ما بين فترة وأخرى نطالع كتَّاباً ما زالت أقلامهم تتدفق بأفكار جميلة.. على صفحات جريدة (الجزيرة) فوق هذا الجسر الذي يربطنا بعضنا ببعض ويجعلنا نلتقي كل يوم أو كل أيام.. تأملوا في الإبداعات الكثيرة في هذا الكون وفي كونه وخلقه.. ففعلاً التأمل هو الشيء الذي يجعلنا نتطلع إلى مخلوقات الله بنظرة قوية ونركز فيها ونقول سبحان من يملك هذه القوة التي هيمنت على تكوين هذا الكون ونظمته قوة إلهية لا توازيها قوة.. نتأمل مع الصباح الباكر في جميع المخلوقات ونجد الكل يسير في نظام وفي طريق قدره الله سبحانه وتعالى.. نتأمل عندما نكون وحدنا ونشاهد النظام الذي أوجده الله سبحانه وتعالى على جميع الكائنات الحيَّة.. أمور تجعلنا نتفكر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى ونشكره.. فنحن لم نخلق سدى، بل خلقنا من أجل هدف.. وجعل الله سبحانه وتعالى هذه الحياة نعيش فيها ونحن في رحلة سفر مجهول مصيرها.. جعلت المادة في هذه الحياة تساعدنا على العيش فيها تمهيداً للانتقال إلى الآخرة.. وهي وسيلة وليست غاية.. ولكن للأسف الشديد نرى الكثير حوّلها إلى عكس ذلك وجعلها هي غايته.. وتخطيطه خلال عمره كله من أجل الحصول عليها.. لم ينظر لقول الشاعر: وكن رجلاً إذا أتوا من بعده مروا وقالوا هذا هو الأثر نعم.. أعزائي نريد أثراً في هذه الحياة يبقى لن يزول مهما انقطع صاحب الأثر يبقى هذا الأثر شاهداً.. ما هي مشاريعنا ما هي أهدافنا وأولوياتنا لماذا الأمور انقلبت رأساً على عقب وأصبحت الأهداف أهدافاً غير سامية، بل أهداف دنيوية.. لماذا ولماذا لا نعيش سوى لأنفسنا.. لماذا ولماذا أصبحنا نعيش وكأننا في غابة.. لماذا ولماذا تجاوزنا قوانين الحياة التي تنظّم حياتنا.. لماذا لا نخطط التخطيط السليم لأعمارنا حتى نستفيد من أيامنا وأنفاسنا المعدودة.. لماذا ولماذا لا نسعى للوصول إلى النجاح في هذه الحياة في جميع الأعمال التي تجعلنا ننجح في آخرتنا.. لماذا أصبحنا بعيدين كل البعد عن أبجديات الحياة وأسسها وأصولها الصحيحة.. انطلقوا إلى الإبداع وإلى إطلاق الأقلام في كل ما يفيد، فحقاً الإبداع يفيد والإبداع جميل والجميل أن تبدع وتجد من يشاهد إبداعك.. ما أجمل أن تبدع وتكتب وتجعل من كان يحاول الإبداع ولكن ما زال محاصراً ينطلق من حصاره .. ما أجمل أن يظهر أصحاب الأقلام الواعدة المبدعة التي سوف يكون لها مكان بين المبدعين مع مرور الأيام.. هذه دعوتي إلى جانب دعوة الأخ العزيز الذي يدعوكم يا أصحاب الإبداع القابعين في صوامع مغلقة.. انطلقوا أطلقوا العنان لأقلامكم دعوها تخوض عالم الكتابة وسوف تخرج لكم بما يسر الجميع اكتشفوا ذاتكم ابحثوا عن خفايا نفوسكم. عبروا عن ما تشاهدون من خلال أقلامكم.. الله وهبكم قدرات بشرية ولكن من الذي قتلها هل أنتم الذين تسببتم في قتلها.. أم نظرات الآخرين.. إذا كان الأمر كذلك فتجاوزوا كل ما يواجهكم عندما تريدون ذلك وأبحروا مع أفكاركم التي سوف تنهل إبداعاً وتتدفق في بحور من الإبداع... خوضوا تجارب الكتابة.. فتشوا عن دواعيها وسوف تجدونها.. سطروا أحرفكم رتبوا كلماتكم بعثروها أعيدوا ترتيبها وسوف تجدونها في النهاية مرتبة. خوضوا ميدان جريدة (الجزيرة) وهي سوف تتيح لكم الفرصة.. وسوف تستقبلكم كما اعتدنا منها.. قولوا لها نريد أن نكتب شيئاً يجول بخواطرنا.. الأمر ليس بالصعب ولا يأتي بالتأخير، بل من أراد شيئاً حققه. آمل أن يستمر تواصل الجميع من خلال هذا المنبر النيّر وعلى المحبة يتجدد اللقاء بكم.