سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



( الجزيرة ) تفتح ملف تطوير حائل وإلى أين يمضي
مع دعم القيادة وحرص سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن وسمو نائبه
نشر في الجزيرة يوم 27 - 12 - 2004

في اتجاه المستقبل.. وفي اتجاه حائل (الجديدة).. وتحت ظل قيادة أمير طموح.. وخطط (راقية) بدأ يتسرب جزء من ملامحها للناس.. تسلط (الجزيرة) في تحقيق صحفي (مختلف) الضوء على حائل الجديدة وعلى مشاريع حائل ومزاياها بعد سنوات قادمة.. مركزين على جانب مهم هو أن الجري إلى الأمام يجعل أخطاء ونواقص الحاضر أكثر وضوحاً.. وبالتالي القدرة على بلورة الخطوات المهمة التي من المهم القيام بها ومن أين تبدأ.. مستمدين الرؤية من صوت العقل قبل الخيال، ومن احتمالات انجاز المشاريع المعلنة على أرض الواقع وانعكاس ذلك على الوطن عموماً والمنطقة خصوصاً وعلى الناس فيها ومن حولها!!
*****
حائل بعد (5) سنوات
هكذا بادرنا مهندس حائلي طموح (وبتحدٍ): انتظروا النتائج لحائل بعد خمس سنوات، هناك ستكون المسافة بين طفلك ومدرسته بضعة أمتار.. سيمضي طفلك إلى مدرسته بصورة فريدة بدون اضطراره الخوض بغمار (مغامرة) تجاوز أخطار الطريق.. سيكون ذلك من خلال مخططات (حائل الجديدة) في أرض منحة ولي العهد الأمين.. في قصة تحدٍ مثيرة تقودها الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل.. ويهندسها خبير تخطيط تنموي شامل هو المهندس عبدالعزيز كامل. ويمضي المهندس يقول: في هذا الجزء من حائل ستكون هناك مدينة متطورة تنظيمياً وتخطيطياً على أعلى مستوى.. وسيكون الجميع وبعد خمس سنوات في بيئة عمل وسكن وسياحة وصناعة وتجارة لا تشابهها إلا أفضل المدن العالمية.
وتتفوق حائل وتنفرد بخصوصياتها التراثية والأثرية وكرم أهلها ووجود العوامل المساعدة البيئية وتميز الموقع والعوامل الأخرى.
قمة السمراء وموقدة حاتم
في قمتها.. تكمن عوامل العجب العجاب.. في اعلاها كان قبل ألف وخمسمائة عام (حاتم الطائي) كريم العرب الشهير.. يوقد ناره ليستدل الضيوف لمكانه!! وفي ذات المكان يرى الحائليون إمكانية إنشاء أجمل الأبراج العالمية والمطاعم والاستراحات المطلة على حائل القديمة والجديدة ليعرف كل زائر يطل عليهما حجم الانجاز ومستوى التطور.. ولترسم في مخيلة القادم الكثير من علامات الدهشة حتى وهو يصعد فقط فوق القمة ويرى حائل الجديدة وحائل القديمة ويستعيد معك كل الأسئلة عن الماضي والمستقبل.. وتعود الأنظار إلى شعلة حائل ونار الكرم التي لم تنطفئ في قلوب ونفوس الحائليين حتى الآن وما علاقتها بأكبر خريطة للمملكة والجزيرة العربية، والتي نبتت على جبل السمراء بحائل!! وعلاقتها بحاتم الطائي الذي يعد أكرم العرب كافة قبل الإسلام فقد عُرف بالكرم واشتهر به حتى ضربت العرب به المثل: فقالت (أكرم من حاتم) وهو بذلك يجسد خلقا كريما وشيمة من أهم الشيم التي كان العرب يتفاخرون بها ويعتزون بترسيخها في نفوسهم، وكان يقرض الشعر الجميل الذي يجسد روحه الكريمة ومنه: وإني لأقري الضيف قبل سؤاله وأطعن قدما والأسنة ترعف. وإني لأخزى ان ترى بي بطنة وجارت بيتي طاويات ونحف.
