في مثل هذا اليوم من عام 1966 فر رئيس غانا وبطل استقلالها كوامي نكروما إلى غينيا بعد نجاح مجموعة من ضباط الجيش في تدبير انقلاب عسكري ضده. يعتبر الزعيم الغاني كوامي نكروما من المناضلين الأفارقة الأوائل ضد الاستعمار، وكان أول رئيس لغانا المستقلة، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية. ولد عام 1909، تخرج من دار المعلمين في أكرا، وعمل مدرسا إلى أن التحق عام 1935 بجامعة لنكولن في الولاياتالمتحدة وفي عام 1945 بمدرسة لندن للاقتصاد ببريطانيا، وكان قد نشط في العمل الطلابي فترة وجوده في امريكا وبريطانيا. عاد نكروما إلى ساحل الذهب وهو اسم غانا سابقا التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني في أواخر عام 1947، وأصبح أمين عام مؤتمر ساحل الذهب الموحد وبدأ بالنضال لأجل الاستقلال فاعتقل عام 1948، وترك المؤتمر وأسس صحيفة أخبار المساء لتنشر آراءه. وفي أواسط عام 1949 أسس نكروما حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد. وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الاضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء في مارس 1952. وفي السادس من مارس 1957 أعلن استقلال ساحل الذهب تحت اسم غانا، واختار نكروما النمط الاشتراكي. وفي عام 1960 أقر دستور جمهورية غانا، وانتخب نكروما أول رئيس لها، وأعيد انتخابه عام 1965، وتعرض لمحاولات اغتيال عديدة بسبب تصرفات حزبه السلطوية، وانقلبت عليه مجموعة من الضباط أثناء سفره إلى فيتنام فالتجأ إلى غينيا ومنها أخذ يدعو الغانيين للتمرد بدون جدوى. بعد انقلاب عام 1971 بدأ الشعب يتقبل فكرة عودة مؤسس الدولة، غير أن المرض كان أسرع، وتوفي نكروما في رومانيا في السابع والعشرين من أبريل 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا.