كوامي نكروما زعيم غاني مناضل، استطاع أن يخلص بلاده من براثن الاستعمار البريطاني، فحقق لها الاستقلال في السادس من آذار (مارس) في عام 1957، إضافة إلى أنه أول رئيس لجمهورية غانا في الفترة ما بين 1960 – 1966، إلى جانب دعوته وتحمسه من أجل إقامة الوحدة الأفريقية، ولم يصبح نكروما قائداً ومناضلاً من فراغ، بل من منطلق حبه لوطنه ومن خلال سنوات من العمل في النشاط السياسي أكسبته كثيراً من الخبرات، إضافة إلى حصوله على شهادات دراسية عدة جعلته يخوض العمل السياسي بعقل واعٍ متفتح متطلع لنصرة وطنه غانا، والتى عرفت باسم «ساحل الذهب». ولد نكروما في عام 1909 في نكرتول الغانية، وتخرج في دار المعلمين في العاصمة أكرا، وعمل أستاذاً لسنوات عدة، وفي عام 1935 انتقل إلى أميركا للدراسة فالتحق بجامعة لنكولن، حيث درس بها عدداً من العلوم مثل الاقتصاد وعلم الاجتماع، ثم انتقل إلى جامعة بنسلفانيا وأكمل علومه في التربية والفلسفة، ولم يكتفِ نكروما أثناء وجوده في أميركا بالدراسة، بل كانت له إسهامات واضحة في النشاطات الطلابية التى انضم إليها فأخذ على عاتقه مهمة التعريف بقضية بلاده والدفاع عنها هي وغيرها من دول القارة الأفريقية التى تعاني من ويلات الاستعمار، ونتيجة لجهوده هذه تم انتخابه رئيساً لمنظمة الطلاب الأفارقة في أميركا، وانتقل نكروما مرة أخرى في عام 1945 وكانت وجهته هذه المرة إلى إنكلترا فقام بالالتحاق بمدرسة الاقتصاد في لندن، وكانت له أنشطته الطلابية أيضاً فتم انتخابه رئيساً لاتحاد طلبة باسم «أخبار المساء» لكي يتمكن من نشر آرائه وأفكاره بها والدعوة من خلالها من أجل استقلال البلاد.