الحمد لله والصلاة والسلام على مَنْ أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين الذين سادوا العالم فنشروا في ربوعه الأمن والسلام والمحبة بين الناس أجمعين.. وبعد انتشرت ظاهرة الإرهاب في بقاع الدنيا شتى واستفحل خطرها وعظم شأنها مما تسبب في قتل مئات الآلاف من الأبرياء الذين لم يرتكبوا ذنباً ولا جريمةً والإرهاب لا يعرف الأخضر واليابس يدمر ما أنجزه الإنسان من حضارة ونهضة حديثة، ودول العالم تعاني من هذه الظاهرة وتسعى جاهدة للقضاء عليها وقد أحست حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذا الخطر القادم وأهمية التصدي له بجميع السبل والوسائل بكل حزم والضرب على يد كل مَنْ تسول له نفسه المساس بأمن بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها واستخدمت كل وسيلة للقضاء على هذه الظاهرة، الحوار تارة والعفو تارة أخرى وخاصة مع الشباب الذين غرر بهم عن طريق بعض المجندين لخدمة أعداء الإسلام والوطن الذين يرفعوا شعار الإسلام والإسلام منهم براء، فالإسلام لا يجيز بحال من الأحوال ترويع الآمنين أو إزعاج المواطنين والمقيمين أو تدمير الاقتصاد الوطني والله تعالى يقول في كتابه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }. وما المؤتمر الذي عقد في الرياض مؤخراً الا إحدى هذه الوسائل التي تؤلب العالم بأسره لمكافحة هذه الظاهرة وإشعار العالم بالجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال وإطلاعهم عن قرب بمبادئ الإسلام التي تحث على الاعتدال والوسطية والدين الإسلامي الذي تحث تعاليمه السمحة على الرفق والرحمة فهذا أبوبكر الصديق يوصي قائده أسامة بن زيد وهو خارج للغزوفي إحدى المعارك (( اغزُ على بركة الله قاتل من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلو ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأةً ولا تعقروا نخلاً ولا تذبحوا بقرةً ولا شاةً إلا لمأكلة..) وهذا بعيداً كل البعد عما يتشدق به هؤلاء المدعون الإسلام الذين يرفعون شعاره ويشوهون صورته بما يرتكبون من حماقات في حق دينهم ووطنهم. لذا فواجبنا نحن المسلمين أن نقف صفاً واحداً لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتصدي لها وتربية أبنائنا على التسامح والرحمة وعلى قيم ديننا الإسلامي الحنيف، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون).