تعيش بلادنا الغالية أجواء احتفالية ثقافية بدءاً من يوم الأربعاء المقبل الرابع عشر من شهر المحرم الحالي حيث تبدأ فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السنوية الجديدة التي تمتاز بأنها الدورة العشرون لهذا الحدث، وهي لا شك مناسبة مهمة جديرة بالاهتمام والتفاعل، وتستحق أن نسعد ونحفل بها ونهنئ أنفسنا ببلوغ هذا الرقم سائلين الله أن يوفقنا لإقامة هذا المهرجان سنين عديدة وأن تعيش بلادنا كل عام هذه التظاهرة الثقافية التراثية المتميزة وهي في أمن وأمان في ظل قيادتنا الرشيدة، كما نأمل أن تكون هذه الدورة أكثر تألقاً وإشعاعاً وشموليةً. ومما لا شك فيه أن هذا المهرجان أصبح مهرجاناً عربياً أخذ مكانة مميزة في سلسلة المهرجانات العربية العديدة، ومما لا شك فيه أن تواصل فعاليات هذا المهرجان الوطني العريق سنوياً يعتبر نجاحاً لنا في هذه البلاد كما أنه بمثابة شهادة تؤكد فعلياً نجاح هذا الحدث نشاطاً ثقافياً تراثياً شاملاً. ومع مرور السنين رسخت مكانة هذا الحدث في الوجدان الوطني وبات حدثاً وطنياً بارزاً حيث يسهم في خدمة الموروث الشعبي للمملكة والتعريف بتراثها وثقافتها العربية الأصيلة للمواطن والزائر كما أنه علامة مضيئة وذات أبعاد مهمة في مسيرة المملكة العربية السعودية لدوره الإيجابي في تعزيز العناية بالموروث الوطني الأصيل بشتى صوره؛ ليبقى ماثلاً للعيان وبكل شموخ أمام الأجيال المقبلة المتعاقبة التي يمكنها المهرجان من تعزيز معرفتها بماضيها القديم ويربطها بحاضرها المجيد الذي نعتز به. وإنني كمسؤول يمثل إحدى مناطق المملكة في هذا الحدث أشعر بسعادة كبيرة حيث أتشرف للعام الثالث على التوالي كمشرف على فريق العمل الذي يشارك في هذه الفعاليات الوطنية ممثلاً لمنطقة المدينةالمنورة حيث نلت هذا الشرف من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وهو ما أشعرني بسعادة كبيرة، واعتبرت تجديد هذا التكليف شهادة بنجاح مشاركة منطقة المدينةالمنورة، كما أنه أشعرني بعظم المسؤولية التي أتحملها ومعي الزملاء المشاركون في فريق العمل للمحافظة على ما تحقق من إنجاز في جناح منطقة المدينةالمنورة خلال السنوات الماضية، وكذا العمل على تقديم الجديد، خاصة أن سمو الأمير مقرن يقدم لنا دعماً كبيراً لبلوغ الهدف. ونحن في المدينةالمنورة دأبنا في كل عام على تقديم إصدار يواكب مشاركة منطقة المدينةالمنورة في هذا الحدث، وهذا الإصدار يمثل رصداً شاملاً لمشاركة المنطقة خلال الأعوام الماضية، ويعطي المتابع صورة عن هذه المشاركة التي تسجل أبعاد التميز الذي اتسمت به مشاركة منطقة المدينةالمنورة، وسوف نصدر هذا العام كتاباً توثيقياً يرصد أبعاد هذا المهرجان ويبرز مدى تميز وشمولية موقع المدينةالمنورة في هذا الحدث. وقد أخذنا على أنفسنا عهداً كفريق مشارك بأن نحافظ على التميز الذي حققته منطقة المدينةالمنورة، وفي كل عام نبدأ الاستعداد للمهرجان المقبل عقب انتهاء المهرجان الحالي لتكريس الإيجابيات والحدّ من السلبيات، ونجد من سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز الدعم والمؤازرة، كما نحظى بمتابعة مستمرة من وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة المهندس عبد الكريم بن سالم الحنيني الذي يتابع ميدانياً مراحل الإعداد لمشاركة المنطقة، ويسعى لتذليل كل الصعوبات التي تحدّ من انسيابية مشاركة المنطقة. وختاماً فإنني أتمنى من الله جلت قدرته تحقيق المزيد من النجاح والتوفيق لمهرجان الجنادرية وتحقيق كل الآمال والأهداف التي نتطلع إليها جميعاً لبلوغ الأهداف السامية التي أقيم لتحقيقها، كما أشكر جميع المسؤولين والعاملين في الجنادرية وخاصة في الحرس الوطني على ما يوفرونه للجميع من خدمات وتسهيلات كبيرة تمكننا من تحقيق النجاح والمضي قدماً في هذا الحدث إلى آفاق أفضل.