أكّد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض عبدالله بن مفلح آل حامد أن تنظيم الوزارة للندوة العلمية تحت عنوان: (الوقف والقضاء) تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يوم الأحد العاشر من شهر صفر 1426ه يجسد اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، ويعكس حرصهم واهتمامهم بالأوقاف الخيرية، لتسهم في البناء الحضاري للمجتمع، والتأسي بما كانت عليه الأمة الإسلامية في عصور الإسلام الأولى، كما أنه يؤكد تحقيق خيري الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع. وقال آل حامد - في تصريح له بهذه المناسبة -: إن الوقف الإسلامي سنّة مباركة، وهو يرجع إلى الإحسان الذي هو أصل إسلامي عظيم، كما جاء في محكم التنزيل: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، فهو بذلك نظام إسلامي يستند من القرآن والسنّة النبوية، وإحياء هذه السنّة المباركة يتمثل في دعوة المسلمين كافة إلى التراحم والتعاطف والتعاون وإحسان بعضهم إلى بعض قال تعالي: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}، وجاء في الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله إني أصبت مالاً بأرض خيبر لم أصب قد مالاً أنفس عندي منه فما تأمرني فيه؟.. قال: (إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها، غير أنه لا يبتاع أصلها ولا يوهب ولا ثورث)، فتصدق بها عمر في الفقراء، وذي القربى، والرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل. وأضاف مدير عام فرع الوزارة في منطقة الرياض قائلاً: إنه على مر العصور، فقد ارتبطت الأوقاف الخيرية في المجتمعات الإسلامية بأهم الأهداف النبيلة، فهناك وقفيات خصصها أصحابها لطلاب العلم والتي يظهر أثرها على نهوض المجتمع الإسلامي من النواحي التعليمية والدعوية والاجتماعية، مؤكداً أن للأوقاف الخيرية دورها البارز في الحفاظ على نشر الدعوة الإسلامية، وهي رافد عظيم للاقتصاد في هذه البلاد المباركة فهي تحفظ ثروة البلاد، إضافة إلى يبقى أصول الأموال الموقوفة سليمة ومتجددة على مر الأعوام لنفع الأجيال المقبلة. ووصف آل حامد الوقف الخيري بأنه نظام اقتصادي فريد، فهو يسهم في توفير وسائل الحياة الكريمة، ويسهل الحصول على متطلبات الحياة من غير أن يهدف إلى الربح المحض، وقال: لهذا حثّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه.. كما أن الأوقاف الخيرية تقوم بدور فاعل في تنمية المجتمع، حيث إن ريع هذه الأوقاف يكون له دور في التعليم والتكافل ومساعدة المحتاجين، وهذا مما ينمي المجتمع ويحقق الطمأنينة والرخاء للجميع. وأعاد التأكيد على الوقف كان دائماً مصدر لحيوية المجتمع وفاعليته، وعملاً رئيساً في المحافظة على منهج الإسلام في تحقيق التكافل الاجتماعي، وبناء مجتمع يسوده الترابط والتراحم والتكامل، وكان الوقف على المساجد ومصالحها، والمدارس، وطلبة العلم، والصوام، وعابري السبيل، والسقايا، وغيرها من أوجه الخير، والآن وفي ظل التطور الذي يشهده العالم يلزم التفكير في السبل الكفيلة باستغلال هذه الأوقاف، وتنميتها، لتخذه المجالات الاقتصادية، والصناعية، والتعليمية، والصحية من خلال عقد الندوات، والمؤتمرات على مستوى الدول العربية والإسلامية والاهتمام بدراسة أفضل السبل لتنمية الأوقاف الخيرية، والاستفادة منها في أوجه الخير من أبحاث، ودراسات طبية وعلمية، واكتشافات، وابتكارات، واختراعات تخدم المسلمين في الحاضر والمستقبل، كما كان في زمن ازدهار حضارتها. ولفت آل حامد النظر قائلاً: إنه في مجال تنمية واستثمار الأوقاف الخيرية، فقد كانت التوجيهات السديدة لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لها كبير الأثر لما قامت به الوزارة من خطوات موفقة حيال المحافظة على أعيان الأوقاف بحصرها وتسجيلها وصيانتها وحمايتها، وعملت على تنمية مواردها، وتطويرها، واستثمارها بالطرق المتاحة بما في ذلك البيع والاستبدال وفق الضوابط الشرعية، وبما يحقق زيادة عائداتها، وتوجيه أموال الوقف لوجوه الخير وأعمال البر، وفقاً لما نصت عليه شروط الواقفين.