حوار: سعود عبدالعزيز * * حين بزغ نجم ماجد أحمد عبدالله سلب الإعجاب والعشاق لفنه,, احترم الجماهير والخصوم فكان المهاجم المتألق دوماً,, يسجل الأهداف بطرق لا تشعر المتابع العادي بصعوبتها لأنه استمرأ هز الشباك والمدرجات ورفع الكؤوس والدروع,, ماجد عبدالله المهاجم والانسان,, يعتبر نجماً مهماً ورقماً صعباً في تاريخ الكرة السعودية، فمع كل إنجاز أخضر أو أصفر يكون لنجم النجوم والهجوم دور رئيسي فيه,, اعتزل ماجد عبدالله الكرة ولم يعتزله محبوه,, ترك الكرة وبقيت ذكراه,, مهما قيل عن ماجد عبدالله فهو قليل بحق نجم بحجم ماجد,, استضفناه في الجزيرة فكان كما توقعته متواضعاً,, صريحاً,, بسيطاً,, محبّاً لفريقه ولعشاقه,, فكان هذا الحديث مع النجم الجماهيري الكبير ماجد عبدالله فماذا قال: * في الموسم الرياضي الحالي برز عدد من المهاجمين المميزين يتقدمهم الهداف الكبير حمزة ادريس هداف المسابقة برصيد (32),, بروز حمزة ادريس وطلال المشعل وعبيد الدوسري ومرزوق العتيبي في هذا الموسم هل سيفيد الكرة السعودية بشكل عام وسيسهل مهمة الوصول لنهائيات كأس العام 2002 في كوريا واليابان؟ أولاً فرصتنا في التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي ستكون كبيرة جداً لوجود رجال مخلصين يعملون ليل نهار لخدمة الكرة السعودية وتطورها بصورة مستمرة، لكن الوصول والمحافظة على نفس المستوى العام للفريق يحتاج إلى خطة تحافظ على مسيرة اللاعب ومستواه، فبدونها قد لا نحقق ما نرجوه من اللاعب والمنتخب، فمثلاً هناك منتخبات خطواتها ثابتة لكن لا تملك الامكانيات الضرورية لتطور أداء اللاعب فتتغير خططها وبرامجها, ونحن هنا بفضل الله وبدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله نملك الامكانيات من ملاعب وغيرها، لكن نحتاج إلى بعض الخطوات الهامة والتي أهمها الاهتمام بالأجيال الكروية حتى يأخذ كل جيل فرصته الكاملة ويتسلم المهام من الذي قبله, وأنت ذكرت أن هناك هدافين صاعدين وآخرين مخضرمين وأنا سأتحدث معك عن قناعة وتجربة طويلة سابقة فاللاعب الصاعد يجب منحه الفرصة كاملة ومنحه الثقة حتى يكون موجوداً دائماً، فهناك طلال المشعل ومرزوق العتيبي اللذان سأتحدت عنهما أولاً لأنهما مهاجمان صاعدان وأمرهما يهم الجميع فمرزوق العتيبي أثبت أنه في المرحلة القصيرة الماضية يملك الاستعداد التام والجيد لخدمة فريقه والمنتخب لكن كيف أحافظ عليه وعلى زملائه البارزين، هنا النقطة الأساسية في الأمر، ففي حالة عدم ظهوره بالمستوى المطلوب في المسابقة التي يشارك فيها يجب منحه الفرصة كاملة في البطولة التي تليها حتى يتم تهيئته وأشعره بأن مركزه ثابت وأنه المهاجم الذي أحتاجه في السنوات القادمة,, الثابت يعطي مرزوق وزملاءه الراحة النفسية المطلوبة واللاعب متى ما ارتاح نفسياً يعطي ويبرز نجمه، لكن إذا كان العكس,, وقراري معه متذبذب فمرة أساسي,, ومرة في مقاعد البدلاء,, ومرات خارج القائمة فإن اللاعب سيتأثر نفسياً ويفقد الثقة في نفسه رغم أنه يملك الامكانيات الفنية الجيدة,, فهنا يمكن المحافظة على اللاعبين الصاعدين وطالما أنا مقتنع بهم وفي موهبتهم فإنني يجب أن أمنحهم الفرصة كاملة, والاقتناع لا يأتي في دورة واحدة فقط بل يجب أن أشركه في دورات كثيرة حتى تصقله الدورات الكروية ثم استفيد منه بشكل كامل, لكن أن يحدث ما هو مغاير لذلك,, فبعد اخفاقه في دورة أبعده,, هنا المعضلة الاساسية ومكمن الخطورة هذا أمر,, الأمر الثاني مهما كان اللاعب ومركزه إذا لم يكن في مستواه الطبيعي يجب أن أعطيه الراحة الكاملة هذه الراحة ستجعله يراجع مستواه ويعطيه الاحساس أنه لا يعيش وضعه الفني الطبيعي وسيهتم بالتدريبات ليعود إلى مستواه, هذا الكلام الذي تحدثت به الآن يخص المهاجمين الصاعدين مرزوق العتيبي وطلال المشعل هذا الثنائي أنا ماجد عبدالله مقتنع بامكانياتهما الفنية والمهارية إذا تم منحهما الفرصة الكاملة في الدورات القادمة للاستفادة منهما في المستقبل لأنهما لاعبان صاعدان ومميزان وما ينطبق على مرزوق العتيبي وطلال المشعل ينطبق على كافة اللاعبين الصاعدين في الخطوط الأخرى,, الوسط والدفاع والحراسة. * خلال مشوار ماجد عبدالله الطويل في النادي والمنتخب كان يحظى بالثقة الكاملة من قِبل الجهازين الفني والإداري لذلك تتحدث من واقع تجربة؟ كلامي السابق عن الثقة ومنحها للاعب في جميع الخطوط أنا تحدثت عنها عن سابق تجربة خضتها في الملاعب,, فأنا كلاعب لم أبدأ مباشرة بل تدرجت,, فالمدربون الذين بدأت معهم كانوا واثقين في امكانياتي ولهذا منحوني الفرصة للمشاركة, فمثلاً مع نادي النصر شاركت أول مباراة ضد نادي الشباب ولعبت آخر (20) دقيقة ومع هذا لم ألمس الكرة لكن كانت الثقة موجودة فشاركت في المباراة التي تليها أيضاً آخر (15) دقيقة ضد فريق القادسية في الدمام ثم في المباراة الثالثة شاركت منذ البداية واستمررت,, هذه المباريات أعطتني الثقة الكاملة والراحة النفسية, وعلى صعيد المنتخب شاركت في البطولة الآسيوية للألعاب ولم أظهر بالمستوى المطلوب وهذا ليس عيباً على الإطلاق لكن المسؤولين والجهاز الفني كانت عندهم القناعة بأنني سأفيد المنتخب فشاركت مع المنتخب في كأس الخليج الخامسة التي أقيمت في العاصمة العراقية بغداد حيث شاركت كلاعب أساسي بدأت أظهر وقدمت ما هو منتظر مني. * لكن أين تكمن المشكلة؟ في الصبر,, فالصبر من اللاعب مطلوب وهنا أناشد الإعلام الرياضي أن يرسخ بعض المفاهيم الهامة والتي من أهمها أن اللاعب يحتاج إلى الثقة والصبر عليه وعدم التسرع في الحكم عليه, وإذا تبنّى الإعلام الرياضي هذه التوجهات فإن اللاعبين سيرتاحون نفسياً, لكن المشكلة الحقيقة في الإعلام الرياضي أنهم أصحاب ميول واضح في هذا الجانب كل واحد يريد مشاركة اللاعب الذي يعشقه وينتمي للنادي الذي يشجعه,, وهذا ممكن حدوثه في الأندية لكن في المنتخب فإن الأمر مختلف تماماً فلا بد أن تتغير الاستراتيجية وأن تتغلب المصلحة العامة على كل شيء. * عبيد الدوسري وحمزة ادريس، طلال المشعل ومرزوق العتيبي مهاجمون ممتازون لكنهم يفتقدون لوجود صانع الألعاب القادر على تغذيتهم بالكرات,, كيف ترى هذا الأمر؟ أنا عندي رأي مختلف في هذا الجانب,, في السابق كان وجود صانع اللعب أمراً ضرورياً عندما كانت الفرق والمنتخب تتبع طريقة (4/4/2) أو (4/3/3) هنا لا بد من وجود صانع اللعب, لكن وجود صانع اللعب في الفريق قد لا يكون كافياً,, فالمهاجم الهداف يجب أن يكون له أسلوب خاص به وهذه قناعتي,, فماجد عبدالله شارك في البطولات كان النصر والمنتخب يضمان أفضل صنّاع اللعب في المملكة كصالح خليفة ويوسف خميس فهما يقدمان كرات لماجد عبدالله لكن هذه الكرات كنت أضيف عليها الكثير لاستثمارها وهذه الكرات لو لم استثمرها فإنها ستنتهي حيث لم تتم الاستفادة منها, وفي أحيان كثيرة كانوا يقدمون لي الكرات من الواجب عليّ كمهاجم الاضافة عليها وهذا هو المطلوب من المهاجم في جميع الأندية، فالاضافة والإبداع الكروي داخل منطقة الجزاء مهمة اللاعب الهداف