طالعتنا (الجزيرة) من خلال أعدادها السابقة بتغطية إعلامية لبعض المناطق التي تضررت من هطول الأمطار والتي حولت أحياءها إلى بحيرات وقراها إلى بحار وفقدت أسر وتضررت أخرى مما حدا باستنفار الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر.. هذا الوضع كشف حقيقة لم تكن غائبة عن الجهات المعنية ولكن هو الإهمال وعدم المبالاة بما يتعلق بحياة المدنيين من قبل الجهات المعنية عن المخططات السكنية.. أقول هذا وأنا أعلم بما تملكه وزارة الشؤون البلدية والقروية وأماناتها وبلدياتها المنتشرة في جميع مناطق ومحافظات المملكة من طاقات بشرية بتخصصات هندسية تعلموا داخلياً وخارجياً وضموا تحت أقسام التخطيط والتطوير كما تسلم الكثير منهم إداراتها واعتلوا أعلى المناصب فيها. ولكن لم تشفع هندستهم وعلمهم في ظل تفاقم أوضاع المدن وازدياد مشاكلها خصوصاً عند هطول الأمطار وتواصلها فتتحول أحياؤها إلى جزر بحرية تعيش في عزلة عن الأخرى وتتحول الشوارع إلى أودية وأخرى إلى أنهار وبعضها يفر سكانها خوفاً على حياتهم.. ومن هنا يحق لي كما يحق لأي مواطن أن يتساءل من المسؤول عن توزيع مخططات داخل نطاق الأودية والشعاب؟! وكيف تجرأ صاحب الصلاحية بالمصادقة عليها واعتمد تنفيذها؟! الإعلام كان له دور مذكور ومشكور تناولها كتاب وقراء وحذروا وناشدوا البلديات في حينها لأن من كتب هم مواطنون اعرف بمدنهم وطبيعتها. ففي حائل وزعت مخططات سكنية في قلب مجاري الأودية والشعاب ومنها على سبيل المثال مخطط الشفا وانبرت اقلام كتاب وتواصلت مطالبات ومناشدات قراء من حائل بمن فيهم كاتب هذه السطور بانها لا تصلح للسكن وان خطرها محدق، حتى الجهات المعنية في المنطقة وتحديداً مجلس المنطقة لم يتحرك آنذاك لمعالجة هذا الخطأ لهذا المخطط وغيره من المخططات التي شيد أصحابها مساكنهم في أواسط وداخل الأودية والشعاب ولحائل تجربة مشهودة ومشهورة وتحديدا عام 1395ه والتي سميت سنة (الغرقة) حيث تواصلت الأمطار عدة أيام فداهمت السيول الأحياء وفر سكانها إلى الأماكن المرتفعة وتوالت عليها المساعدات من الخيام والبطاطين والمؤن.وهنا نوجه رسالة أخوية لرئيس بلدية حائل الجديد د. عبد العزيز العمار بالتفاتة هندسية ميدانية بعيداً عن التقارير المكتبية أو الدراسات الورقية أو لجان المعاينة لواقع تلك المخططات وأن يقف بنفسه ويشاهد بعينه ويعد حلولاً بعيدة المدى. ناصر بن عبد العزيز الرابح