كان أحدهم يروي عن أحد كبار السن الذي حدثه عن المشقة التي يعانونها عندما يريدون الذهاب إلى مكة بقصد الحج أو العمرة ، وأنهم كانوا يسيرون على الأقدام أو الركاب ، يقول : روى لي هذا الشخص حادثة حدثت له ذات يوم عندما كان قاصداً مكة لأداء الحج ، فلما سار في الطريق ساعة راكباً وساعة ماشياً على قدميه ، مع ما يعانيه من كلفة ومشقة حتى انتصف الطريق ، فإذا برجل وقد برك راحلته الهزيلة واجتهد بقطع الشجر من الرمث وغيره وتقديمه لها .. فسأله عن سبب حرصه الملفت للنظر في جلب الحمولة الكثيرة من الشجر وتقديمها لهذه الراحلة الهزيلة ، فأجابه : انه انقطع بها الحال ولم يستطع السير وأنه الآن يريد أن يكرمها ويطعمها لعلها تكمل المسير ، فقال له : البر ب(رجب). هذا المثل أظنه ينطبق على الآباء والأمهات في هذه الأيام الذين رفعوا درجات التأهب القصوى مع أبنائهم ، فجيشوا كل طاقاتهم وإمكاناتهم من معلمين خصوصيين ووضع التلفاز والحاسب الآلي في غرفة وإحكام غلقها على أبنائهم من أجل أن يظفروا بالنجاح ، فنقول لهم : أين المتابعة منذ بداية العام ؟ وأين الوقوف على مستوى الابن أثناء الدراسة ومعالجة الضعف الذي يصعب معالجته في هذه الأيام المحدودة ؟ .. ولكن ينطبق عليهم هذا المثل (البر ب رجب).