ليصل لهز الشباك، فالمهاجم الجيد لا يعتمد فقط على صانع اللعب, أما ترديد ان المهاجم غيابه عن التسجيل لعدم وجود صانع اللعب فهذه أعذار غير منطقية,, لازم أنا كمهاجم أقوم بعمل لإيصال الكرة للمرمى, فمثلاً أنا في بدايتي الكروية كان المدرب اليوغسلافي الراحل بروشتش الذي أشرف على تدريب النصر يقوم بتدريبي تدريبات خاصة بعد نهاية التدريب العادي للفريق وأفادتني كثيراً وكان بروشتش يردد أن هناك لحظات لن تشاهد فيها زملاءك اللاعبين ويجب عليك أن تعتمد على نفسك ولهذا يجب على المهاجم الاعتماد على نفسه فإذا وجد اللاعب المهاجم الزميل الذي يسهِّل له المهمة فخير وبركة ولكن حتى لو وجد ذلك فإن عليه التعامل مع الكرات بجدية, وكرة القدم الآن الكل يعرف ويدرك أنها خطط فالكثير من الأهداف تأتي من كرات ثابتة أو كرات متحركة من الأطراف,, المشكلة التي تواجهنا الآن مع لاعب خط المقدمة أن المهاجمين لا يجيدون المشاركة في الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء فهذه المشاركة في الكرات ضرورية للمهاجم لإحراز الهدف، فالمطلوب من جميع المهاجمين المشاركة فيها فإذا تخطت المهاجم الأول يستفيد منها الآخر,, فالمهاجم المحلي عنده ضعف كامل في هذا الجانب وقد يكون (70%) من المهاجمين يعانون من هذا النقص. * هذا الضعف لدى المهاجم المحلي هل قلّة تدريب وسوء تمركز مثلاً داخل منطقة الجزاء؟ اللاعب المهاجم يتحمل هذا الجانب,, صحيح أن التدريب له دور كبير في هذا الجانب لكن لابد أن يكون للاعب رغبة في المشاركة في مثل هذه الكرات داخل منطقة الجزاء بمعنى أن يكون للاعب الرغبة الكاملة في تحقيق الهدف المنشود. * لكن عدم أهمية وجود صانع اللعب في رأيك الشخصي أضر الكثير من الأندية,, فمثلاً نادي النصر كانت نسبة أهدافه ضعيفة فهل يعود ذلك لعدم وجود المهاجم المقنع بعد رحيل ماجد عبدالله؟ هذا الموضوع يحتاج لإيضاح كامل فنحن في جهاز كرة القدم بنادي النصر ننظر له من جانب هام وهو النصر كيف كان وضعه في العام الماضي والموسم الحالي فيه تحسن كبير وواضح، فالنصر في الموسم الحالي فريق منظم داخل الملعب لكن تنقصه الطريقة الفنية السليمة مع كل مباراة فليس هناك مدرب يملك كل المواصفات والكامل الله وحده سبحانه وتعالى,, فأنا لو أحضرت مدربا صاحب طرق فنية جيدة مع فريق غير منظم لن يسجل النجاح المنتظر منه إذاً أنا في نادي النصر محتاج لمدرب ينظم أداء الفريق قبل المشاركة في بطولة أندية العالم الأولى, ولهذا لا بد من إلغاء فكرة البحث عن مدرب خطط والتعاقد مع مدرب ينظم أداء الفريق وبالفعل نجح ميلان معنا ونظم الفريق فقدم النصر مستويات مشرفة ورائعة وأحرج فرق ريال مدريد الاسباني العريق وكورينشيانز البرازيلي وحققنا فوزاً على الرجاء البيضاوي,, هذا التنظيم قلّل الأخطاء وتحسن الأداء فقدم النصر المنتظر في كأس العالم وبطولة الدوري فكنا أول الواصلين للمربع الذهبي وتصدرنا فرق المسابقة عدة أسابيع ومنظرنا العام كان أفضل في الموسم الحالي عنه في الموسم السابق, لكن بعد هذا العمل وايجاد التنظيم المطلوب تنتهي فترة المدرب الذي يتصف بهذه المواصفات ولابد من احضار مدرب قادر على وضع الطرق المناسبة لاستثمار قدرات الفريق, والمدرب ميلان قدم جهدا جبارا يشكر عليه إبان اشرافه على النصر فنظم الفريق كثيراً لكن طرقه الفنية في المباريات كانت متكررة ولا تتغير فبات واضحاً للفرق الأخرى. * يعني أنه كان يتبع طريقة واحدة فيواجه المتصدر بنفس مواجهته لفرق الأخرى؟ أنا أقدر كافة الفرق المشاركة صغيرها وكبيرها لكن ليس كل الفرق تملك نفس القوة والضعف فالامكانيات الفنية تختلف بين فريق وآخر. * في هذا الموسم لاحطنا ارتفاع نسبة الأهداف في الدوري المحلي حتى أن متصدر هدافي المسابقة اللاعب الدولي حمزة ادريس أحرز لقب الهداف برصيد (32) هدفا في حين كان في الوقت السابق لا تتخطى أهداف هداف المسابقة (20) هدفاً؟ بالنسبة للكابتن حمزة ادريس الكل يعرف رأيي فيه فهو من أفضل المهاجمين داخل منطقة الجزاء, لكن حمزة ادريس في الوقت الراهن يحتاج إلى الثقة في المنتخب بعد أن حصل عليها في الاتحاد خصوصا وأن حمزة يشعر داخلياً أنه يهدر الكرات السهلة مع المنتخب، فعند مواجهته للمرمى في مباريات المنتخب يهدر هذه الكرات لأنه يشعر بهذا الشعور, وللاستفادة من امكانيات حمزة ادريس الهائلة يجب إعادة الثقة فيه بصورة كاملة لكن رغم هذا فحمزة ادريس أسرع مهاجم يملك القدرة للوصول لمرمى الخصم وهو من المهاجمين القلائل الذين يطلبون الكرات الطويلة فأغلب المهاجمين المحليين لدينا يتراجعون للوسط للبحث عن الكرة أو ترك منطقة الجزاء لكن حمزة مختلف فهو دائماً ما يطلب الكرات الطويلة ومن العمق وهي تسهل مهمته كثيراً في الوصول لمرمى الفريق المقابل وهذه الطريقة التي يتبعها حمزة تسهل في الوصول للمرمى وتشكل خطورة كبيرة على الفريق المقابل. * وجود مرزوق وحمزة وطلال المشعل وعبيد الدوسري هل يقلق المدرب المشرف عليهم فمن يشرك ومن يبقي على مقاعد البدلاء ؟ مرزوق العتيبي لديه ميزة تختلف عن زملائه الثلاثة الباقين وهي قدرته على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف وعموماً لكل مدرب وجهة نظر، فوجود مهاجمين كثر ميزة للجهاز الفني المشرف عليهم وليس عيباً كما يتصوره البعض فوجود اللاعب البديل أمر ضروري,, فالبنسبة لعبيد الدوسري وزميله حمزة ادريس فقد سبقا طلال المشعل ومرزوق العتيبي ولهذا يملكان خبرة أكثر وهما لاعبان ونجمان كبيران لكن وجود اللاعب البديل نحتاجه خاصة إذا كان موهباً وصغيراً في السن كمرزوق العتيبي وطلال المشعل. * بعد اعتزال ماجد عبدالله متى يقدم النصر مهاجماً يقنع محبي النصر بامكانياته ويكون بديلاً لماجد؟ أولاً الشيء الذي أتمناه أن يقدم النصر أو الفرق الأخرى مهاجماً بامكانياتي بل أفضل من ماجد عبدالله لكن ليعرف المتابع الرياضي ليس هناك لاعب مثل لاعب آخر فجماهير الرياضة ظلت لفترة طويلة تشاهد ماجد مع النادي والمنتخب هذا التعايش الطويل ولّد شعورا داخليا ورابطا بيننا بدليل أنني في بعض المباريات لا أتمكن من التسجيل أو لا أقدم المستوى المطلوب ومع هذا أجدهم واقفين مع ماجد عبدالله هذا التفاعل منحني الثقة الكاملة مع ثقة المسؤولين في نادي النصر والمنتخب وجعلني أستمر في الملاعب لمدة عشرين سنة وأكثر قليلاً وهذه الفترة الطويلة من الصعوبة أن تزيلها من فكر المتابع الرياضي وفي نفس الوقت من الصعوبة أن أطلب من لاعب آخر أن يحقق ما حققه زميله السابق في فترة بسيطة لكن ممكن أن يأتي من هو أفضل من ماجد عبدالله وهذا ما أتمناه أنا شخصياً, لكن يأتي لاعب بنفس مستوى زميله السابق فهذا مستحيل وصعب، قد يبرز مهاجم آخر وبأسلوب وامكانيات مختلفة . * في النصر مواهب جيدة مثل علي يزيد لكنه يواجه مشكلة عدم استثماره للكرات التي يواجه بها المرمى؟ هذه مسؤولية التدريب لكن الموهبة الكروية أياً كان وجودها إذا ما حافظ على التدريبات وابتعد عن كل ما يضر مستقبله الكروي فإنه سيبرز وتتفجر مواهبه أكثر وأكثر. يتبع