أوضح الخبير في مجال البيئة الدكتور ناصر بن صالح الخليفة من معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن أشجار (الغضا) التي تنتشر في مناطق المملكة الرملية معرضة للتدهور؛ نتيجة الاحتطاب والرعي الجائر، والتدميرالآدمي لأماكن التواجد الطبيعي للغضا، وانخفاض نسبة الإنبات الطبيعي، بالإضافة إلى تلف بعض الشجيرات والبادرات بعد الإنبات بفعل الرعي الجائر ودهس السيارات. وقال الخليفة: إن الاستهلاك الجائر في الاحتطاب ولاسيما في موسمي الشتاء والربيع أدى إلى نفوق هذه النبتة، كما أدى التدمير الآدمي لأماكن التواجد الطبيعي للغضا من خلال تزايد المساحات الزراعية خلال العقدين الماضيين إلى استغلال أراضي النباتات البرية ذات التواجد الطبيعي، مما قضى على مساحات شاسعة من أراضي الغضا. وبين الخليفة في كتيب أصدرته مدينة العلوم والتقنية حديثاً بعنوان (تدهور نبات الغضا في المملكة وسبل العلاج) أن كثرة استخدام أماكن التواجد الطبيعي لأغراض الترفيه مثل الرحلات وقيادة السيارات بالرمال، والاستخدام المفرط لأراضي الغضا على وجه الخصوص لأغراض التنزه والترفيه، دون تقنين أدت إلى تغيير المعالم الطبيعية لتلك الأراضي بتغيير قوامها وتماسكها، وغطائها النباتي.. كما أدى الرعي الجائر إلى تدمير البادرات الجديدة لنبات الغضا عند نموها في بعض المواسم، مما يحد من عملية تجديد دورات النمو لهذا النبات، فضلا عن أن انقطاع الأمطار لفترات طويلة يتسبب في حدوث جفاف عميق للبيئة الرملية لنباتات الغضا، وهذا يؤدي إلى الموت الجفافي. وقدم الدكتور ناصر الخليفة بعض الحلول لتلافي عوامل تدمير نبات الغضا، تمثلت في: التوعية الإعلامية بأهمية هذا النبات، من خلال اتباع قواعد الإرشاد التثقيفي للمجتمعات الريفية، التوعية بأهمية الحماية الاجتماعية ( حماية الناس للنبات)، بيان أهمية زراعة نبات الغضا من الناحية الاقتصادية والبيئية، والتوعية بأهمية مساهمة الأفراد والمزارعين في استزراع الغضا، كذلك الاحتطاب المناسب ويتمثل في احتطاب الأشجار الجافة فقط، عدم قلع الأشجار( الشجيرات) أو البادرات الجديدة، استعمال المنشارعند قطع الأشجار الكبيرة، وعدم قطع الجذور إلا إذا كانت منفصلة عن الأم، عدم السماح باستخدام المعدات والأدوات الكهربائية الثقيلة أوغيرها مما يدعو إلى التوسع في عملية القطع والتدمير. ومن الحلول أيضاً: الحد من الرعي الجائر، حيث توفر الحماية لمنطقة نبات الغضا من الرعي مع تنظيم وتقنين الرعي ومنعه في بعض المناطق المهددة بالانقراض، إضافة إلى حماية المنطقة من دخول السيارات، وفصل المناطق المرغوب عملها كمتنزهات برية بعمل حواجز ترابية أو حجرية بين المناطق ومسارات السيارات ليكون المظهر طبيعياً وغير قابل للإتلاف، وتقنين السير بطرق مؤقتة، ومنع الدخول في مواسم النمو. كذلك من الحلول: الزراعة المكثفة لنبات الغضا حول المزارع، بحيث يمكن استخدام الغضا كنبات أسيجة جيد ومصد رياح منخفض و لتثبيت الكثبان الرملية لذلك ينصح بها للزراعة حول المزارع، وعلى جوانب الطرق للحماية من الرمال، مع مراعاة عدم التركيز في الزراعات الجديدة على النباتات المدخلة. وأوضح الدكتور ناصر بن صالح الخليفه أن نباتات الغضا توجد في كثير من مناطق المملكة الرملية، لاسيما الرمال العميقة في صحراء الدهناء والنفود، وانحدارات الكثبان الرملية، لأنها توفر لها نوعاً من الحماية، ويقاوم نبات الغضا مستويات ملحية عالية وتجمعات المياه، فيما ينمو جيدًا في التربة عميقة الرمال. ولنبات الغضا فوائد بيئية عديدة إذ تغطي شجيراته مساحات واسعة تمتد لمئات الكيلومترات في بعض المناطق، وتنمو على ترب رملية معظمها كثبان رملية، مما يساعد في تثبيتها ومنع انجراف التربة والحد من زحف الرمال, كما أن نمو هذه النباتات في مناطق صحراوية حارة ومغبرة له أثر مباشر وغير مباشر في تلطيف الجو وكسر حدة الرياح وامتصاص الغبار.