أكثر ما يشغل كل أم حامل هي الطريقة التي ستلد بها جنينها... خصوصاً إن كان ذلك هو حملها الأول، ويكثر انشغاها في أشهر الحمل الأخيرة ومع اقتراب موعد الولادة وتنتابها الهواجس عن ولادة متعسرة أو قيصرية، ما يسبب لها حيرة وقلقاً كبيرين ويزداد هذا القلق عندما تستمع إلى كلمة (قيصرية) وما تتركه هذه الكلمة من انطباع حول مخاطر تلك الولادة وتبعاتها المتعلقة بمدى ضرورة أن تكون كل ولادة قادمة لها تعتمد القيصرية كطريق لخروج وليدها. في البداية، قد يكون من المفيد أولاً التعرف على الولادة الطبيعية وماذا تعني؟ الولادة الطبيعية عبارة عن عملية انقباض لعضلات الرحم لطرد الجنين من الرحم إلى العالم الخارجي وهي عملية تتم في أغلب الأحوال بدون الحاجة إلى أي مساعدة بآلات أو أدوات جراحية ومن المفترض أن تنتهي بسلام وبدون أي مضاعفات للأم وللمولود. ولكن في بعض الأحيان قد يأتي الطبيب المعالج ليخبرنا أن الأم تحتاج لجراحة قيصرية لاستخراج الوليد وهنا تبدأ الأسئلة تتدافع إلى أذهاننا ونتساءل: ولماذا القيصرية؟ إن الجراحة القيصرية هي عبارة عن شق جراحي بسيط في جدار البطن ومن ثم في جدار الرحم لاستخراج الطفل لأن الولادة الطبيعية قد أصبحت متعذرة وذلك لأحد الأسباب التالية: - أسباب لدى الأم الحامل: أورام في الجهاز التناسلي السفلي تمنع الولادة الطبيعية. توأم ملتصق. قيصرية سابقة. 2- أسباب لدى الجنين. انخفاض عدد ضربات قلب الجنين بصورة غير مطمئنة. الجنين في وضعية بالمقعدة أو غير الرأس. إصابة الأم بمرض الهربس التناسلي. تشوهات خلقية شديدة بالجنين كزيادة حجم الرأس Hydro cephalous. 3- أساب لدى الأم والجنين معاً نزول المشيمة. ضيق الحوض بالنسبة لحجم رأس الجنين. والسؤال: هل الجراحة ليس لها مخاطر؟ إن الجراحة القيصرية باتت من العمليات البسيطة ولكن لا توجد عملية جراحية بدون مشاكل أو مخاطر بدءاً من المشاكل المصاحبة للتخدير أو النزيف أثناء أو بعد العملية، كما قد يتعرض الجنين للمخاطر في أثناء الجراحة ومن هنا نخلص إلى أنه قد نضطر أحياناً إلى الجراحة القيصرية عوضاً عن الولادة الطبيعية للمحافظة على الأم والجنين معاً، ولكننا لسنا مخولين باختيار الجراحة القيصرية وتفضيلها على الولادة الطبيعية في حالة عدم وجود سبب طبي كافٍ ومقنع لعمل الجراحة، حيث إنه كما ذكرنا من قبل فإن أي عمل جراحي لا يخلو من المشاكل الطبية التي قد تنجم عنه. والسؤال الأخير الذي تسأله المريضة دائماً: هل لو تمت ولادتي عن طريق الجراحة القيصرية في أول طفل لي، فهل هذا يعني بالضرورة أن تكون كل ولادتي القادمة عن طريق القيصرية أيضاً؟ هذا السؤال اختلف حوله الأطباء أنفسهم، ولكن بحسب ما قررته الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد فمن حق المريضة التي أجريت لها جراحة قيصرية للمرة الأولى بشرط عدم وجود سبب دائم بها يتطلب إجراء الجراحة في كل ولادة - فإنه من حق هذه السيدة إعطاؤها الفرصة لمحاولة الولادة الطبيعية بعد أول قيصرية مع أخذ الاحتياطات الكافية من توافر الطاقم الطبي المؤهل والمراقبة مع توفر بنك دم ويتم الاستعداد لإجراء جراحة قيصرية طارئة في أي وقت. د.حنان عرفة اختصاصية النساء والولادة مركز النخبة الطبي الجراحي