يسعد الحجاج في كل عام بالاستمتاع بروحانية تأديتهم مناسكهم في المشاعر المقدسة والاستفادة من الامكانات التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية في جميع ما يحتاج إليه الحجاج خلال تواجدهم في المشاعر وخاصة مشعر (منى) حيث شاهد الجميع التطور في جسر الجمرات واستفادوا من هذا التطوير في التوسعة للجسر والشكل البيضوي لكل مواقع الجمرات والحائط المقام على الشاخص ليكون شاخصا ومانعا من تجاوز الجمار المقذوف من الحجاج في الماضي حيث وفر هذا الحائط بالاضافة الى كونه علامة لرمي الجمار في هذا المكان حماية عظيمة للحجاج من الحصيات الطائشة الناتجة عن رمي الحجاج للشاخص في الجمرات مما جعل رمي الجمار حاليا في غاية السهولة وكانت نتيجة هذه التوسعة وهذا التطوير لجسر الجمرات تقليل زحام الحجاج المعتاد في كل عام مضى إلى النصف تقريباً. وقد غمرتني السعادة وجميع الحجاج المشاركين في حج عام 1425ه بهذا الانجاز الكبير في مدة وجيزة وهذا الانجاز لم يتحقق لولا الله ثم جهود المخلصين في حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذين سخّروا جميع طاقاتهم المادية والفكرية والمعنوية والجسدية لخدمة الاسلام والمسلمين وتهيئة أفضل السبل لراحتهم أثناء تواجدهم في الأماكن المقدسة لتأدية مناسك الحج ولما لمسته وعايشته على الطبيعة أثناء رمي الجمرات في هذا العام على جسر الجمرات من زيادة لأعداد الحجاج واندفاعهم على الجسر في اتجاه مواقع الجمرات وخاصة في يوم العيد عند رمي الجمرة الكبرى واليوم الثاني عشر عند النفرة للمتعجلين حيث يزداد الزحام بشكل يدفع رجال الانقاذ الى التدخل وكذلك رجال الأمن لانقاذ الحالات الاسعافية الطارئة التي غالباً ما يكون معظمهم من كبار السن والمصابين من الحجاج بعارض يزيد الزحام من تأثيره عليه فيتعرض لحالة اغماء أو نحوه، واستشعاراً بواجب المشاركة بالأفكار الهادفة لسلامة الحجاج وأن تزاحم الحجاج على جسر الجمرات ينتج عنه حالات تستوجب تدخل رجال الانقاذ ورجال الأمن المكلفين لتوفير الأمن في المواقع الى انتشال الحالات الطارئة من بين سيل الحجاج المندفعين في اتجاه الجمرات الذين يصعب ايقافهم أو التعرض لهم في الحالات الاسعافية، ولهذا فإن ايجاد ونش أمام كل شاخص من الجهتين لتغطية موقع كل جمرة من الجهات الجنوبية والشمالية شبيه بونش مناولة المواد ونقل العاملين في الموانئ والمشروعات التجارية يمكن بواسطة هذه الأجهزة نقل وتدخل رجال الاخلاء والانقاذ. واخلاء أي حالة دون تعرض رجال الأمن وأفراد الانقاذ للأذى والمخاطر من الحجاج وذلك باستخدام أجهزة الونشات لنقل الحالات من فوق الحجاج دون التأثير أو التأثر بموجات الحجاج في هذه المواقع وبذلك يتم اخلاء الحالات خارج جسر الجمرات في أسرع وقت وأقل مجهود بسهولة ويسر دون التعرض لمشقة الزحام والمخاطر الناجمة نتيجة لتزاحم الحجاج ولحماية الحجاج ورجال الانقاذ لأن عامل السلامة مطلب ينشده الجميع ولعل ما أشرت اليه ضمن مشروع جسر الجمرات القادم وارجو من الله أن نوفق في ايراد ما ينفع ويفيد لخدمة الدين والوطن والمسلمين كما أرجو من الله أن يعز الاسلام والمسلمين ويكتب الأجر لجميع الحجاج والعاملين على أمنهم وراحتهم إنه سميع مجيب.