قال محلِّلون ومصادر عليمة بالقصر الملكي الأردني إن الخطوة التي اتخذها الملك عبد الله بإعفاء أخيه غير الشقيق الأمير حمزة من مهامه كولي للعهد تعزِّز سلطاته وتمهد الطريق أمام ابنه البالغ من العمر عشر سنوات لخلافته، غير أن الأمير حمزة رد على خطاب الإعفاء برسالة إلى أخيه تعهد فيها بالامتثال إلى أمر إعفائه وبأنه يظل جندياً مخلصاً إلى جانب أخيه العاهل الأردني. وقال مسؤولون إن الأمير حمزة بن الحسين (24 عاماً) الابن الأكبر للملكة نور الزوجة الرابعة للملك الراحل حسين أبلغ بإعفائه من منصبه في اجتماع عقد يوم الأحد بالقصر الملكي حضرته العائلة المالكة ورأسه الملك عبد الله. وبرَّر الملك عبد الله خطوته المفاجئة باستعادة تقليد هاشمي بموجب دستور 1952 الذي يعطي الخلافة للابن الأكبر. وفي عام 1965 عندما تغيَّر الدستور لإلغاء مبدأ تولي الابن البكر للعرش كان الشرق الأوسط يمر بحالة مضطربة وكان عبد الله طفلاً رضيعاً ونجا الملك حسين من عدة محاولات لاغتياله. وقال معاونون بالقصر إن الملك بهذه الخطوة يؤكِّد التباعد بينه وبين زوجة أبيه الملكة نور المولودة في الولاياتالمتحدة التي حاولت التعديل في صيغة الخلافة في الأيام الأخيرة للملك الراحل من أجل منح العرش لابنها حمزة. وتقول مصادر مطلعة بالقصر إن الوفاة المفاجئة للملك حسين قبل أن يكبر حمزة الذي كانت والدته تعده بالفعل ليكون ملك المستقبل أحبط خططها بدخول عبد الله الذي كان عمره آنذاك 36 عاماً دائرة الضوء. وعلى الرغم من أن مصادر عليمة بالقصر كانت تتوقَّع أن يعالج الملك عبد الله في مرحلة ما أمر ما اعتبره معاونون كثيرون خلافة مفروضة قسراً فإن السرعة التي تحرك بها بعد خمس سنوات فقط من توليه العرش إنما تعكس قوة موقفه. وقال مراقبون سياسيون إنه من شبه المؤكَّد أن يتم تعيين الأمير حسين (10 سنوات) الابن الأكبر للملك عبد الله والملكة رانيا ولياً للعهد قريباً.وقال مراقبون إن الملك قطع شوطاً بعيداً منذ توليه العرش عندما قال الكثيرون إن خبرته العسكرية وافتقاره إلى الخبرة السياسية تعد في غير صالحه.وكسب عبد الله وهو حليف للولايات المتحدة وضعاً كزعيم بالشرق الأوسط حافظت بلاده على استقرارها وخرجت فائزة في حقبة ما بعد حرب العراق المضطربة. وكانت الملكة نور تتهم بمحاولة إبعاد الملك حسين عن أولاده من زوجتيه الأخريين ووجهت لها انتقادات كثيرة باعتبارها دخيلة وامرأة غربية مسيحية في بلد ذي ثقافة إسلامية محافظة. وقال حمزة في خطاب إلى الملك عبد الله نشرته وكالة الأنباء الأردنية إن والده علَّمه أن يصدع بما تأمره به الأسرة. وقال حمزة رداً على الخطاب الذي أرسله إليه الملك يعفيه فيه من منصبه: (إنني وقد نذرت نفسي أن أكون دائماً إلى جانبكم جندياً وفياً وسنداً مخلصاً كما علّمنا والدنا العظيم طيَّب الله ثراه.. لأصدع بأمر أخي الكبير ولاء ومودة وطاعة. وأعاهدكم أن أظل عند حسن ظنكم وثقتكم بي مسلماً هاشمياً وفياً مخلصاً لرسالة الآباء والأجداد من آل البيت.. وللأردن الغالي وشعبه العزيز إن شاء الله).