طبقت مدارس الرس الأهلية المتوسطة والثانوية فكرة جديدة في تهيئة الطالب قبل بداية الاختبار خلال الفصل الماضي مما كان له الأثر البالغ في هدوء الطلاب واستقرارهم النفسي وهي دخولهم الى قاعة الاختبار مبكراً واسماعهم تلاوة آيات من كتاب الله إضافة إلى بعض الارشادات الاعتيادية قبل الاختبار عبر إذاعة موزعة على لجان الاختبارات، ثم البداية بعد ذلك بتوزيع الاسئلة وقد زال عن الطالب ما يجده من توتر نفسي قد ينتابه في مثل هذه الأوقات. نجاح الفكرة ونظراً لما لهذه التجربة من فائدة أثبتت نجاحها لدى الطلاب كان لنا لقاءات مع بعض القائمين بها والطلاب ومدى تقبلهم لها وقد حدثنا في البداية الأستاذ شادي القزلان رائد النشاط الطلابي في المدارس عن هذه الفكرة فيقول: في الغالب أن الأفكار الابداعية تنشأ صغيرة وبسيطة ثم ما تلبث أن تتطور حتى تكون إنجازاً وهذا ما حصل مع هذه الفكرة.. فهي رغم بساطتها إلا أن ثمرتها إيجابية وكبيرة وهذا ما لمسناه من ردود الأفعال الجيدة من قبل الطلاب والمدرسين، وكانت البداية فكرة طرحها الأستاذ عبدالعزيز السحيم مدير المدرسة منبعثة من همٍّ يحمله تجاه أبنائه الطلاب، وما كان منا إلا أن صقلناها وأنزلناها إلى أرض الواقع وسيتم طرحها وتطويرها في المستقبل ومن ثم تعميمها بمشيئة الله حتى يتم الاستفادة منها في مدارس أخرى. ويقول الأستاذ عبدالعزيز بن صالح السحيم مدير المدرسة، يحصل في أيام الاختبارات ضغط وارتباك نفسي وخصوصا عند بداية العد التنازلي لبدء الاختبار؛ لذا كان من واجبنا أن نسهم في ازالة هذا الضغط الذي يمر به أبناؤنا ولم نجد أفضل من ذكر الله سبحانه وتعالى المتمثل بكلامه جل وعلا لازالة هذه الرهبة فكانت الثمرة يانعة بدت مع أول اختبار... وهذا واجب تربوي تحتمه الأمانة الملقاة على عواتقنا في البحث عن أساليب متنوعة ترتد ايجابيا على نفوس أبنائنا وسلوكهم ومن ثم تحصيلهم. تبديد القلق ويضيف الأستاذ سالم الرثيع المرشد الطلابي بالمدرسة يقول: قلق الامتحان هو عبارة عن حالة من القلق العام ويتميز بالشعور العالي بالوعي بالذات مع الاحساس باليأس الذي يظهر غالبا في الاستعداد المنخفض للامتحان ويعتبر القلق أحد المشاكل التي يواجهها الطلاب بصفة عامة عندما يسمع أن هناك اختباراً في أي مادة كانت من هنا وإيمانا منا بقوله تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} انطلق مبدأ تطبيق هذه الفكرة وبعد تطبيقها وتنفيذها للمرحلتين المتوسطة والثانوية بدأت آثارها تظهر جلية على الطلاب لما فيها من تخفيف لهذا القلق والتوتر النفسي والرهبة من الاختبارات. ويقول الأستاذ محمد بن علي الغفيلي مشرف النشاط الثقافي في إدارة التربية والتعليم في محافظة الرس معلقا على هذه الفكرة قال: أعجبني في هذه الفكرة الرائدة بساطتها وعدم الكلفة فيها من جانب وأثرها النفسي والاجتماعي والتربوي من جانب آخر، والإحساس بالمسؤولية الملقاة والهم الذي يحمله مدير المدرسة ورائد النشاط وغيرهما من المعلمين.. أشكر القائمين على هذه الفكرة الجميلة ونتمنى تعميمها لتحقيق أهدافها السامية. ويعلق الأستاذ علي بن عبدالله الجدعي مشرف النشاط الاجتماعي في الإدارة قائلا: الجميل في ميدان التربية والتعليم انه قابل لكل فكرة يحتضنها ثم تنمو هذه الأطروحة حتى تغدو واقعا ملموساً له الأثر الفاعل في المستهدفين في عملية التربية والتعليم، وزملائي في هذه المدرسة متوسطة وثانوية لهم اليد الطولى في الابداع ومن ضمن منظومة الابتكار هذه الفكرة البسيطة في مادتها الكبيرة في مردودها التربوي.. أملي في المستقبل أن تفعل هذه الفكرة على مستوى المدارس كافة فهذا أكبر تشجيع لأصحاب الفكرة والمنفذين لها. وكانت ردود الأفعال من قبل الطلاب جيدة للغاية فهذا طالب الثالث ثانوي من القسم الشرعي الطالب (خليف الخليف) يقول: فوجئت باليوم الأول لما حضرت الى قاعة الاختبار وكنت مضطربا وقلقا، فلما جلست وإذا بصوت آيات الله تتلى فاطمأنت نفسي وبعد ذلك استمعت الى تلك التوجيهات النيرة والتي استفدت منها كثيرا وشعرت باختلاف كبير عن السابق. ويقول الطالب (عصام اللزام) من الصف الثالث الثانوي القسم الطبيعي الاستماع للقرآن الكريم مع بداية الاختبار يبعث في النفس الطمأنينة والراحة وخشية الله إضافة الى ما نستمع إليه من نصائح وارشادات والتي استفدنا منها كثيراً وخففت عنا كثيراً من هول الاختبار. رأي الطلاب ويقول الطالب (عبدالله الفلاح) من الصف الثالث ثانوي القسم الشرعي: لأول مرة أصادف مثل هذه الفكرة الممتازة التي وجدت فيها راحة نفسية عجيبة وصدق الله {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ويعلق الطالب (مشاري الغصون) من الثالث ثانوي القسم الطبيعي: أرى أن هذه الفكرة جميلة وهي تساعد الطالب على تجاوز التوتر النفسي الذي يلاقيه مع بداية كل اختبار وأتمنى أن تطبق في جميع المدارس لما وجدت فيها من أثر طيب.. ويذكر الطالب (هيثم شبيب) من الثالث طبيعي رأيه قائلا: رأيت هذه الفكرة جيدة ومفيدة وخصوصا أنها تبدأ بذكر الله سبحانه وتعالى وليتعود الطالب أن يبدأ كل أعماله بذكر الله وإن كنت أتمنى عدم الاطالة حتى لا يتشتت الطالب.. ويقول الطالب (ريان الغفيلي) ثانوي ثالثة شرعي: إن هذه الإذاعة فكرة رائعة وأتمنى تعميمها وتطويرها.