في يومٍ الجمعة الموافق 22-9-1425ه انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً - إن شاء الله تعالى - الخال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد السعود عن عمر يناهز 65 عاماً، قضاها في خدمة هذا البلد المعطاء، في الخدمة بشركة كهرباء الرياض سابقاً (الشركة السعودية للكهرباء) حالياً، عندما كان العمل شاقاً ومضنياً لا يقدر عليه إلا كل رجل ذي همة وجلد عاليين. إنَّ من عرف (أبو عبدالرحمن) أحبه وأقدره واحترمه، لما يتمتع به من مزايا قلّ أن تجدها في رجل مثله.. فالكرم والبر وصلة الرحم والتواضع والبشاشة وحب الآخرين وحسن الحديث ومساعدة الملهوف والعطف على الفقراء والمحتاجين وكفالة الأيتام وحب الخير للجميع.. كلها سمات اجتمعت في شخصه. فرغم ان أحواله المادية ليست بالمتميزة، إلا أن له في كل ميدان خير يد تساهم قدر استطاعتها.. ورغم ما مر به في سنتيه الأخيرتين من مرض إلا أن ذلك لم يثنه عن صلة القرابة وزيارة أحبابه والسؤال عنهم وصبره على ما ابتلي به من مرض.. وما زاده فقده لابنه قبل وفاته بأشهر قليلة في حادث مؤسف إلا زيادة في إيمانه وتوكله على الواحد الديان الذي يعطي ويأخذ وكل شيء عنده بمقدار. إنَّ الجموعَ التي حضرت جنازته وشيعته وتوافدت على منزله زرافات ووحدانا دليل القبول، كل يشيد به ويذكر محاسنه خاصة جيرانه، رغم انه لم يكمل السنة في سكنه الجديد، ولكن حسن طباعه وبشاشة وجهه جعلتهم يجلونه ويقدرونه ويثنون عليه بالخير، وان هذه ولله الحمد بشائر الخير للإنسان، فالناس شهود الله في أرضه، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: وجبت. نسأل الله العلي القدير لعبدك وابن عبدك عبدالله السعود المغفرة والرضوان وفسيح الجنان، ويجعل قبرك روضةً من رياض الجنة، وأن يجعل برك ووصلك بأخيك وأختك ومحبيك أنيسك في قبرك.. وإنَّا على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون، وان العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ونسأله أن يجمعنا وإياك في دار كرامته يوم لقائه، وأن في عقبك من أبنائك البررة (عبدالرحمن وفهد وإبراهيم) ولزوجتك الصابرة المحتسبة وبناتك من سيحيي ذكرك ويدعو لك.. والعزاء لهم ولأخيك ولأختك التي ما فتئت تدعو لك، عسى ان يبلغ دعاؤها ما يحقق السعادة لك. ولله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار.