كان هناك رجل غني فلما أحس بقرب أجله أوصى ابنه الوحيد ألا يتزوج من الثيب وأن يحرص على البكر ذات الدين والخلق، فلما توفي والده أخذ الولد جميع الأموال وقد أحب امرأة من أهل بلده وهي مطلقة فتزوجها ولم يأخذ بوصية والده بل سلم جميع ما يملك لهذه المرأة التي تتظاهر له بالحب والتقدير والنصح وهذا المسكين المخدوع لا يعلم أنها خبيثة وعلى صلة مع زوجها الأول وكانت تسحب من المال من خزنتها وتعطي زوجها القديم، وبعد سنة قالت لزوجها الحقيقي يا فلان قال: نعم، قالت بع هذا البيت، قال: ولماذا؟! قالت: لأن حالتنا المادية سيئة وقد نفد ما عندنا من النقود، دهش الزوج المسكين ورفض بيع البيت، قالت: إذن اذهب وابحث عن عمل نقتات منه، ذهب المسكين إلى إحدى البلاد المجاورة ودخل إحدى المدن وهو غريب ولا يعرف، وكذلك لم يتعود على العمل فجلس في إحدى الطرقات، فمر عليه رجل من أهل الخير وسأله هل أنت غريب؟ قال: نعم، أخذه إلى منزله، وقدم له القهوة والطعام وأخذ يسأله من أين؟ وإلى أين؟ ومن أنت؟ عرف من خلال إجاباته بأنه ولد فلان وكان هذا الرجل يعرف والده معرفة تامة، فقال: لا يمكن أن تنفد ثروة أبيك، ولكن ماذا عملت بعد وفاته؟.. فأخبره بأن والده نصحه عن الزواج بالثيب لكنه لم يأخذ بالنصيحة وتزوج ثيباً وبعدها ضاعت الثروة، فقال الرجل: الآن عرفت كل شيء (اللي ما يطيع يضيع)، ولكن بحكم صداقتي مع الوالد رحمه الله سوف أساعدك بإرجاع مالك بشرطين، أولهما: سوف أعقد لك الزواج على ابنتي عقداً صحيحاً وتذهب بها إلى بلدك وتدخلها عند زوجتك وتقول بأنها لا تسمع ولا تتكلم وتغير لونها ببعض السواد وتقول إنها خادمة وهبها لي أحد أصدقاء والدي وتتركها تراقب ما يحصل في البيت وأنت خارجه. والشرط الثاني: ألا تدخل بابنتي ولا تمسها حتى تعودا إلينا وإن فعلت هذا قطعت يدك اليمنى، قبل الشاب وعقد له على الفتاة ونفذ الخطة ووصل إلى بيته ومعه هذه البنت الجميلة والتي غير ملامحها وملابسها ثم أخبر الزوجة بأنها لا تسمع ولا تنطق، أخذت تراقب. خرج الرجل إلى السوق، رآه زوجها القديم فجاء إلى هذه المرأة الخبيثة، رأى هذه الخادمة فطمأنته بأنها لا تسمع ولا تنطق، تكلما في كل شيء وعملا كل شيء وهي تسمع وتنظر وتراقب عن بعد وعندما هم بالخروج فتحت خزينة تحت الأرض وأعطته مبلغاً من المال ثم طمرتها وخرج، وفي الليل والزوجة نائمة أخبرته الفتاة بكل شيء وعن مكان الخزينة وفي الصباح قال الزوج لزوجته سوف نبيع البيت هذا اليوم وسوف نذهب إلى بلد آخر رفضت الزوجة السفر معه، فقال لها: أنتِ طالق اذهبي إلى أهلك وأنا سوف أبيع البيت بعد صلاة العصر وأسافر، أخرجها من البيت وذهبت إلى أهلها ثم أخبرت زوجها القديم الخبيث، وقالت: اشتر البيت بأي ثمن، فالخزينة فيه، أما هذا الشاب والفتاة فقد أخرجا الخزينة وأخذا ما بداخلها من مال وبعد العصر أخذ الدلال يحرج على البيت وأخذ صاحبنا يزيد ويزيد خوفاً من أن يشتريه أحد، أخيراً اشتراه بأضعاف قيمته واستلم الشاب المبلغ وسلمه المفاتيح ثم سافر من ليلته هو وفتاته المخلصة وفي طريقهما إلى والدها أخلاَّ بالشرط الثاني فجامع الفتاة وهي طبعاً زوجته فلما وصلا إلى والدها وأخبره بكل شيء، قال الوالد: الحمد لله ثم أخبره الشاب بأنه أخلّ بالشرط الثاني، قال الوالد: لا بد من قطع يدك (فما كان شرطاً كان سلاماً) وهو المثل الذي يتداوله الناس الآن ولكن ادخل في هذه الغرفة وأخرج يدك علي وسوف أقطعها، دخل الشاب ودخلت معه الفتاة ثم قالت أنا سوف أخرج يدي لأنك أنت رجل ويعيبك قطع يدك ويشاهدك الرجال ويسلمون عليك أما أنا فلا يهمني، ثم أخرجت يدها بدلاً منه، عندها ضحك الوالد وقال اخرجا، والدك نصحك أن تتزوج بكراً لأجل هذا ولكن (اللي ما يطيع يضيع) ولعلها درس لك ولغيرك والله أعلم.