في مثل هذا اليوم من عام 1870 ظهر الحمار كرمز للحزب الديموقراطي الأمريكي لأول مرة في التاريخ، ومنذ ذلك الوقت ظل الحمار هو رمز هذا الحزب في حين كان ومازال الفيل هو رمز الحزب الجمهوري المنافس. وكانت مجلة هاربر الاسبوعية الصادرة في مدينة نيويورك هي أول من نشر هذا الرمز للحزب الذي صممه رسام الكاريكاتير الأمريكي توماس ناست. أما أول استخدام لهذا الرمز من جانب مرشح ديموقراطي للرئاسة الأمريكية فكان عام 1828 عندما اختار المرشح أندريو جاكسون الحمار كرمز لحملته الانتخابية مع شعار (دع الشعب يقود). وقال المحللون إن جاكسون أراد الاستفادة من السمات المعروفة عن الحمار مثل الصبر والعناد والقدرة على التحمل. ورغم أن جاكسون تقاعد وترك العمل السياسي عام 1837 فإنه ظل حتى موته يعتبر نفسه زعيما للحزب الديموقراطي لذلك فإن شعار الحمار كان يرافقه أينما ذهب حتى ارتبط هذا الشعار بالحزب فعلا. أما الرسام توماس ناست صاحب الشعار الأصلي فقد جاء إلى الولاياتالمتحدة عام 1840 في السادسة من عمره قادما مع والديه. وقدم الحمار لرمز للديموقراطيين لأول مرة في كاريكاتير يصور الحمار الديموقراطي وهو يوجه رفسة مميتة إلى أسد في إشارة إلى الجمهوريين. وحقق هذا الرسم شعبية كبيرة حتى تحول الحمار إلى رمز فعلي للحزب. والمفارقة أن هذا الرسام الذي دشن استخدام الحمار في الإشارة إلى الديموقراطيين كان وراء تدشين الفيل كرمز للجمهوريين. ففي عام 1874 نشر رسما كاريكاتيريا يجمع بين الحمار الديموقراطي والفيل الجمهوري وحقق نجاحا كبيرا أيضا. وقد اختار الجمهوريون الفيل رمزا لهم بصورة رسمية منذ سنوات في حين لم يقدم الديموقراطيون على هذه الخطوة رغم أنهم يستخدمون الحمار كرمز لهم على نطاق واسع ولكن دون قرار رسمي من الحزب.