في مناسباتنا الوطنية والاجتماعية وغيرها من المناشط العامة والخاصة يكون للشعر في غالب الأحوال حضوره الفعال عذوبة وصدقاً حيث يشنِّف الآذان ويلهب الأكف ويضيء مساحات الأفئدة بمعناه الثري ومبناه الطري وهدفه السامي النبيل. وكثير من هذه الاشعار الاصيلةوالمشاعر الفياضة تظل محلِّقة في سماء مناسبتها فقط دون اختيار من شعرائها في معظم الأحيان فلايطلّع عليها إلا القلة ولايستمتع بها إلا حضور هذه المناسبة أو تلك وسبب ذلك أن هذا اللون من الشعر لا يحظى للأسف الشديد باهتمام وسائلنا الإعلامية الأمر الذي يجعله رهن الظل وأروقة المنتديات والمجالس الخاصة. وعندما نقلب ديوان العرب بفصيحه وشعبيه نجد أنه حافل بهذه الإبداعات الشعرية التي ولدت بمناسبة ما أوجاءت تفاعلاً مع حدث عام أو خاص ولنا في شعر عملاق الأدب العربي شاعرنا العظيم أبي الطيب المتنبي خير مثال في هذا المجال فعلى الرغم من كون قصائده ذات طابع مناسباتي في عدد كبير منها إلا أنه يوظف ظروف القصيدة للتعبير عن رؤاه وأفكاره وفلسفته الخاصة بشعر متجدد الحيوية والإمتاع إلى درجة أنه صالح لكل زمان ومكان كما أن شاعرنا المبدع,, خلف بن هذال,, له أسلوبه الشعري الذي يسير على نفس المنوال وإن اختلفت نوعية الشعر والأدوات الفنية بين الشاعرين . ويوم السبت الماضي كان للأحمدية تلك البلدة الواعدة الحالمة في منطقة القصيم موعد مع الشعر الذي يجسد هذه النظرة جزالةً ووفاءً وانتماءً وصدق أحاسيس حيث تفاعل الجميع مع عناق حار بين المشاعر الوطنية المتدفقة والشعر المعبر المعطر برائحة الاصالة والعود. وكانت المناسبة عزيزة وغالية وهي زيارة صاحب السمو الامير/ سلطان بن محمد بن سعود الكبير ومعه سمو الامير/ سلطان بن سعود بن محمد لهذه البلدة حيث كانا حفظهما الله في ضيافة الشيخ/ الحميدي بن ذعار بن بتلا وهي مناسبة كريمة لم أملك أمامها إلا تلبية الدعوة لحضورها كما هي حال الكثرين الذين تشرفوا بذلك ايضاً. وبقدر سعادتنا بلقاء سموهما فقد سعدنا ايضاً بشلال الشعر الذي تدفق في ذلك اليوم معطراً بالوطنية والانتماء والولاء لهذا الوطن ارضاً وإنساناً حيث كانت المناسبة بخصوصيتها فرصة سانحة وشجرة وارفة مزدانة بعناقيد الشعر وهكذا يتفاعل الشعراء وهكذا يكون الشعر الوطني الجميل. ولأنني لم أتمكن من الحصول على هذه القصائد فإنني سأكتفي بالإشارة هنا إلى أسماء بعض هؤلاء الشعراء الذين اسعدونا بقصائدهم في تلك الظهيرة السعيدة وهم: حسن بن سمير المخلفي، عبدالله الحربي، مطلق خالد الحويقل، محمد بن ناصر العريني، منيف بن جازي الوسوس، سالم بن عبدالله الحربي، ولا انسى ذلك الطفل الذي كان مسك ختام عقد الشعر وهو/ ماجد بن عبدالله الحربي. وختاماً,, فإنني إنما اورد ذلك بغية إلقاء الضوء على شيء من شعرنا الوطني الذي لايزال في الظل داعياً زملائي الإعلاميين الى ضرورة الاحتفاء به وتعريف الآخرين بما تعيشه بلادنا من حب لاحدود له في مختلف المجالات وكافة المستويات,. ومزيداً من الشعر الوطني الواعي إن شاء الله. لوحة عربية: وطني لوشغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي لوحة شعبية: صفحة شرف فادت على كل مفهوم