طريق مظلم.. ضيق المسار.. معدوم الإضاءة.. ليال ليست ببعيدة.. تحت ضوء القمر.. أصوات متلجلجة.. سيارة إسعاف.. شاب يطلب النجدة.. وآخر يعبر عن آلمه ببكاء.. صراخ.. دموع.. نشيج.. دماء وآهات.. بدأت الأحداث تسير كالعجلة السريعة.. فتتوقف بأخبار مؤلمة.. حالة وفاة.. حالة إعاقة.. فقدان للوعي.. كسور.. جراح.. وأكثر وأكثر.. هذا ما يحدث في ذلك الطريق!! ما هذا الطريق المفجع المليء بالمفاجآت غير السارة؟!! كم من أُمّ فقدت وليدها على هذا الطريق!! وكم من شاب حُرم من نعمة السير على قدميه!! وكم أفجعنا هذا الطريق من كوارث وحوادث يدمع لها القلب قبل العين!! لم يكن طريقا كغيره!! بل كان أشبه بالمقبرة!! أعدّ قبورا لأناس بعدد ما به من حفر وعقبات.. نعم هو قضاء الله وقدره.. ولا اعتراض عليه.. ولكن.. لنوقف نزف أعين الأمهات.. ولنتوقف عن تحطيم قلوب الآباء.. ولنقطع نهر الدماء.. ولندمي حفر القبور.. لنتفادى الحوادث.. ولنعمل بالأسباب.. هذا هو الطريق الإقليمي في منطقة سكاكا - الجوف الممتد لطريق عرعر، وهو طريق يخدم العديد من المناطق والمحافظات والمزارع، وكثير المرور به؛ نظرا لأنه لا بديل لهذا الطريق المروع.. طريق خالي الإنارة.. مسار واحد للسير في اتجاهين متعاكسين.. مرتفعات ومنحدرات.. يا تُرى مَنْ هو المسؤول؟؟!! يا مَنْ يقرأ نزف قلمي.. أناشدك بالحل لما نرى من مآسٍ وما نسمع من كوارث.. أيها المسؤول عن ذلك في وزارة النقل.. فلنضرب يدا بيد ولنسِر إلى الأمام.. ونبحث عن الحل.. أناشدكم، فهل من مجيب؟؟!!.