رفع عدد من خبراء البيئة في السعودية تقارير تحذيرية لجهات حكومية مختصة، تفيد بتعرض كثير من نباتات الغضا، السمر، الأرطى التي تنتشر في مناطق السعودية الرملية إلى التدهور، نتيجة الاحتطاب والرعي الجائر، والتدمير الآدمي لأماكن الوجود الطبيعي لتلك النباتات. وبينت التقارير المرفوعة أن الاستهلاك الجائر في الاحتطاب، لا سيما في موسمي الشتاء والربيع، أدى إلى نفوق نبتات الغضا، السمر، الأرطى، وكذلك التدمير الآدمي لأماكن الوجود الطبيعي للغضا. وذكرت أن لتلك النباتات فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية، فمن الناحية البيئية تغطي شجيراتها مساحات واسعة تمتد لمئات الكيلومترات في بعض المناطق، وتنمو على ترب رملية معظمها كثبان رملية، ما يساعد في تثبيتها ومنع انجراف التربة والحد من زحف الرمال، كما أن نموها في مناطق صحراوية حارة ومغبرة له أثر مباشر وغير مباشر في تلطيف الجو وكسر حدة الرياح وامتصاص الغبار. وكان فريق بحثي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنهى أخيراً مشروعاً بحثياً حول درس إمكان تنمية النباتات البرية الحطبية، الممثلة في"الغضا، السمر، الأرطى". وأوضح الباحث الرئيس للمشروع في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في المدينة الدكتور ناصر الخليفة، أن هذه النوعية من الأشجار والشجيرات تعاني من الإهمال وعدم الاهتمام بالمحافظة عليها والإكثار منها، على رغم أهميتها واستخداماتها المتعددة ووظائفها البيئية المختلفة. وأشار إلى أن الدراسة استغرقت أربع سنوات، تم خلالها تأمين مستلزمات البحث، ومن ثم حصر أماكن وجود الأشجار والشجيرات، إضافة إلى التعرف على طبيعة نموها وتحديد أهميتها الاقتصادية، ومن ثم تم الشروع في إكثارها وإنمائها بالطرق المختلفة. ونوه الخليفة إلى أن الدراسة حققت الكثير من الأهداف العلمية والتطبيقية ومنها حصر مناطق الانتشار الطبيعي لهذه النباتات في المنطقة الوسطى، وتحديد الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأنواع، وتحديد أنسب معاملات البذور لكسر حالة السكون في بذور الأنواع المختلفة، وتحسين حيوية البذور، ونسب الإنبات تحت ظروف المعمل، إضافة إلى إجراء تجارب الإكثار بالمشتل والإكثار الدقيق في معمل زراعة الأنسجة، وذلك بتحديد أنسب الطرق لإكثار كل نوع. وأضاف أن من الأهداف التي حققتها الدراسة، نقل المزروعات التي حققت نجاحاً في مرحلة المشتل ومعمل زراعة الأنسجة من طرق التكاثر المستخدمة إلى مواقع مختلفة في الحقل مناطق محمية، واختبار مدى نجاح كل منها تحت ظروف الحقل واختيار أنسب المواقع لزراعة كل نوع، وتقويم طرق الإكثار المذكورة فنياً واقتصادياً للاستفادة منها في إنماء أشجار أخرى في مناطق مختلفة من السعودية، ودراسة واقع أسواق الحطب في السعودية، فضلاً عن دراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة أشجار الحطب في المملكة.