قتل مسلحون أمس الثلاثاء قاضيا وأحد أقربائه في بغداد وهددوا الشيعة بالمصير نفسه، على ما أفاد احد زملاء القاضي. وقال القاضي طالبا عدم كشف اسمه أن مسلحين في سيارة أوبل قطعوا الطريق أمام سيارة القاضي قيس هاشم الشمري الذي كان يرافقه شقيق زوجته في شرق بغداد وقتلوهما. وكان الشمري (32 عاما) أمين سر مجلس القضاة الذي يشرف على كل المحاكم العراقية. وقال المصدر: إنه (بعد ان قتلهما (المسلحون) ترجلوا من السيارة وراحوا يصيحون هذا ما سيحصل للخونة الشيعة). واستمرارا لمحاربة الجماعات المسلحة للمراكز الانتخابية فقد هاجم مسلحون عشرة مراكز منذ مساء امس الاول الاثنين في محافظة صلاح الدين السنية شمال بغداد في عمليات تبنتها مجموعة ابو مصعب الزرقاوي الذي أعلن (الحرب اللدود) على الانتخابات حسب ما أفادت به الشرطة. وقال العقيد عبد الله الجبوري: إن ثلاثة مراكز انتخابية في وسط تكريت على مسافة 180 كلم شمال بغداد تعرضت امس الاول لهجمات بقذائف الهاون والصواريخ فيما هاجم مسلحون مركزا رابعا في المدينة صباح امس الثلاثاء. كما قال الضابط أحمد بيان الدين ان مجهولين نسفوا مركز تصويت في طوز على مسافة 70 كلم شمال تكريت، وأفاد الضابط حسن صلاح ان مجهولين اطلقوا ست قذائف هاون على مكتب تصويت في بيجي على مسافة 200 كلم شمال بغداد. وفي سامراء على مسافة 120 كلم شمال بغداد قال الضابط محمود محمد ان مركزا للتصويت تعرض لهجوم، بينما استهدف هجوم بالصواريخ مركز تصويت في يثرب بحسب الضابط عمر أحمد. وسقطت ست قذائف هاون على مركز تصويت قرب الدجيل على مسافة اربعين كلم شمال بغداد على ما قال الضابط علي عبدالله. وألحقت الهجمات اضرارا جسيمة بالمراكز التي أقيم معظمها في مدارس بدون ان تسفر عن إصابات، وبعد بضع ساعات على هذه الهجمات، تبنت (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) التي يتزعمها الزرقاوي العمليات في بيانات وزعت في سامراء وتكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وأعلنت مجموعة الزرقاوي في البيان أن مقاتليها هاجموا مراكزالانتخابات، موجهة تحذيرا إلى منظمي العملية الانتخابية والمشاركين فيها. وحذرت المجموعة في بيان نشر أمس الاول من ان مقاتليها سيطلقون النار على العراقيين الذين سيتوجهون الاحد إلى مراكز التصويت شمال بغداد. وكان الزرقاوي أعلن (الحرب اللدود) على الانتخابات العراقية في تسجيل صوتي نسب اليه بثته مواقع على الانترنت الاحد. وفي الموصل شن جنود اميركيون امس الثلاثاء عملية مداهمة على احدى كبرى محطات البنزين التي يشتبه في أن صاحبها يزود المقاومين بالوقود. وافاد شهود ان عشرات الجنود الاميركيين من الفوج الاول التابع لكتيبة المشاة الرابعة والعشرين فتشوا مركز توزيع الوقود في النشيمة بحي اليرموك الذي يعتبر من معاقل المقاومة. لكنهم لم يعثروا على الشخص المطلوب فاعتقلوا 12 عاملا لاستجوابهم وكبلوهم قبل نقلهم في سيارات مدرعة اميركية، واقتحم الجنود مكتب صاحب الشركة وصادروا امواله واربعة مسدسات آلية وذخيرة. وألصقوا مناشير على جدران المحطة كتب عليها ان (عمليات ارهابية انطلقت من هنا) ووزعوا مناشير قالوا فيها (جئنا نزورك لكنك لم تكن في بيتك فاعلم أننا سنعتقلك انت وأصحابك). وأوضح الكابتن براين كارول (نشتبه في انه يزود خلايا ارهابية في المدينة بالبنزين) مضيفا ان خمسة من شركائه مطلوبون ايضا. وكثف الجنود الاميركيون عمليات التفتيش ضد المقاومة التي تسعى إلى نسف العملية الانتخابية، وتتابعا لقضية الرهائن لدى الجماعات المسلحة فقد أظهرت لقطات بشريط فيديو وزع بالعراق أمس الثلاثاء مواطنا أمريكيا فيما يبدو محتجزا رهينة لدى مسلحين كانوا يصوبون بندقية إلى رأسه. ويصور الشريط الذي تبلغ مدته 60 ثانية رجلا قال: إنه مواطن أمريكي يدعى روي هالامز وهو يجلس القرفصاء ويفرك كفيه ويناشد خاطفيه الإبقاء على حياته ومن ورائه خلفية سوداء. كما قتل جندي امريكي وذلك عندما انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق في بغداد الليلة قبل الماضية مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي. ومن جانب آخر أعلن بيان عسكري امس الثلاثاء مقتل خمسة جنود اميركيين واصابة اثنين آخرين بجروح في حادث سير وقع الاثنين شمال بغداد. وأوضح البيان ان خمسة جنود من فرقة المشاة الاولى قتلوا وأصيب اثنان بجروح في حادث سير بالقرب من خان بني سعد. وأضاف الجيش (ان الجنود نقلوا إلى موقع عسكري، وأعلنت وفاة خمسة منهم لدى وصولهم، وأحد الجريحين إصابته خطيرة والآخر في وضع مستقر). وبذلك يرتفع إلى 1373 عدد العسكريين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في آذار-مارس 2003، بينهم 296 أثناء المعارك بحسب أرقام البنتاغون.