تشكل الذئاب مصدر قلق للاسرائيليين المحتلين لهضبة الجولان السورية المحتلة حيث باتت تهاجم القطعان بعد تكاثر أعدادها بصورة ملحوظة. ويقول جوخاي موبان الذي يبدو مثل رعاة البقر بقبعته العريضة الاطراف فوق فرسه التي يمتطيها لعبور تلال الهضبة الخضراء محاطا بكلابه الضخمة الذئاب باتت كثيرة، قبل عشر سنوات لم يكن احد يعرف عنها شيئا، أما اليوم فلم يبق احد الا ورأى ذئبا يقتل حملا من حملانه . ويؤكد المستوطن انه اشترى الكلاب الضخمة التي ادخلت الى اسرائيل قبل نحو عشر سنوات بعد ان افترست الذئاب نحو 30 من حملانه العام الماضي. ويقول أوامر فينر وهو مربي الماشية ان الكلاب التي تستخدم منذ قرون في اوروبا للاحتماء من الذئاب، هي مفتاح النجاح لحماية قطعان الماشية في هذه المنطقة الريفية التي يحتل الجيش الاسرائيلي قسما كبيرا منها. ويقول فينر ان الكلاب التركية الاصل من نوع اسكباش تعرف كيف تقاتل وتصبح جزءا لا يتجزأ من القطيع وهي تحمي الابقار ويمكن ان تصبح اقوى من الذئاب . واضاف اذا اصيب ذئب بجروح في معركة، يتعرض للموت او يصبح اجبن في المعركة التالية، أما الكلب الذي يصاب ويعالج فيصبح اقوى واكثر خبرة . واشار فينر من جانبه الى ان الذئاب التي قدر عددها بالمئات تعيش في الحقول المزروعة بالالغام في الجولان بعيدة عن المساكن والسيارات. ورغم ان الذئاب ذات الوبر الرمادي المائل الى الفضي تبدو خفيفة ولا تتفجر فيها الالغام، إلا ان امي تسور، الحارس في مصلحة حماية المحميات الطبيعية، اعرب عن خشيته من ان يشكل وجود هذا الكم الكبير من الالغام والاسلاك الشائكة خطرا عليها. واضاف تسور وهو يحدق بمنظاره في احد الوديان حيث شاهد اربع اناث من الذئاب مع صغارها، عندما ينطلق ذئب وراء غزال او خنزير بري، قد يصطدم بسياج من الاسلاك الشائكة ويموت متأثرا بجراحة , ويتمركز تسور للمراقبة في دشمة سورية قديمة تحت الارض نبتت حولها الاعشاب، تعود الى ما قبل احتلال اسرائيل للهضبة في 1967.