* الصافرة توشك على الانطلاق.. * هجع آخر يتجه نحو تشريف الوطن!! * المتربصون الآن يجلسون على ضفاف الشاشة!! * أقلام تسن.. وأوراق تستل... وبوادر ترسم نحيب الصمت!!؟ * هي كذلك بعد ليلة طلاق العروس السوداء!! * ليلة الزفاف التي تحولت إلى مأتم!!؟ * كان طلاقا (بائناً) لارجعة فيه !! * وكان البديل كبد (سيونجنام) الكوري أو الرحيل لدهاليز الموت!! * وفي غرفة الملابس كان (نور) ورفاقه يمزقون شيئاً يشبه القرب (المؤصدة)!! * سألت صاحبي ما هذا... قال إنه انتصار الوطن أو مأتمه القادم!!؟ * لم يكن أمامنا من خيار إلا الصمت... والصمت هنا أبلغ وأعمق وأجل!! (1) * ثلج آخر في الطريق إلى الكأس العابس!! * ذهب يهطل... وأنامل ترتفع... وشعار (يفرض) دون اعتبارات لعميد نصف القرن الشامخ!! * هطل جديد يمزج الأرقام بالحسابات ويعيد أعتى بقع الولاء والاخلاص... * وعندما بدأت مناورة البداية شعرت ان الحمول الوديعة قد تحولت إلى نمور شرسة لن تعود أبداً دون ان تجلب فريستها... وفريستها هذه المرة كأس يطلب يدها فرق أكبر قارات الأرض!! (3) * والرهط من رفاقه ينصتون في هجع أخرس قال محدثاً وهو ينبش رماد الموقد بطرف قضيب كان بيده: ((لقد مللتم سكوتي وتكتمي... وضجرتم من تنهدي وتململي... حتى ان بعضكم قال لبعض: إذا كان هذا الرجل لا يدخلنا هيكل أوجاعه وترقبه للقاء فريقه المنتظر فكيف سنستطيع ان ندخل إلى بيت مودته!!؟ أنتم مصيبون يا رفاقي... فمن لا يساهمنا الآلام لن يشاركنا الانتصار... إنني أرى في أحلام يقظتي وأحلام نومي طيف وهج انتصار غريب الشكل والمزايا!! أراه في ليالي الوحدة قريباً... قرب مضجعي هذا وأسمع صوت أفراحه في السكينة... حتى انني أغمض عيني وأشعر بملامس أصابع الذهب على سحنتي... فأهب مذعورا (مصغيا) بكل مابي من المسامع إلى همس الذهب!! والذهب قادما لا محالة... وسنكون الراسمين لملحمة انتصاره رغم انني المسؤول الأوحد عن اخفاق جدة...) * وأمام كل ذلك كنت أقول في ذاتي: هل تطوح به خيالاته حد الضياع في الضباب؟ هل صنعت أبخرة أحلامه كأساً جميلة عذبة النداء... ناعمة الملمس... سهلة المنال لتأخذ مكان الواقع من الحقيقة!!؟ أغارق هو في الحلم الذي لم يكتف به الانصراف إلى العزلة بل ابتدع له من أشباح العزلة أملاً وحقيقة!!؟ * ذلك الحالم هو (منصور البلوي) وذلك السائل هو أنا!!؟ (4) * أجل انتقدت الاتحاد كغيري!! * تساءلت عمن كان خلف الضلوع في الإخفاق... وما سيحدث بعد الإخفاق!!؟ * قلت انه يعبث بالنار ولن يجيره الماء حين يحترق الرداء!! * ألمحتُ إلى استقالة الرئيس.. الرئيس الذي سيكون كبش الفداء هذه المرة!!؟ * جلست القرفصاء ألقي النظرات الأخيرة على جسد الاتحاد المتورم..!! * حتفه الكائن...!! * قبره المحفور سلفا...!! * وفي كل كلمة قاسية أحسبه يغمض عينيه ثم ينظر إلى السماء ليلوك اطراف شفتيه قائلاً... هل أنتم مستعدون يارفاق!!؟ * أمر غريب كغربة رئيس الاتحاد الذي جعل الجميع يتحدثون متسائلين... إنه رجل شجاع لكنه لن يصمد!! إنه ذو قدرة حديدية لكنه راحلاً إلى غير رجعة!! ودونما ان نشعر.. أو تشعرون.. أو يشعر أي أحد كائن من كان نجده يعبر بفريقه إلى تحقيق الحلم لتمارس الكتيبة الاتحادية دور تنفيذ الإعدام على مقصلة أرض الخصوم فتجتث الرؤوس... وتمزق الشباك... وتكسر كل الأقلام المتربصة لترتسم علامة الانتصار... ويرتكز علم (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في كوريا!! (5) * والسفينة الاتحادية تبحر من جديد نحو التشريف القاري ونحن جميعاً نمكث على ظهرها... كعصافير متشبثة بمخالب باشق...!! * يجب أن نقول ان ما حققه الاتحاد في كوريا ليس نصراً لكل الاتحاديين فقط بل هو نصر للوطن ولعل الاتحاد بالأمس لبى نداء الوطن فكان خير من يرفع الشعار المحلي في المحفل الدولي ولم يكن رئيس الاتحاد رئيساً (جباناً) أو ممن يدس رأسه في التراب كالنعامة... بل أثبت أنه على قدر المسؤولية وتحمل عقبات الخذلان والقدرة على تصحيح الأخطاء في الوقت المحدد بل بتلك الهالة من المعنويات المرتفعة وإقناع الجميع بأن الكأس عائدة لا محالة وبتشجيع ودعم الجهاز الفني والإداري الذي كان يلحظ الجميع كيف كان يطالب طوال المباراة القمة بسرعة الأهداف القادمة وكأنهم يعرفون النتيجة مسبقاً...!! * نبارك لأنفسنا أولاً انتصار الوطن وللاتحاد ثانياً تربعه على القارة الآسيوية لزمن آخر مع تطلعنا للتشريف العالمي القادم الذي سيعني ترقب التاريخ من جديد!! * نبارك للاتحاد صنيعهم وكلنا أمل في أن يتكرر الانتصار ونكون الأوفياء مع رجال الوفاء.. * أنادي * ليس التقدم بتحسين ما كان بل بالسير نحو ما سيكون...