نهنئ معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية ونهنئ أنفسنا على اختيار معاليه من قبل لجنة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وذلك مناصفة مع مؤسسة الحريري الخيرية، ومعالي الدكتور أحمد علي شخصية عالمية معروفة فهو أحد مؤسسي جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وأول رئيس لها، كما قام قبل ثمانية وعشرين عاما بوضع اللبنة الأولى للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة التي تضطلع حاليا بدور مهم في خدمة كتاب الله الكريم، وتقلد معاليه أمانة رابطة العالم الإسلامي خلفا لمعالي الدكتور عبدالله نصيف فكان خير خلف لخير سلف، والمتتبع لتاريخ الدكتور أحمد علي المهني يلحظ الجوانب المهمة والارتباط الشخصي والعملي بخدمة الإسلام في جميع أعماله ونشاطاته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية. أهمية هذه المناسبة تأتي من عالمية الجائزة وكونها معياراً مهماً في قياس الجهود العلمية حيث إن الجائزة لها عدة مجالات فإضافة إلى خدمة الإسلام هناك أيضاً جائزة للدراسات الإسلامية والأدب والطب والعلوم، واختيار الدكتور أحمد علي لينال شرف الفوز بها تكريم عالٍ وشهادة فخر على مدى فاعلية أعمال معاليه والبنك الإسلامي للتنمية في خدمة الإسلام، ولا عجب فالبنك انطلق من جانب استشعار أحوال العالم الإسلامي لتنميتها والاهتمام بشؤون المسلمين دولا وشعوبا وأقليات وخدمة وسائل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الإسلامية، وقد اهتم البنك برئاسة معاليه بما يقدمه من أنشطة اقتصادية ومالية ومصرفية بالدول الإسلامية وكان المؤسسة الإسلامية المالية العالمية التي نمت وتطورت بخطى واثقة ومتصاعدة لأكثر من ستة وعشرين عاما ولم تطُلْها الشبهات أو تعصف بها الاهتزازات التي أصابت الكثير من المؤسسات المالية الكبيرة في العالم لما يتميز به عمل ونشاط البنك الإسلامي للتنمية من مستوى رفيع من الإخلاص والشفافية المعهودة من رئيسه الفاضل المبدع؛ لذلك استحق أرقى الجوائز العالمية ومنها جائزة الملك فيصل، فكل الذين كانت لهم فرصة التألق والظهور عالميا مروا في مرحلة من مراحل عطاءاتهم بهذه الجائزة لما لها من مصداقية علمية عالية حيث تقوم لجان متخصصة بإعداد مجالات ودراسات الفوز بالجائزة كل عام، وهناك خبراء متخصصون يفحصون أوراق المترشحين بعناية ويدرسون إنجازاتهم ومدى رقيها إلى مستوى الجائزة حيث إن هناك معايير محددة تحجب الجائزة إذا لم تصل جهود المرشحين إلى الذروة المطلوبة لتقديرها عالمياً، إن كون مقر الجائزة في بلادنا مصدر فخر، وفوز معالي الدكتور أحمد علي والبنك الإسلامي ومقره هذه البلاد المباركة مصدر آخر للاعتزاز، وهي جهود تستحق التقدير لكونها عالمية الفائدة وتستفيد من منجزاتها دول ومجتمعات شتى وشعوب كثيرة يجمعهم الإسلام وتفرقهم المسافات ويخدمهم جميعا في مجال التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية البنك الإسلامي للتنمية ورئيسه النشط.