نفت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أمس الأحد إبرام اتفاق لوقف العمليات العسكرية مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، كما أكد في وقت سابق وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز. وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري: إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي (غير صحيحة لأن موقفنا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يجب أن يلتزم أولا، وبعد ذلك لا مانع لدينا من التعامل مع هذا الموضوع بإيجابية). وأوضح أبو زهري إنه (تم طرح مسألة التهدئة من قبل رئيس السلطة محمود عباس خلال الاجتماع مع قادة حماس الليلة قبل الماضية، وجرى الحديث مطولا حول هذه المسألة والحركة أبدت استعدادها لدراسة هذا الموضوع بجدية مع التأكيد أنه لا يوجد تهدئة دون ثمن وبدون التزامات واضحة من الاحتلال الإسرائيلي بوقف كل أشكال العدوان على شعبنا والاستجابة لشروط القوى الفلسطينية، وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال). وقالت حركة حماس في بيان لها: إنها (قد أوضحت موقفها من الهدنة.. إنها لن تكون بدون ثمن، وأن من أولى أولويات الهدنة الإفراج عن المعتقلين مع كامل حقنا في الدفاع عن شعبنا وأنفسنا إذا ما تعرضنا لأي عدوان صهيوني). من جهة أخرى قال خالد البطش أحد قياديي الجهاد الإسلامي في قطاع غزة (لم يتم الاتفاق حتى اللحظة على هدنة، وأن هذا الأمر مرتبط بموافقة إسرائيل على شروط الشعب الفلسطيني) معتبرا (ان الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي). وأوضح البطش (ان الموافقة على الهدنة مرهونة بموافقة الطرف المحتل وهي إسرائيل على شروط الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها موضوع الجدار الفصل العنصري وموضوع الإفراج عن المعتقلين وموضوع وقف الاغتيالات والاجتياحات)، مضيفا أن (الهدنة نربطها من طرفنا بمدى موافقة إسرائيل على هذه الشروط.. لن تكون هناك مشكلة مع الجهاد الإسلامي بعد ذلك). وبشأن تصريحات موفاز قال البطش (هو يريد حقيقة خلق بلبلة بين الجهاد الإسلامي ومحمود عباس حتى تخرج عن الجهاد تصريحات متشنجة ضد عباس لكن لن يحصل ذلك). وقد أعلن شاوول موفاز في وقت سابق من أمس التوصل إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وقال موفاز لإذاعة الجيش الإسرائيلي: إن (اتفاقا لوقف إطلاق النار أبرم بين (أبو مازن) (محمود عباس) وحركات المقاومة الفلسطينية من بينها حماس والجهاد الإسلامي). وأوضح للإذاعة العامة أن اتفاق وقف العمليات العسكرية أبرم (لفترة شهر تقريبا). وأكد بيان صادر من مكتب الرئيس الفلسطيني أن (أبو مازن التقى وفدا من قيادة حركة حماس لاستكمال الحوار) وأن اللقاء جرى في (جو ودي ومسؤول). وأشار البيان إلى أنه (تمت مناقشة عدة قضايا منها الوضع الداخلي والإقليمي وصولا إلى مسألة التهدئة بما يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني). ومن جهة أخرى اعتبر موفاز أن (هذا الاتفاق يمثل إشارة إيجابية ونجاحا( لأبو مازن)، نحن نرحب بذلك لكن علينا أن نتابع بحذر سلوك حركات المقاومة على الأرض). وفي إشارة إلى احتمال مشاركة حماس في السلطة الفلسطينية قال موفاز: إن (الاتفاق تم مقابل انضمام حماس بصورة خاصة إلى المؤسسات السياسية الفلسطينية). وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن إسرائيل لا تعارض هذا الاندماج لحماس (ان كان ذلك يسهم في تفكيك المجموعات المسلحة ل ( لحركات المقاومة مثل حماس). وعندما سئل بخصوص إعادة إطلاق المفاوضات، أكد موفاز ان عباس طلب هدنة من (بضعة أسابيع لإتاحة الوقت له لتشكيل حكومته)، لكنه رفض التحدث بالتفصيل عن المبادرات التي يمكن ان تقوم بها إسرائيل. وقال (عندما تطبق ترتيبات أمنية للفلسطينيين يمكن رفع حواجز (عن الطرقات) والتفكير في انسحاب الجيش (الإسرائيلي) من مدن بالضفة الغربية). واستطرد قائلا (آمل كثيرا الا يبقى أي جنود إسرائيليين في الأراضي الفلسطينية بحلول نهاية السنة)، في إشارة إلى عودة الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يحتلها في الضفة الغربية قبل اندلاع الانتفاضة في أيلول- سبتمبر 0 0 0 2. وكان الجيش الإسرائيلي يحتل آنذاك غالبية أراضي الضفة الغربية لكن ليس داخل مدن هذه المنطقة. والتقى أبو مازن أمس الأول السبت ممثلين عن الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية خصوصا حركة فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية حيث تمت مناقشة كافة القضايا بما فيها مسألة وقف متبادل لإطلاق النار مع إسرائيل. ويسعى أبو مازن منذ الثلاثاء في غزة إلى إقناع الفصائل الفلسطينية بوقف العمليات العسكرية. والسبت أعلنت كتائب شهداء الأقصى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين استعدادها لوقف مشروط للعمليات العسكرية.