في ملتقى الفكر يحلو البحث والسهرُ وفيه تُستقرأ الآراء والفِكَرُ وما أُحيلاه أن أثرى ثقافتنا وأطربتنا به الأمثال والصورُ وجاء يحمل في أفكاره درراً من المعاني وكم ذا تسعد الدررُ وطار فينا إلى أجواء معرفةٍ فيها النجاح إذا نُبلى ونُختبرُ فيها البحوث جميلات ونافعةٌ من عالم فكره الوقاّد يستعرُ وهل أجل من الأبحاث يطرحها مفكر نابه حَبْر ومبتكرُ يا حبذا البحث يمليهِ ويفحصهُ محقق عند أهل العلم معتبرُ وما ألذ لقاءاتٍ تحاورها فيما به أمتي تسمو وتنتصرُ فيما يثقفنا حتى تكون لنا ثقافة في سماء العلم تزدهرُ ثقافة تجعل الأموال آمنةً لا تستباح ولا ينتابها هدرُ ثقافة تجعل الأقلام مخلصةً فيما تقول وما تأتي وما تذرُ ثقافة تجعل الأهداف واضحةً فلا نتيه ولا يغتالنا الخطرُ فنحن نمشي بدرب ضل سالكُهُ واحتار فيها وتاه العقل والنظرُ وأصبح المرشد الهادي بمهمهةٍ لا ظِلَّ فيها وعز الماء والشجرُ أعماه عن دربه ما قد ألم بهِ مما يحارُ به الخرِّيت والحَذِرُ مصائب جمة حلت بأمتنا فارتاع منها ومن ويلاتها البشرُ منها التي قد صنعناها بأنفسنا جهلاً فكان بها للأمة الضررُ وبعضها رَسَمَتْهُ من تخالفنا عقيدةً وغدت بالعُرْب تأتمرُ وفي غباءٍ قَبِلْنا ما دَعَتْنا لهُ أم المصائب من فيها لنا الخطرُ تلك التي أبداً تسعى وغايتها ألا يكون لنا ورد ولا صدرُ ومن تُرى سندا في كل معركةٍ للمعتدين ومن أفعالهم نُكُر نوائب نزلت فينا وباركها من ليس ينفعه درس ولا نذرُ يا قادة الفكر يا رواد أمتنا أحيوا الثقافة يا رواد وابتكروا واستلهموا من ثقافات منوعةٍ وجددوا منهج التثقيف واعتبروا واستقرئوا وانظروا في سر كبوتنا وسر نهضة من أضحى له الظَفَرُ كونوا رموز وفاء في دياركمُ فأنتُمُ لبلاد العُرْب مدّخرُ وأنتمُ القلب حياً في عروبتنا وأنتمُ السمع فيها أنتم البصرُ ويا ذوي المال ما ترجو شعوبُكُمُ وما تأمّلُهُ أوطانكم كُثُرُ يراد منكم ثباتٌ لا يزعزعهُ غدر العدو ولا مكر الألى مكروا هبوا جهابذة وامضوا غطارفةً إلى المعالي بعزم الحر وابتدروا واغدوا مشاعل إشراق وتضحيةٍ ورمز بذل له الأعداء تنبهرُ تعاهدوا أن تظلوا في نضالكمُ حتى يكون لنا التمكين والظَفَرُ حتى تكون لنا الآمال دانيةً ونشهد الرايةَ الخضراءَ تنتصرُ يا قادة الفكر يا رواد نهضتنا ومن بهم أمتي تُزهى وتفتخرُ متى أرى أمتي تسعى وغايتها مكانة دونها المريخ والقمرُ متى أراها لها في العلم مركزها وفي الصناعات تستوحي وتبتكرُ متى أراها تخيف الخصمَ سطوتُها ويستجيب لما تدعو له القدرُ يا ربنا افتح لها أبواب نهضتها وخذ بها نحو ما ترجو وتنتظرُ والشكر للمَلِكِ الراعي وأمته وللذي بإزار الجدِّ مُتَّزِرُ لخالدٍ مَنْ سَعَى لم يَعْرُهُ مَلَلٌ ولم يصاحبْه إهمالٌ ولا خورُ سعى لتحقيق ما يسمو بأمتهِ واستعمل الصبر حتى استسلم العسرُ والشكر يمتد موصولاً لمن وقفوا بجنبه ولمن جاءوا ومن حضروا