* انتشر بين الشباب فتوى تفيد جواز قتل رجال الأمن وأنهم في حكم المرتدين، فنرجو من سماحتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك والأثر المترتب على هذا الفعل الإجرامي الخطير على هذه البلاد وأمنها؟ - هذا باطل وكذب وافتراء على الله، هذه المقالة لا تصدر من قلب فيه إيمان، بل قوات الأمن رجال مسلمون موكولة لهم مهمة كبرى عظمى لحفظ الأمن، تشجيعهم وإعانتهم والوقوف معهم هذا هو المطلوب ولا أظن مسلماً يصدر فتوى في هذا، من في قلبه إيمان لا يمكن أن تصدر هذه منه، إنما إن صدرت فمن قلب مريض أو جاهل مركب لا يميز بين حق وباطل، الأصل حرمة دماء المسلمين قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93)سورة النساء، {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (68 - 69 ) سورة الفرقان. ورجال الأمن في جهاد وفي ثغر من ثغور الأمة، وعلى المسلم إعانتهم والسعي في قوتهم ودعمهم ويسأل المسلم ربه الثبات وأن يوفق ولاة الأمر لما فيه الخير والصلاح فإن الأمن إذا اختل والعياذ بالله ضاعت مصالح الأمة، فالأمن من أجلّّ نعم الله على عبده، ورجال الأمن هم الذين يسعون في هذا الجانب، فكلما رأى الإنسان من قوة وقدرة، شكر الله على هذا، والذي يتكلّم في هذه الأمور هو جاهل مركب أو والعياذ بالله في قلبه مرض على الإسلام وأهله يحب أن يوجد في المسلمين فتن ويحب تفريق شملهم، وهذه علامة النفاق والعياذ بالله. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ * هل وجود الكفار في هذه البلاد يبيح قتلهم واغتيالهم؟ وخاصة أن من يجوّز هذا العمل يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)؟ - إذا دخل الكافر بعهد من ولي الأمر أو بأمان أو جاء لأداء مهمة ويرجع، فلا يجوز الاعتداء عليه، الإسلام دين وفاء، ليس دين غدر وخيانة، فلا يجوز الاعتداء على الكافر الذي هو في عهدتنا، وتحت أماننا، ولا يتحدث العالم أن الإسلام يغدر بالعهود ويخون العهود، هذا ليس من الإسلام، وقوله صلى الله عليه وسلم (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب)، هذا حديث صحيح، لكن ليس معناه أنه يقتل المعاهد والمستأمن، ومن هم تحت عهدتنا، بل هذا في اليهود والنصارى الذين ليس بينهم وبين المسلمين عهد ولا ميثاق. فضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان