إن المتتبع للأحداث العربية والإسلامية خاصة والدولية عامة يجد أن للمملكة العربية السعودية دورها الفعال في ميدان الأحداث واقفة بالمرصاد لإخماد نيران الفتن بمطافئ الحكمة والمنطق السليم، ولا عجب أن يكون لحاضنة الحرمين وقبلة المسلمين هذا الدور العظيم وهي ذات مواقف نبيلة وعلاقت طيبة مع شعوب العالم.. كما أنها بلد الجاليات (إذا صح التعبير)، حيث تعمل على أرضها كل الجنسيات باختلاف ألوانهم وألسنتهم وأديانهم، ولا تخلو دولة على الخارطة الدولية من خيمة أو مادة غذائية مصنوعة في المملكة، وهي أكثر الدول جاهزية والأولى حضورياً عند الشدائد أينما كانت قريبة أم بعيدة لنجدة المصاب وإنقاذ الغريق وإطعام الجائع دون التمييز بين الأجناس، مما جعل لها مكانة فريدة ومميزة في خريطة العالم ولم تكتسب مكانتها من فراغ ولم تكن صدفة جميلة أن يكون لها هذا الدور، بل اكتسبتها من أسس وضعها وقوائم ثابتة أقامها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي كان يتمتع ببعد نظر وحكمة في زمن عرف بالفوضى والجهل واستطاع توحيد المملكة رغم ترامي أطرافها ووعورة طرقها وصعوبة مواصلاتها.. لم يجد الملك المتوكل على الله إلا الصعب فركبه فكان زاده الشجاعة والإصرار والإيمان بالله، وغايته مملكة إسلامية وشعاره (لا إله إلا الله) ووسيلته من توكل على الله فهو حسبه.. وهكذا عزم وتوكل فكان له ما أراد بإذن الله والتحية كل التحية لحلم الأمس حقيقة اليوم المملكة العربية السعودية، ورحم الله الملك المؤسس رحمة واسعة وسدد خطى القائمين على أمر البلاد لما يحبه ويرضاه ويحفظ المملكة من كل سوء ويجعلها آمنة مطمئنة، وسائر بلاد المسلمين وشلت يد الحاقدين على أمن هذه البلاد ورغد العيش لأهلها والمقيمين بها وأن يجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم، وثقتنا في الله ثم في القيادة الرشيدة ويقظة الرجال المحافظين عليها أكثر من مائة عام بأن المآمرات التي تحاك ضد المملكة ما هي إلا سحابة صيف ستنتهي بإذن الله وعونه بدرسٍ لن ينساه المخطط والمنفذ لهذه الأعمال الشريرة حتى يكون عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه الانخراط في مثل هذه الأحداث. دمت يا أرض السلام.. بلد الأمان.. ودام خيرك للجميع