وقد وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يحب مكرم الأخلاق موجها الكلام لابنته سفانة التي أتى بها مع سبي قومها وقد عفا عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - تقديراً لكرم والدها وحسن خلقه.
وقد عاش حاتم الطائي في جبلي طيء أجا وسلمى في مدينة حائل، في مكان يُعرف بحائل الوادي في أسفل القرية التي عناها امرؤ القيس بقوله:
تبيت لبوني بالقرية آمنا وأسرحها غبا بأكناف حائل.
والقرية اسم لا ذكر له الآن، وهو أسفل الوادي المعروف الآن بالسويفلة.
وقد كانت له قدور عظام بفنائه تطفئ النار من تحتها، وكان إذا أهل رجب ينحر ويطعم الناس كل يوم، ومن شعره: إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له أكيلاً فإني لست آكله وحدي. أخا طارقاً أو جار بيت فإنني أخاف مذمات الأحاديث من بعدي. وإني لعبد الضيف ما دام ثاوياً وما فيّ إلا تلك من شيمة العبد.
وكانت لا تهدأ نفسه ولا ترضى حتى يطعم ضيفاً أو يكرم مسافراً.. فقد قال لغلام عنده يوماً وقد اشتد البرد: أوقد ناراً في بقاع (وهو التل) ثم أرجز:
أوقد فإن الليل ليل قر والريح يا موقد ريح صر. عسى يرى نارك من يمر إن جلبت ضيفاً فأنت حر.
وكذلك قوله رداً على زوجته التي أنكرت عليه إسرافه في البذل مبينا لها أنها عادته التي لن يغيرها ما دام في صدره نَفَسٌ يتردد: وقائلة أهلكت بالجود مالنا ونفسك حتى ضر نفسك جودها. فقلت دعيني إنما تلك عادتي لكل كريم عادة يستعيدها.
ويقول لزوجه ماوية أيضاً مؤصلاً منهجه المتميز في الجود:
أماوي إن المال غاد ورائح ويبقى من المال الأحاديث والذكر. أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر.
ومما ذكر عن كرمه حتى بعد وفاته إنه مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم، فنزلوا قريباً منه، فقام رجل إليه يقال له الخيبري، وجعل يركض (يرفس) برجله القبر، ويقول: أقرنا (أطعمنا) فقال له بعضهم، ويلك! ما يدعوك أن تعرض لرجل قد مات؟ قال: إن طيئا تزعم أنه ما نزل به أحد إلا قراه ثم اجنهم الليل فناموا فقام الخيبري فزعا وهو يقول: واراحلتاه! فقالوا له: ما لك؟ فقال: أتاني حاتم في النوم، وعقر ناقتي بالسيف، وأنا أنظر إليها ثم أنشدني شعراً حفظته يقول فيه:
أيا الخيبري وأنت امرؤ حسود العشيرة شتامها
أتيت بصحبك تبغي القرى لدى حفرة قد صدت هامها
أتبغي لي الدم عند المبيت وحولك طي وانعامها
فإنا لنشبع أضيافنا وتأتي المطي فنعتامها
فقاموا، وإذا ناقة الرجل تكوس (تتكوم) عقيرا فانتحروها وباتوا يأكلون وقالوا: قرانا حاتم حياً وميتاً.
وأردفوا صاحبهم، وانطلقوا سائرين، وإذا برجل راكب بعيرا وهو يقود آخر قد لحقه وهو يقول: أيكم الخيبري؟ قال الرجل: أنا! قال فخذ هذا البعير، أنا عدي بن حاتم، جاءني حاتم اليوم في النوم وزعم أنه قراكم بناقتك، وامرني أن أحملك، فشأنك والبعير! ودفعه إليه وانصرف.
حائل تربط المملكة بالعالم
في جزء يسير من الزمن.. تكون حائل.. أهم حلقة ربط بين المملكة والعالم.. بشرايين الطرق الدولية الحديثة فيها والتي تربطها بالمناطق حولها.. بعد أن كانت تسمى حائل المغلقة على ذاتها وعلى المدن الشمالية من حولها بسبب وجود العائق الأكبر هو النفود الكبير والذي يصعب اختراقه بالطرق سابقاً.. فطريق حائل - الجوف طريق دولي مزدوج بلغت تكاليفه المعتمدة حتى الآن (800) مليون ريال، ويتوقع ان تتجاوز التكاليف المتبقية أكثر من مليار ريال ومن الممكن إضافته لعجائب الطرق الحديثة فهو من الطرق النادرة في العالم التي تخترق مسافة من النفود بهذا الطول، وهناك طريق حائل - رفحاء، وهناك طريق حائل - تبوك، وطريق حائل - القصيم السريع، وطريق حائل - المدينة المنورة الذي أصبح الأهم لأنه يعتبر المخرج من حائل للقادمين من الدول الشمالية والمناطق لأداء الحج والعمرة.
ومن النتائج تقارب مناطق المملكة مع المنافذ الحدودية في الشمال وتسهيل وصول البضائع الأوروبية للسوق المحلية وتنشيط الحركة السياحية في الاتجاهين.
الحديقة الفريدة
بالشرق الأوسط
وهنا.. بيئة فريدة من العمل السياحي الفريد في الشرق الأوسط.. وتشمل أهم وأجمل حديقة بيئية تتوافر بها الحيوانات والغطاء النباتي الذي لا يمكن ان تجده في العالم إلا في حائل لأنها باختصار شيدت فكرتها على مميزات حائل البيئية السابقة وإعادة إحيائها بشكل يثير الدهشة ومزج ذلك بأفضل الخدمات السياحية النادرة.
والأجمل أنها في موقع ليس بالبعيد ولا القريب جدا من مدينة حائل، ويتوافر بالموقع كل عجائب التكوين البيئي ليحيل الزائر لعالم يشبهه الخيال ويدخله في قصص تقترب من الأساطير.
والأهم أن كل ما يحتاجه الزائر سيجده فيها، وكأن هذا الموقع قد أنشئ منذ مئات السنين.. ليعطي المنطقة تميزا مهما ويجعل كل سائح في المناطق الأخرى والدول العربية والإسلامية وحتى الأجانب على موعد مع زيارة هذا الموقع خصوصاً وقد دعم ببرامج سياحية متميزة تحقق للسائح ما يريد سواء من خلال زيارة الأماكن المقدسة أو المواقع الأثرية بحيث يكون ذلك جزءا من البرنامج والحوافز السياحية المقدمة لكل قادم، وهذا يعني تطبيق مبدأ التكامل السياحي مبكراً بين حائل والمواقع الأخرى.
سوق قصر القشلة الأثري
ويمثل قصر القشلة الأثري علامة بارزة في التكوين السياحي بمنطقة حائل خصوصاً وقد شهد عمليات ترميم وتطوير واسعة جعلت منه ساحة شعبية مميزة في قلب حائل وبجوار المنطقة المركزية لحائل والتي تشهد تطويرا شاملا من الجهات المعنية بالمنطقة وبجوار جامع خادم الحرمين الشريفين الذي أُنشئ بمبلغ تجاوز ستة وسبعين مليون ريال ويمثل روعة التصميم الهندسي التراثي البديع.. ويطلق على (القشلة بحائل) تراثيات الجنادرية2، ويحكي أحد صناع المباخر الحائلية الشهيرة وذات الصنعة المميزة ان امكانات القشلة كسوق للحرف الشعبية والأكلات الشعبية والأهازيج والفرق الشعبية لا يضاهيه أي سوق شعبي خصوصاً انه يتميز عن غيره بأنه سوق شعبي مفتوح طوال العام ويوجد بحائل الكثير من الحرفيين الماهرين والذين يرثون المهنة جيلا بعد جيل!! كما ان المنطقة تتميز بوجود العديد من الفرق الشعبية مثل فرقة حائل للفنون الشعبية وفرقة أجا للفنون الشعبية وفرقة الحائط للفنون الشعبية وفرقة قفار للفنون الشعبية وفرقة غياض للفنون الشعبية وفرقة شباب حائل للفنون الشعبية.
والقشلة من أهم مواقع التراث العمراني القابلة للزيارة في وسط مدينة حائل. وتكمن أهميتها في كونها تقع في قلب الوسط التاريخي والتجاري في مدينة حائل، وتمثل بطرازها المعماري موقعا من أجمل مواقع التراث العمراني في المنطقة، وبتاريخها موقعا مهما لأنه يعود إلى فترة آل سعود قبل أكثر من ستين عاما.. وقد شيدت القشلة من الطين واللبن والحجارة وفق الطراز المعماري والزخرفي المعروف في منطقة نجد، حيث تظهر في جدرانها الخارجية ثمانية أبراج دفاعية اسطوانية الشكل.
وللقشلة بوابتان كبيرتان وبداخلها مسجد والعديد من الغرف المجملة داخليا بالزخارف الجصية والأبواب والنوافذ الملونة والمنقوشة.
أول كورنيش بري بالمملكة
كما يمثل كورنيش حائل ومخطط الشبيلي نقلة نوعية في محيط تطور حائل وصناعة وجهها الحديث بتصاميمه الفريدة وتجهيزاته النادرة خصوصا مع إقامة أول كورنيش بري مدهش يطل على مسارات مائية في قلب وادي الأديرع الشهير مجاورا لمطار حائل.. وكأن حائل أرادت أن أول ما يعانق زائريها ملامح الجمال وحسن التخطيط في هذا الكورنيش العجيب الذي صمم ليكون واحة وجذبا لأهالي حائل قبل زوارها بأسواقه ومنتزهاته ومدنه الترفيهية.
والكورنيش يعتبر مكملا لكورنيش حائل الذي أنشأته البلدية على ضفاف منتزه السمراء، ولكنه يتفوق بتكامل الخدمات وحسن رصف الشوارع والأرصفة وطريقة الإنارة ووجود معظم الخدمات الأساسية والأسواق.
الجامعة والمدن الصناعية
ولعل الجامعة الأهم في تأثيرها على المنطقة خصوصا ان ولي العهد الأمين كان قد أمر بسرعة إنشائها.. وتزداد أهميتها خصوصاً إذا تابعنا هذا العرض وكيف ان حائل مقبلة على الكثير من القفزات التنموية وبالتالي احتياجها لأبحاث الجامعة وحاجتها لتطوير وتعليم وتدريس الكوادر الوطنية من أبناء المنطقة ليساهموا في نهضة وطنهم وانعكاس إيجاد الجامعة على الحركة الاقتصادية عموما والإسكان والأسواق خصوصا.. إضافة إلى مساهمتها بمساعدة بعض الأسر اجتماعياً من خلال توفير الفرص الدراسية المناسبة لأبنائها دون إحداث فجوة بين الأسرة وأبنائها تتسبب لا سمح الله في انحراف الأبناء أو حاجة بعض الآباء والأمهات وابتعاد الأبناء عنهم.
ووجود جامعة حائل وهي التي انتظرها أهالي المنطقة طويلاً يجعل حائل متكاملة الخدمات ويجعلها إحدى أهم المناطق ويجعلها في سنوات قادمة قليلة من أعلى معدلات النمو بما ينعكس على اقتصاد الوطن.
وتبقى المدن الصناعية بحائل خصوصا مع وجود المدينة الصناعية الثانية بحائل والتي يقدر المختصون اعداد الوظائف فيها والتي توفرها لأبناء المنطقة بأكثر من 3000 فرصة عمل إذا كان تشغيلها بالشكل السليم ووجدت الدعم الكافي.
كما أن الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل تبنت انشاء عشرات المصانع ومنها مصنع اسمنت حائل بأكثر من مليار ريال وغيره من المصانع الأخرى مما يجعل حائل مقبلة على قفزة صناعية هائلة ستعود على اقتصاد الوطن والمنطقة بالفائدة، وتساهم بتوظيف الشباب فيها وتوفير سبل العيش والكسب الحلال وتفتح مزيداً من الفرص الاستثمارية المربحة لكل مستثمر حقيقي يريد النجاح.
القفزة الطبية والمعادن
ويمثل وجود - ولأول مرة - مستشفى حائل التخصصي (500) سرير بتجهيزاته الطبية الفائقة، ومستشفى السعودي الألماني (300) سرير نقلة نوعية ستساهم مع الأجواء البيئية الصحية لأن تكون حائل من أفضل المواقع والمنتجعات الصحية، وقيام مصانع ومعاهد وكليات مرافقة لهما وتدريب وتهيئة آلاف الشباب بالمنطقة ليتولى تشغيل هذه المنشآت مما يجعل الطاقة الانتاجية لأبناء المنطقة تتضاعف على مدى السنوات القادمة، مما يعني ثورة تطورية هائلة تستحق التأمل.
وتأتي المعادن والسؤال الدائم حول انعكاس فوائدها على المنطقة من خلال موقعها في كل من ضرغط والزبيرة وأماكن أخرى متفرقة.
الأنشطة السياحية
وتتميز عروس الشمال بتنوع تضاريسها.. ففيها مساحات النفود والجبال الشاهقة والأراضي المنبسطة والأودية والمزارع والمواقع الأثرية والمواقع الحديثة.. ويعد استثمار الصحراء سياحيا إحدى أهم أدوات السياحة التي تبنتها حائل من خلال المسابقات الصحراوية وسباقات الراليات والتطعيس وصعود الجبال وإقامة رحلات على الجمال بين حائل والجوف واستفادة أبناء البادية مالياً ومعنوياً من تلك الرحلات وإفادتهم للزائرين.
وكذلك إقامة البطولات الرياضية السنوية في بعض الألعاب الرياضية والمهرجانات السياحية والتراثية والشعرية والثقافية.. وكلها مشاريع قابلة للتطبيق ويجري الاعداد لها من جهات مختلفة بالمنطقة لتكون واقعا في القريب.
ووسط ليالي صيفية جميلة في كل عام ينطلق مهرجان حائل الصيفي الغني بالفعاليات والعروض الشائقة التي تنتشر في انحاء المنطقة كافة، وتتنوع الفعاليات ما بين أنشطة رياضية مثيرة للجميع ومهرجانات تسوق حديثة مميزة وأسواق شعبية تشعرك بحنين الماضي الأصيل، كما تتعدد الخيارات للتنزه في الحدائق والمنتزهات التي تقوم بتقديم فعالياتها التي تستحق الإعجاب على مدار ساعات اليوم، كما تفتح المتاحف أبوابها للزوار في أوقات محددة، ويمكن للزائر التمتع بالعمق التاريخي للآثار الموجودة في حائل.. وفي فصل الربيع يتمتع الزائر والسائح بمهرجان بديع وسط مهرجان حائل الربيعي، حيث تكتسي حائل ثوب الطبيعة الغني بالألوان الجميلة وعبق الورود الربيعية الساحرة التي تتراقص هي ونباتات الطبيعة على نسمات حائلة تداعب زوار حائل في ذلك الوقت من كل عام.
تبقى الأسئلة تنتظر إجابة
حائل الجديدة.. وأهم حديقة في الشرق الأوسط.. وأول كورنيش بري.. وموقدة حاتم الطائي.. ما أثرها على حائل؟ وهل التحولات القادمة على المسارات الاقتصادية والاجتماعية نحن مهيؤون لها؟ وماذا فعلنا تجاه ذلك؟ ومعادن حائل هل ستفيد أبناء حائل ومتى؟ والجامعة هل ستنهي المعاناة؟ وكيف؟ وهل تخصصاتها ومستواها العلمي مفيد أم لا؟ وهل عنصر الوقت حاليا في صالحنا أم ضدنا؟ ومستشفى حائل التخصصي هل ينجح في القضاء على معاناة علاج أبناء حائل في الدول الشقيقة؟! خصوصاً والكثير مازال يفضل السفر للدول المجاورة على زيارة طبيب في عيادة بحائل حتى ولو كان المرض بسيطا؟! هل حائل استعدت بشكل كافٍ للمرحلة القادمة بعد انتهاء طريق حائل الجوف الدولي؟ خصوصاً المزارعين مثلا وأصحاب المنتجات الأخرى التي سوف تجد طريقا سهلا للوصول للمستهلك بالمنطقة؟ وكذلك هل هُيّئ المجتمع ككل بعاداته لتقبل تبعات المرحلة القادمة؟ وهل الجهات المعنية بدأت عملا كهذا أم ما زالت تغط في سبات عميق؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.