان لتبرع سمو النائب الثاني - حفظه الله - الاثر الكبير في أنفس أسرة الشهيد حيث كان للقاء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك عدة مرات أطفال الشهيد وحديثه معهم واطمئنانه على هؤلاء الأطفال وسيرهم في الامتحانات وتشجيعهم على مواصلة تعليمهم والافتخار بأبيهم وما قام به من عمل بطولي الدافع المعنوي الكبير وليعلن سموه الكريم التبرع السخي من سمو النائب الثاني لهذه الأسرة بمبلغ مائتي ألف ريال فور علم سموه بالحادث الأليم الذي وقع لرب هذه الأسرة وعمله البطولي وهذا التبرع الذي قدمه سموه الكريم لهذه الأسرة هو امتداد لأعمال الخير الذي يقدمها سلطان الخير لأبناء هذا الوطن الغالي وقد تكفل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك لهذه الأسرة وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة لهم وهذا ليس بمستغرب على ولاة الأمر في هذه البلاد - حفظهم الله - في الوقوف بجانب المواطنين في أفراحهم وأتراحهم ومد يد العون لكل إنسان بحاجة للمعونة ويأتي هذا العمل البطولي الذي قام به احد أفراد القوات المسلحة في وقت نجد فيه من ينتسبون لهذا الوطن اسماً ويقومون بتفخيخ السيارات وتشريك الشاحنات وإلقاء المتفجرات ضد الأبرياء وحجز الأبرياء من أطفال ونساء كرهائن وفتح النار عشوائياً على رجال الأمن! هناك فرق بين ذاك وذا فهذا المواطن المخلص لدينه ووطنه غامر بحياته وهو يعلم أنه خلف وراءه اسرة من أطفال ونساء ووالديه الذين يعولهم لأجل شراء الخبز لهذه الاسرة فلم يجد بداً من إنقاذه لأرواح بريئة من كارثة لو انفجرت لكان خسائرها كبيرة جداً مع وجود محطة أخرى لا تبعد سوى بضعة امتار من هذه المحطة التي اشتعل بها هذا الصهريج العملاق المليء بالوقود فهناك فرق كبيرة وكبيرة جداً بين من يضحي بحياته من أجل انقاذ الارواح والممتلكات وبين من يضحي بحياته من أجل قتل الآخرين فهذه الفئة الأخيرة هم من الخوارج المبتعدين عن الدين الإسلامي الحينف فهم يقتلون من يجدونه ويفجرون المباني السكنية ويعلمون ان بها النساء والأطفال والشيوخ فسبحان الله كيف نجد هذا المواطن المخلص لدينه ووطنه المتمثل في الرقيب علي آل سريع وبين هؤلاء الخوارج الذي أضروا بالبلاد والعباد حتى المساجد التي يرتادها المصلون لم تسلم منهم! لعنة الله والمؤمنين أجمعين عليهم. خاتمة: رحم الله الشهيد علي آل سريع رحمة واسعة وهذا نداء نوجهه إلى ابن سلطان الخير صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك -حفظه الله- الذي له الأعمال الجليلة في كل شبر من هذه المنطقة الذي أغدق بعطائه وحنانه على أطفال الشهيد ومتابعته المستمرة لهم وسيرهم في الامتحانات أن يتم تسمية الشارع الذي سلكه الشهيد بالناقلة المحملة بالوقود وهي مشتعلة لإنقاذ الحي والسكان والمارة باسم الشهيد علي آل سريع وليكون ذلك خالداً في أذهان الجميع والأجيال القادمة.. حفظ الله على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها، ورحم الله شهداءنا.