قال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا أمس الأربعاء إن اندونيسيا تأمل في رحيل القوات الأجنبية التي تشارك في عمليات إغاثة المنكوبين في إقليم اتشيه (في أسرع وقت ممكن) وخلال ثلاثة أشهر على أبعد حد. وفي تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإندونيسية (انتارا)، قال كالا رداً على سؤال عن مدة مهمة العسكريين الأجانب في إندونيسيا إن (ثلاثة أشهر تكفي وفي الواقع من الأفضل أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن). وتؤكد تصريحات نائب الرئيس الإندونيسي رغبة جاكرتا في أن تتولى بنفسها الإشراف على عمليات الإنقاذ بعد الزلزال والمد البحري اللذين ضربا شمال جزيرة سومطرة وأديا إلى مقتل 106.523 شخصاً في إندونيسيا معظمهم في إقليم اتشيه. وفرض الجيش الإندونيسي الثلاثاء قيوداً على تحركات المنظمات الإنسانية في الإقليم الذي يشهد حركة تمرد انفصالية منذ 1976م. إلى ذلك خيَّم القلق بشأن الفساد والخوف من هجمات متشددين على جهود إغاثة ضحايا أمواج المد لكن العمال في المناطق المنكوبة واصلوا عملهم دون توقف. وبعد يوم من تحذير أجانب بأن السلطات لا يمكنها أن تضمن سلامتهم خارج مدينتين من المدن الكبيرة في إقليم اتشيه اعترفت الحكومة أمس بأن الفساد يمثّل مشكلة وبائية في البلاد ويمكن أن يقلل من شأن أعمال الإغاثة. وفي الهند سمحت الحكومة لأول وكالة دولية بدخول سلسلة جزر اندامان ونيكوبار التي تحملت أكبر خسائر في الكارثة التي ضربت آسيا في 26 ديسمبر - كانون الأول الماضي. وقال مسؤولون إنه سمح لصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) بتطعيم الأطفال في سلسلة الجزر التي تم تقييد دخولها. وقال وزير الرعاية الاجتماعية الإندونيسي علوي شهاب الذي ينسق أعمال الإغاثة في إقليم اتشيه إن الفساد يسبب قلقاً وإن الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو دعا إلى تطبيق إجراءات صارمة لمنع أي عمليات ابتزاز. وقال شهاب (لقد حذّر الرئيس أولئك الذين يفكرون في عقولهم في القيام بممارسات غير عادية من أنهم سيعاقبون بشدة) وتتدفق الأموال ومواد الإغاثة على إقليم اتشيه الذي كان أسوأ المناطق تضرراً من جراء الكارثة. وقتل الزلزال وأمواج المد 158 ألف شخص على الأقل منهم 106500 في إندونيسيا و30 ألفاً في سريلانكا و15 ألفاً في الهند. وقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في تايلاند، كثيرون منهم سياح أجانب. وسقط قتلى أيضاً في بنجلادش وميانمار والمالديف وعدة دول في شرق إفريقيا. والتزمت حكومات في أنحاء العالم بتقديم مساعدات قيمتها 5.5 مليارات دولار في جهود الإغاثة بينما تعهد أفراد ومؤسسات خاصة بتقديم ملياري دولار على الأقل حتى الآن. وتعهدت كوريا الشمالية بتقديم 150 ألف دولار. وأقيم في مطار مدينة باندا اتشيه عاصمة إقليم اتشيه مدينة خيام تأوي 60 منظمة دولية و1125 موظف إغاثة من أنحاء العالم. من جهة أخرى قال محامون أمس الأربعاء إن عائلات السنغافوريين المفقودين أو الذين لا يعرف مصيرهم منذ كارثة أمواج المد البحري (تسونامي) التي ضربت المحيط الهندي يحتمل أن يواجهوا انتظاراً طويلاً لتقديم المطالبات التأمينية أو تأمين الأصول المالية لأحبائهم المفقودين. وأوضحت الأرقام الأخيرة أن هناك 13 مفقوداً وأربعة آخرين لا يعرف مصيرهم من السنغافوريين في تايلاند ومفقودين اثنين وخمسة لا يعرف مصيرهم في إندونيسيا وستة لا يعرف مصيرهم في الهند. كما أن هناك تسعة آخرين تأكد مقتلهم في موجات المد البحري العاتية التي ضربت 12 دولة في 26 كانون الأول - ديسمبر الماضي. وقالت وزارة الشئون الخارجية لصحيفة (ذي ستريتس تايمز) إنها تأمل أن تصدر تلك الدول شهادات وفاة افتراضية تسمح لعائلات الضحايا المفترضين بإعداد مطالبات تأمينية. وبينما المحاكم في سنغافورة قادرة على إعلان شهادة الوفاة الافتراضية على نحو سريع في ظروف استثنائية قال المحامون إن المحاكم في تايلاند وإندونيسيا والهند ربما ليس لها مثل هذه الصلاحيات. وأشاروا إلى أن انتظاراً طويلاً يمكن أن يكون صعباً على عائلات فقدت راعيها الوحيد. وعادة ما تستغرق مثل هذه الإعلانات 10 سنوات في تايلاند وسبع سنوات في الهند وخمس سنوات في إندونيسيا.