لا تعجب وأنت تتسوق في أحد أسواق الخضار بالمملكة أو أحد الدول العربية المجاورة من وجود علامة الجودة على كراتين منتجات البطاطس من حقول ومزارع إنتاجه المتميز في السعودية، فمنذ عدة سنوات وبعد تلك التوجهات السديدة من حكومتنا الرشيدة إلى تنوع الإنتاج الزارعي في بلادنا ودعم المستثمرين بكافة التقنيات والوسائل الحديثة توجه الكثير من المستثمرين إلى إنتاج كميات عالية من البطاطس تجاوزت الاكتفاء الذاتي إلى التصدير بكميات تجارية جيدة والتي عادت بمردود إيجابي على اقتصادنا الوطني ولله الحمد، وقد قامت شواطئ الجزيرة بجولة في حقوق البطاطس في وادي الدواسر لننقل من الميدان الزراعي مراحل الزراعة والإنتاج وطرق التسويق وأهم أنواعها وخصائصها والتي يجهلها كثير من المستهلكين. ففي البداية تحدث المهندس عوض رمضان كبير المشرفين الزراعيين بحقول البطاطس وقال في مثل هذا الوقت نبدأ الإنتاج في المزارع التي استثمرناها في وادي الدواسر حيث النجاح الكبير والإنتاج الوفير في هذه الحقول وذلك لمناسبة التربة ووفرة المياه بينما تبدأ زراعته في مناطق أخرى في هذا الوقت لعل من أهمها منطقة حائل ولذا تعتبر مزارع وحقول وادي الدواسر أهم منتج للجيل الأول لزراعة البطاطس (البذور) وهو ما يعرف علمياً ب (classe (a حيث يتم بيعه على بقية المزارعين في مناطق ومحافظات مملكتنا الغالية ومن ثم زراعتها لإنتاج البطاطس المعروفة في السوق حيث تتم الاستفادة من زراعة البطاطس في الدواسر على نوعين الحجم الكبير للتسويق وهو البطاطس المتعارف عليها في السوق، والحجم الصغير وهو ما يعاد زراعته في مناطق أخرى لإنتاج نفس النوعية من البطاطس والذي يمكننا من الاستغناء عن استيراد الجيل الأول من بعض الدول كهولندا وفرنسا والمعروف باسم (classe (e وعن تكلفة الإنتاج قال إنها عالية نسبيا حيث تتراوح بين 12 إلى 17 ألف ريال للهكتار الواحد وتعتبر مكلفة إلا أن مردودها الاقتصادي عال أيضاً حيث ينتج الهكتار الواحد حوالي 40 طناً وقد يصل إلى 50 طنا في بعض المواقع ويزيد. وعن التسويق قال تتحرك يوميا أعداد كبيرة من الشاحنات من محافظة وادي الدواسر لجميع الأسواق المحلية في جدة والرياض والمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية بالإضافة إلى بعض الدول العربية المجاورة كدول الخليج العربي والأردن وهناك جزء يتم تخزينه بواسطة التبريد إذا زاد العرض عن الطلب وعن طرق التسويق قال إن الغالب هو تسويق المنتج في كراتين زنة 3 كلجم أو في أكياس تزن 15 كلجم تقريباً. وعن أنواع البطاطس المنتجة في المملكة العربية السعودية قال المهندس الزراعي جمال حماد من شركاء لحاء للتسويق الزراعي: هناك عدة أنواع منها البطاطس التصنيعية ومن أبرز أنواعها بطاطس ليدي روزتا Lidy Ro zeta ويميل لونه إلى الاحمرار وهو ما يستخدم عادة في مصانع الشبسي والليز ويحتاج إلى كمية أقل من الزيت عند إعداده وكمية إنتاجه في الحقول متوسطة إلا أن أسعاره هي الأعلى بعكس الأنواع الأخرى من البطاطس المعروفة ببطاطس المائدة والتي تميل إلى اللون الأبيض فكمية إنتاج الهكتار منها عالية بينما أسعارها متوسطة ومن أنواع البطاطس التصنيعية أيضا بطاطس هرمز H ermess وتميل للون الأبيض أما بطاطس المائدة فلكل منها خصائصه ومميزاته في الطعم والمذاق ولعل من أبرزها بطاطس اسبونتا ESPONTA وبطاطس منديال MONDIL وبطاطس ليدي أولمبيا LIDY OLMPIA وبطاطس بورن BORN وتتميز جميع تلك الأنواع بقيمتها الغذائية العالية وتميل في لونها إلى اللون الأبيض وتتفوق على نظيرتها من المنتجات العالمية الأخرى. كما تحدث المزارع عبدالله بن ظافر الحقباني وقال: نحن صغار المزارعين لا نستطيع مجاراة الشركات والمؤسسات الزراعية الكبرى برغم ما في زراعة وإنتاج البطاطس من أرباح تفوق كل التصورات بعد توفيق الله، ثم واصل حديثه بقوله وتكمن أهم مشكلاتنا نحن المزارعين في التسويق والنقل والتخزين وخاصة إذا ما علمنا أن البطاطس من المنتجات الموسمية، وعن كميات المياه التي تحتاجها البطاطس قال إن زراعة البطاطس تحتاج إلى كميات عالية من المياه إلا أنها كبقية الخضار الموسمية التي لا يتجاوز موسم زراعتها عدة أشهر فهي أقل ضررا على استنزاف المياه الجوفية خاصة إذا ما قورنت بمزارع الأعلاف إضافة إلى أنه يستخدم في ريها الري المحوري وهو أقل استهلاكاً للمياه من الري بالغمر. الجدير بالذكر أن أسعار البطاطس هذا العام قد وصلت إلى أسعار وصفها المنتجون أنها متدنية وذلك يعود على حد قولهم إلى زيادة العرض عن الطلب، والناتج عن زيادة المشاريع الزراعية المستثمرة التي تحوي عشرات المحاور الرشاشة التي تجاوزت في محافظة وادي الدواسر فقط 3 آلاف هكتار حيث وصلت أسعاره إلى قرابة ريال واحد فقط للكيلو جرام رغم عدم استيراد البطاطس هذا العام إلى المملكة.