على مدى أكثر من 25 عاماً وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك وسموه يسير في دفع عجلة التنمية في منطقة تبوك، تلك المنطقة التي تعتبر بوابة الشمال للمملكة العربية السعودية ومن أهم المناطق الاستراتيجية في المملكة كونها تقع على ثلاثة منافذ دولية تربط المملكة بدول الشام وتركيا وأوروبا وبدول إفريقيا عبر المنفذين البريين حالة عمار والدرة مع الأردن وميناء ضباء الذي تبحر منه العبارات البحرية كل يوم لتودع وتستقبل المسافرين من وإلى مصر ودول إفريقيا، إضافة إلى وجود رحلات دولية يومية من مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز الإقليمي بتبوك إلى مطار القاهرة ودبي، وهناك انطلاق لرحلات دولية إلى دول أخرى مستقبلاً وكذلك استقبال حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين بمئات الآلاف كل عام وتوديعهم عبر منافذ تبوك الدولية وحرص أمير منطقة تبوك بالعناية الدائمة بضيوف الرحمن والالتقاء بهم في منفذ حالة عمار، وعقد الاجتماعات العديدة مع الجهات الحكومية العاملة في مدينة الحجاج بحالة عمار للتأكيد على خدمة هؤلاء الضيوف والحديث يطول عن هذا الأمر وعن منطقة تبوك وجمالها ومعالمها السياحية الخلابة وشواطئها الجميلة الممتدة على مسافة 600 كم تقريباً من حقل إلى مقناء وضباء والوجه وأملج، كل ذلك يحتاج إلى تفصيل، فمنطقة تبوك من يزرها يكرر العودة لها مرات ومرات، ومن يغب عنها ويعود يجد كل عام تطورا ومعالم جديدة، والفضل بعد الله يعود لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين في دفع عجلة التنمية وضخ المليارات في مناطق المملكة لرفاهية المواطنين، ثم لجهود أمير هذه المنطقة فكانت تلك المقدمة لأتحدث عن جزء يسير عن إنسانية الأمير فهد بن سلطان وما شاهدناه بأعيننا. ولقد كانت جولة سموه في محافظات ومراكز المنطقة قبل شهرين وكنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لسموه وفي جولته لمحافظة الوجه كانت طفلة قد ألقت قصيدة، حيث صافح سموه تلك الطفلة وقدم لها مكافأة مالية وسيارة جديدة، وفي محافظة ضباء وأثناء تدشينه مشروعات تزامن ذلك مع خروج طلاب إحدى المدارس الابتدائية فدفع بعضهم للتوجه لمشاهدة الاحتفال وعند مغادرة سموه الموقع كان أحد رجال الأمن يبعد أحد الأطفال فتوقف سموه واستدعي الطفل وصافحه وقال له بالحرف الواحد (تبي شي اطلب) فرد الطفل كنت أبغى اسلم عليك. وفي كل محافظة ومركز يزورها يكون لسموه مواقف إنسانية، ولا أنسى ذلك الموقف الذي رواه لي أحد أقاربي الذي كان قبل أقل من عامين عندما توفي قريبي وصديقي سلمان عايد العطوي مدير شؤون الموظفين في مستشفى الصحة النفسية بتبوك إثر حادث مروري في الأردن، وتوفيت معه زوجته وأربعة من أطفاله وعندما علم سموه بالحادث اتصل بأخ المتوفى عيد عايد وقدم تعازيه له، وذكر لي أخ المتوفى عيد ان سموه كان يعزيه، حيث نبرات الحزن وكأن من يعزيني شخص من إخوتي، حيث كان سموه يتحدث بنبرات تبكي، وأكد ان سموه أمر بسرعة إحالة الطفلتين اللتين نجتا من الحادث للمستشفى العسكري بتبوك، حيث تتابعان علاجهما، كما أن سموه استقبلهما في منزله بعد ذلك وتكفل بسداد ديون المتوفى. ما أتحدث عنه هو جزء يسير جداً من مواقف وإنسانية الأمير فهد بن سلطان التي يقدمها ولا غرابة على رجل هو نجل الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - وهناك برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الذي يقدم خدماته الإنسانية للأرامل والأيتام والمحتاجين في منطقة تبوك على نفقة سموه. إن حديثي عن سموه لا يمكن أن توفيه هذه الكلمات ولا تلك المواقف التي أعلمها وشاهدتها وسمعتها وهي قطرة في بحر تلك الإنسانية التي يحملها الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز.