في عدد 11770 يوم الأحد 7 من ذي القعدة، وكعادة الجزيرة المتألقة بكتابها الرائعين من الذين يتوهج حرفهم شامخاً في سبيل الدعوة وفقنا الله وإياهم. كان لنا لقاء فكري رائع مع الشيخ د. سلمان بن فهد العودة تحدث فيه وأبدع كعادته عن القسوة وأسبابها. وكأخصائية اجتماعية أنضم إلى لواء التربويين في وزارة التربية والتعليم والتي بها محاضن السمو والعلم وديدنها الرحمة والأخلاق. أبث لوعاتي واستفهاماتي عبر هذه الحروف لعلها تصل إلى كل أب وأم ومعلم ومعلم ومسؤول ينضم تحت لوائه ناشئة أن يبعدوا القسوة من قلوبهم.. وتتوارى عن ألفاظهم والتي نراها كذلك في تصرفاتهم ومعاملاتهم مع الناشئين من بنين وبنات.. فأبناؤنا ولدوا على الفطرة السوية - قلوبهم بيضاء نقية يريدون منا يداً حانية.. وتعليماً وتربية لا مجرد تعليم نظري فحسب، يريدون أثناء التربية والتعليم.. صفاء النفس.. سمو الخلق.. حلم المربي.. الوعظ غير المباشر.. يريدون منا أن ننزل إلى مستواهم الفكري والعقلي ثم ننتشلهم إلى أرقى المستويات وأصفى درجات الشموخ من المثل والقيم.. ليثمر الغرس.. وتنبع القلوب.. بالجيل اليافع.. المتطلع لخدمة دينه ثم وطنه. فهم حولنا كالزهور الجميلة تنتظر الماء الزلال.. والشمس المشرقة.. والتربة الخصبة.. يريدون منا الاحتواء من غير تدليل ولا تفريط.. حزم من غير غلطة، تتوق نفوسهم الحوار.. الحلم.. الإقناع.. الصداقة.. حسن التعامل، نبذ السخرية والازدراء، حتى وإن كان عملهم مثلوماً والجهد مبتوراً.. لمن نتركهم.. لفريسة الهموم.. وأصدقاء السوء.. والذئاب البشرية ومخدرات تفتك بأجسادهم الغضة من غير هوادة ولا رحمة. عن تجربة نراهم بعيون زائفة وأفكار مضللة.. وآهات تتكبد معاناة تمترق بها أرواحهم.. وتذبل أفكارهم ويطويها اليأس في ظلمة الليل، إلى من نترك شموعنا تضيء ويذهب وهجها ولكن في شعاع الشمس المحرقة الذي يبدد طاقاتهم.. ويطغى على جذواتهم الضعيفة فتختفي في فضاء الكون.. ولا ينتفع بهم ويضيع جهدهم.. هل نستمر بالقسوة من أجل زيادة سكب الدموع من الأحداق الحائرة؟! ونكون عاملاً فعالاً في زيادة نزلاء المصحات النفسية.. وفريسة سهلة للأطماع الفكرية المضللة؟!